“عرس بهي للكتاب” بهذه العبارة يمكن اختصار المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الـ 41 في الحركة الثقافية-أنطلياس (29 شباط-10 آذار 2024). “واحة لقاء وفرح وتبادل ثقافي” بهذه العبارة يمكن اختصار جناح “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” في المهرجان الذي استقطب جمهورًا من الأعمار والفئات كافة ومن مختلف المناطق اللبنانية، بحركته التي تنوعت بين تواقيع الكتب والقراءات الشعريّة والرسم والعزف والغناء، فكان عن حق مساحة تجسّدت فيها الكلمة الأصيلة والموسيقى الراقية والريشة الجميلة والمبدعة، فضلًا عن تكريم “كبار من بلادي” في لفتة أرادها المنتدى تحية وفاء وتقدير إلى شخصيات كان العطاء زادها على مدى سنوات طويلة من دون توقف وأغنت الثقافة والفكر بأجمل الإبداعات.
هذا العام كرّم المنتدى د. قصي الحسين، الأديبة إقبال الشايب غانم في يوم المرأة العالمي، والإعلامي جورج طرابلسي معلم الأجيال في يوم المعلم.
اللافت استقبال الجناح توقيع كتب لشعراء وأدباء غير صادرة عن “منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء” إلى جانب تواقيع كتب صادرة عن المنتدى.
افتتاح المهرجان
افتتح المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الـ41 في احتفال أقيم في مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس انطلياس، في حضور النائب البطريركي المطران أنطوان عوكر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الأب بطرس عازار ممثلا الرئيس العام للرهبانيّة الأنطونيّة الأباتي جوزف بو رعد، المطارنة سمعان عطالله وبولس روحانا وجورج شيحان، ممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية، ممثلين عن النادي الثقافي العربي، وشخصيات رسميّة وسياسيّة وروحية وقضائيّة وحشد من أهل الفكر والثقافة.
استهل الاحتفال الذي قدمه الدكتور الياس كساب بالنشيد الوطني، فكلمة أمين معرض الكتاب منير سلامة ومما قال: “هذه السنة، وبالرغم من كل الأزمات التي تعرفون والتي تعصف بوطننا والأخطار التي تتهدّده، قرّرنا في الحركة الثقافية – أنطلياس مرةً جديدة رفع التحدي وإقامة المهرجان، بتشجيع من المتقفين وأصدقاء الكتاب والمؤمنين بلبنان وطن الحرية والثقافة والتفاعل الحضاري والحداثة على مدى تاريخه”.
وأشار إلى أن “الإقبال فاق التوقعات، فشارك معظم المؤسسات الجامعية الكبرى بما فيها الجامعة اللبنانية بالرغم من ظروفها، أما عدد دور النشر المتعاقدة فناهز الخمسين وهي كلها لبنانية، بالإضافة إلى الجناحين الخاصين بالجيش اللبناني وبقوى الأمن الداخلي. كما خصصت الحركة منصّة “المنفردون” للمؤلفين الإفراديين وأتاحت المجال للراغبين منهم بتوقيع مؤلفاتهم في قاعة مخصصة لذلك”.
وعرض للأنشطة المرافقة للمهرجان والتي تتلخص بتكريم أعلام الثقافة من البارزين في الطب والمحاماة والأدب والمسرح والموسيقى وغيرها من المجالات العلمية والأدبية والفنية وإقامة ندوات…
ثم كانت كلمة لرئيس الحركة الثّقافيّة الأباتي أنطوان راجح، فلفت إلى أنّ “المهرجانَ فرصةٌ للتّواصلِ الحميدِ، بالرّؤيةِ والإصغاء، بالسّماعِ والنّظر، باللّقاء للتكلّم، لا بصيغِ الفكرِ وحسبُ، بل ومن القلبِ، لصوغِ الوحدةِ في صميمِ الفكرِ المتنوّع والثري”.
أضاف: “نحن بحاجة ماسّة، في مجتمعنا، إلى تواصل يُضرِمُ القلوب، ويكون بلسمًا على الجروح، ويُنير مسيرةَ الإخوة والأخوات؛ تواصلٍ يعرف كيف يشعلُ نارَ الإيمانِ بالوطنِ بدلاً من أن يحافظ على رمادِ هويّة ذاتيّةِ المرجعيّة. تواصلٍ يكون أساسه التّواضع في الإصغاءِ، والجرأة في الكلام، ولا يفصِلُ أبدًا الحقيقةَ عن المحبّة. بذلك ننجحُ في أن نكونَ حرّاسًا، بعضنا لبعضٍ”.
وتمنى أن “تبقى الحركة الثقافية مركزاً للشموليّة والحريّة، وورشة خصبة للإنسانيّة ومختبراً للرّجاء”.
وفي الختام كانت كلمة للأمين العام للحركة الثقافية جورج أبي صالح، الذي أشار إلى ان “الحركة تحرص على أن توجّه للرأي العام عبر هذه التظاهرة السنوية بضع رسائل، أولها أن الكتاب،على الرغم من تطوّر تكنولوجيات التواصل الحديثة وانتشارها، يبقى من أجدى الوسائل التعليميّة والتثقيفيّة وأعمقها تأثيراً”.
وأضاف: “حركتنا تشاطر اللبنانيّين تطلّعهم إلى أدبيّاتٍ وسلوكيّاتٍ سياسيّة تُسهم في تعزيز الوحدة الوطنيّة والسلم الأهلي، وتأمل إقلاع البعض عن فرض خياراته بإعادتنا إلى حكم الحزب الواحد الذي ولّى زمانُه، والعودةَ إلى استئناف الحوار الموضوعي والمسؤول برئاسة فخامة الرئيس العتيد للجمهورية حول أمّهات القضايا الوطنيّة، وفي طليعتها الإستراتيجية الدفاعية، ومعالجة معضلة النازحين السوريّين، ومشاكل اللاجئين الفلسطينيّين وبناء دولة القانون والمؤسّسات”.
بعد ذلك تم قص شريط الافتتاح، وجال الحضور على أقسام المعرض.
الخميس 29 شباط
افتتح “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” جناحه مع رسم مباشر للفنان التشكيلي طوني المعلوف وموسيقى على الكمان للفنان خضر رجب.
بداية النشاطات كانت مع توقيع الأستاذ فوزي عساكر “النور الساطع” و”معلم الحق في زمن الباطل” و”ديمقراطية نحو السلام”، وتوقيع الشاعر طوني المعلوف ديوانه “كمشة حكي”.
وجه فوزي عساكر تحية إلى “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” بشخص رئيسته المهندسة والشاعرة ميراي شحاده التي تخدم الكلمة كي تستمرّ تعاليم والدها الشاعر عبدالله شحاده، وأوضح أن “ديمقراطية نحو السلام”، يتضمن وجهة نظره حول كيفية ممارسة الديمقراطية، وأن “النور الساطع” قدّم له البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ويتضمن توجيهات للأجيال الجديدة “حتى لا ترتكب الأخطاء اللي ارتكبناها ربما يولد لبنان جديد” على حدّ قوله.
أما الشاعر والفنان طوني المعلوف فقال إن ديوانه “كمشة حكي” بالعامية هو الأول له صدر عام 2012 ويتضمن صورًا واقعية، وأنه بصدد إعداد ديوان شعر جديد ورواية، مؤكدًا أن “كل يوم يمكن ترجمته بالشعر واللون. وشكر المنتدى لاستضافته شاعرًا ورسامًا ونحاتًا.
الجمعة 1 آذار
تميّز هذا اليوم بتظاهرة ثقافية واسعة جمعت أهل الفكر الوافدين من أنحاء لبنان، لمشاركة الأديب سهيل مطر توقيع كتابَيه “مطارح” و”نزار … أين أنت”، والدكتورة يسرى البيطار توقيع كتابها “القيم الإنسانيّة في شعر عبدالله شحاده”. وقد أضفى عازف الكمان الفنان خضر رجب ألقاً وجمالاً على الأجواء بأجمل المعزوفات.
السبت 2 آذار
تنوعت التوقيعات في هذا اليوم بين الدراسة والومضة والرواية، فقد وقع الدكتور يوسف عيد كتابه “تَمّوزِيّون لكن شعراء”، ووقع الدكتور محمد إقبال حرب كتابه “بَرقَعْد”، ووقّعت القاصّة مشلين بطرس كتابها “ملفّات سرّية”.
كما في كل يوم خيّمت أجواء مفعمة بالفرح والسعادة مع عازف الكمان الفنان خضر رجب وعازف العود الفنان جاد حداد، ومع رسم مباشر للفنان التشكيلي طوني المعلوف.
أوضح د. يوسف عيد أن التوقيع هو الثالث له بعد طرابلس والمعرض العربي الدولي للكتاب في بيروت، وسيكون له توقيع رابع في معرض الكتاب في طرابلس، وأعرب عن سروره بالحركة في المعرض رغم الظروف الصعبة، وقال يجب أن تعذر دور النشر الناس إذا قلّبوا الكتب ولم يشتروا، مؤكدًا أن وطن الثقافة يجب أن يعود.
أما د. محمد إقبال حرب فقال: “أملنا الوحيد بالثقافة للتخلّص من الوضع الذي نعانيه. وأشار إلى أن لديه جديدًا على الدوام، معتبرًا أن كتابه الجديد “بَرقَعْد” الصادر عن منشورات المنتدى مختلف عن سابقاته، وهو عبارة عن ومضات وخواطر جُمعت عبر السنين، وأثنى على تعاونه مع الأديبة والشاعرة ميراي شحاده واصفًا هذا التعاون بأنه مختلف لأنه نابع من إيمان عميق بالكلمة الأصيلة.
الأحد 3 آذار
استقبل الجناح في يومه الرابع الدكتورة كلوديا شحاده التي وقّعت مجموعة من مؤلفاتها باللغة الفرنسية: La chambre de ma mère، Parlez-vous français aux céfrans، Il y a anguille sous roche .
كذلك استقبل الشاعرة ميساء عادل ماجد التي وقّعت “نعم أبقى” و”إشراقة عمر” و”عندما تستيقظ الحروف”.
ورافق عازف الكمان الفنان خضر رجب، كل من د. شحاده والأديبة ماجد في قراءات شعرية، مع رسم مباشر للفنان التشكيلي طوني المعلوف.
أعربت الدكتورة كلوديا شحاده عن سعادتها بمشاركتها للمرة الأولى في المهرجان اللبناني للكتاب بفضل الشاعرة ميراي شحاده، واعتبرت جناح المنتدى بمثابة البيت الذي يضفي السعادة والفرح باللوحات التي تزينه وجوّه الثقافي الراقي والموسيقى التي تصدح فيه. أوضحت أن Parlez-vous français aux céfrans و Il y a anguille sous roche يتمحوران حول المصطلحات المحكيّة الفرنسية، والمصطلحات المتجددة الفرنسية، أما La chambre de ma mère فهو شعر بالفرنسية تحدثت فيه عن صمت أمها المريضة.
الاثنين 4 آذار
في اليوم الخامس، استقبل الجناح حشد من المفكرين والشعراء والإعلاميين والطلاب… وشهد توقيع شاعر الميناء الشعبي مصطفى غنوم ديوانه “عَ حطّة إيدك”.
أيضًا وقّع الإعلامي والشاعر أنطوني جعجع “الإعلام بين الحدث والحداثة” و”من ذاك الصدى” و”قليل من عينيكِ” و”قبلة على السطر” و”شال الغمام”.
اعتبر أنطوني جعجع أن كتاب “الإعلام بين الحدث والحداثة هو نتاج 40 سنة من معموديّة المتاعب، وضع فيه خبرته في هذا المجال بهدف مشاركتها مع الإعلاميين الشباب، وقال إن ما دفعه إلى تأليف هذا الكتاب عدم تلقيه أي مساعدة في بداياته المهنيّة عندما كان بحاجة إليها. وشكر الشاعرة ميراي شحاده التي أتاحت له فرصة لتوقيع مؤلفاته في الجناح وقال: “لدي تقدير خاص لميراي، نادرًا ما نلاقي شخصًا يكرس نفسه للشعر والأدب، وهذا التقدير يجعلني أشعر بكل فخر واعتزاز لوجودي اليوم في الجناح.
الثلاثاء 5 آذار
اليوم السادس من المهرجان، كان يوم الشمال بامتياز، إذ اجتمعت نخبة من الأدباء والشعراء من الشمال في الجناح وكانت سلسلة من التواقيع على النحو التالي:
وقّع الشاعر محمود طالب شحاده ديوانه “عندما تزهر الأعشاب في أيلول”، الشاعر أحمد يوسف ديوانه “همس الغريب” و “ومضات فارسيّة” للدكتورة غادة السمروط (طيّب الله ثراها)، الدكتور علي اسماعيل ديوانه “الجدول المحترق”، الدكتور غسان حمد ديوانه “قصائد حب من جبل المكمل”، الشاعرة نغم نصّار “رقص على قمم الكآبة” و”ثلج على الأهداب” و”للعطر فلسفة أخرى”، شاعر الشير وليم البيسري ديوانه “شهقة حرف”، الشاعر سعد الدين شلق ديوانه “لو يزهر الجمر”.
تخلل حفلات التوقيع رسم مباشر مع الفنان والنحات بسام ملوك، عزف على آلة الكمان مع الفنان خضر رجب. كذلك كانت قراءات شعرية مع الشاعرة مي سمعان.
تميّز هذا اليوم بزيارة أعضاء “هيئة تكريم العطاء المميز في النبطية” لجناح المنتدى، وإلقاء بعض أعضائه قصائد.
اكدت الشاعرة نغم نصار سعادتها بمشاركتها في هذا الحدث المهم وقالت: “يشرفني أن أكون موجودة مع الشاعرة ميراي شحاده ومع هذه الكوكبة من الشعراء، وأنا سعيدة أن تصل كلمتي إلى كل مكان وأن تلقى عناوين كتبي الاستحسان عند الناس وتنتشر خارج طرابلس”.
أما الشاعر سعد الدين شلق فوصف كتابه بأنه يتضمن هشاشة روحه وما فعل فيه وجدانه بكل صدق وأمانة، واعتبر معرض الكتاب في أنطلياس جسر لقاء متين بين مختلف الأديان والثقافات، مؤكدًا أن جناح المنتدى هو رمز لإنسان كبير، هو عبدالله شحاده، حمل الكلمة عقيدة في قلبه وجاهد في سبيلها، وأن “أحدًا لم يقدم لأبيه ما قدمته ميراي وهذا دليل على أصالتها، ومهما قلنا فيها وفي والدها نبقى مقصّرين، نرجو أن تستمر في عطائها”.
أعرب الشاعر محمود شحاده عن سعادته بالحركة الجيدة في المعرض وبالثقافة العالية والتعدديّة، وبالحركة المميزة في الجناح ما يؤكد أن الوطن ما زال بخير. عن جديده قال إنه يضم قصيدة التفعيلة والومضة وقصيدة النثر وأن المرأة تحتل حيزًا كبيرًا في الديوان.
الرسام بسام ملوك أثنى على نشاط المنتدى الذي يرتكز على التراث، كذلك أثنى الفنان خالد عيط على الحركة الثقافية في المعرض.
بدوره عبر الشاعر علي اسماعيل عن فرحه بمشاركته في جناح المنتدى وتوقيع كتابه فيه. وقال الأديب أحمد يوسف إنه فرح لحمل لواء الأدب الذي تعمقت فيه د. غادة السمروط لكنه حزين لأنه يوقع الكتب نيابة عنها، وقال إن غيابها خسارة لنا وللأدب والفكر. أضاف أن المنتدى برئاسة الشاعرة ميراي شحاده يشكل نقلة نوعية في مجال الثقافة والفن على مستوى لبنان، ورغم الظروف يزدهر هذا المنتدى ويستمر لذا هو ظاهرة ذات شأن.
بدوره أعرب الشاعر غسان حمد سعيد عن سعادته بتوقيع كتابه في جناح المنتدى في المهرجان اللبناني للكتاب وأثنى على الجهود التي تقوم بها الشاعرة ميراي شحاده في سبيل إعلاء شأن الكلمة ووصفها بأنها سيدة مثقفة رائعة.
الأربعاء 6 آذار
في اليوم السابع من المهرجان، وقّعت الكاتبة جيسّي فخري كتابها “١٨ بين الألم والقلم …”، ووقّع الدكتور جان توما “يوميّات مدينة” و”وجوه بحريّة”، أيضاً وقّع الكاتب مارون بطرس مخّول “الحقيقة الضائعة” و”العدالة المفقودة” و”فلسطين والمسؤولية الدولية”. رافق حفلات التوقيع عزف على آلة الكمان مع الفنان خضر رجب.
أوضح د. جان توما أن كتابيه يتمحوران حول منطقة ميناء طرابلس التي بناها البسطاء وأصبحت أجمل منطقة، ويؤرخان لمرحلة أساسيّة استقبل فيها أهل طرابلس الناس من أنحاءالشرق وأسسوا مجتمعًا متنوعًا ونسيجًا أهليًّا متماسكًا.
أعرب الكاتب مارون مخول عن تقديره للرسالة التي تضطلع بها الشاعرة ميراي شحاده في الحفاظ على مستوى راق للثقافة، وأوضح أن الهدف من مؤلفاته كشف الحقيقة التي تعرضت للزيف والتزوير في السنوات الأخيرة. وقال: “لفتني إصرار الناشرين والكتّاب على النشر إنما الإقبال نسبيًا قليل بسبب الوضع المادي”.
بدورها أعربت جيسي فخري عن سعادتها بتوقيع كتابها للمرة الثانية في الجناح وكانت الأولى في جناح المنتدى في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، وعن فرحها بالتعرّف إلى أناس جدد، وشكرت رئيسة المنتدى الشاعرة ميراي شحاده لأنها حققت لها حلمها بأن يكون لها كتاب هدفت من خلاله إيصال رسالة حول أهمية الحياة وقيمتها.
الخميس 7 آذار
في اليوم الثامن وقّع الدكتور جورج زكي الحاج “الفرح في شعر سعيد عقل” و”الحلم الخلاق” و”وعد” و”رخ الندي” و”جماليات الأمس في شعر جورج زكي الحاج” و”روائع الزجل في الغربال” وغيرها… ووقّعت الشاعرة ندى أنسي الحاج “خطوات من ريش” و”عابر الدهشة”. تخلل حفلتي التوقيع عزف على آلة الكمان مع الفنان خضر رجب.
شكرت الشاعرة ندى الحاج الشاعرة ميراي شحاده لاستضافتها في جناح المنتدى للمرة الثالثة، وأوضحت أن “خطوات من ريش” هو الديوان العاشر ويشكل تكملة لمسيرتها الشعرية وقالت: “يسبح في الجو الصوفي نتيجة تجربة عشتها وأحاول التعبير عنها بأبسط طريقة بهدف مشاركتها مع القارئ”. أضافت: “تجربتي رائعة مع ميراي لأنها تتّسم بمحبة وعطاء تلقائي نادر”.
أما د. جورج زكي الحاج فاعتبر أن الأزمة المالية أحدثت طلاقًا بين المبدع والقارئ، ورأى أن الكاتب رسول مفروض أن يحافظ على استمرارية العطاء. قال: قررت تقديم كتبي وهي تتنوع بين بالشعر والنقد الأدبي والقصة القصيرة… هدفي أن أُبعد القارئ عن الانترنت وأعيده إلى الكتاب”. أضاف: “علاقتي بشاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده قديمة تعرفت عليه عندما كنت طالبًا في صف البكالوريا في طرابلس، كنت اسـتمع إليه دائمًا وكان غزير العطاء. أما ابنته ميراي فهي مؤسسة في امرأة حافظت على إرث والدها وأعادته إلى الحياة وخلدته”.
تحت شعار “تكريم كبار من بلادي”، كرّم “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” الأديب الدكتور قصيّ الحسين تقديراً لعطاءاته الفكرية والثقافية في حضور الأصدقاء.
في المناسبة ألقت الشاعرة ميراي شحاده كلمة وصفت فيها المكرّم بأنه “موسوعة في رجل، لأنه أمضى 40 سنة في التعليم الجامعي، وركن للثقافة في جامعة الوطن. ثماره تشهد أنه العلامة والعلَم”. أضافت: “نحن اليوم نتحلّق حوله تقديرًا لعطائه التربوي والفكري. لا تخف يا صديق الحرف، الحضارة التي أغنيتها من ذاتك ستعود إلى سابق عهدها من الأصالة. مبارك تكريمك أيها الأديب الموسوعي. إنه تكريم للأدباء والشعراء والفلاسفة وللجامعة اللبنانية. مرحى بك في رحاب منتدى شاعر الكورة الخضراء”.
بدوره أعرب د. قصي الحسين عن فخره بالتكريم وسط كوكبة من المثقفين، واعتبره أعظم تقدير من المنتدى الذي يحمل اسم عبدالله شحاده معلّم الجميع والمربي والشاعر، وأعرب عن فخره بميراي شحاده الحاملة مشعل والدها عبدالله شحاده وكان لها يد في كل هذا التكريم.
في ختام التكريم قدمت الشاعرة ميراي شحاده درعًا تكريمية للدكتور قصي الحسين وباقة من الزهر عربون تقدير ووفاء له.
الجمعة 9 آذار
في اليوم التاسع من المهرجان وقّعت الأديبة ريما خالد حلواني كتابها “أنفاس مكتومة”، برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ممثلًا بالأديبة ميراي شحاده التي نقلت تحيات الوزير إلى ريما حلواني وتمنياته لها بدوام النجاح، وقالت: “لي الشرف أن أمثّل معالي الوزير وأنت ضيفة جناحنا. مسيرتنا بدأت منذ زمن، أنشأنا صالونًا ثقافيًّا والتف حولنا كلّ الأحبة، نورت اليوم الجناح بحضورك وكتاباتك. حملني معالي الوزير هذه الباقة من المحبة لك”.
شكرت ريما حلواني وزير الثقافة على هذه اللفتة الكريمة وتمنت أن تكمل مع ميراي المسيرة في رحاب الكلمة.
حول كتابها قالت: “يحكي قصة اجتماعية كيف يجب اختيار الزوج. في يوم المرأة العالمي وانسجاما مع صديقتي التي استضافتني في جناح المنتدى أحببت تقديم الكتاب هدية لميراي ولكل ضيوفها”.
أيضًا وقع الدكتور جان بالشيون كتاب “بيان الموسيقى اللبنانية”، وأوضح أن الكتاب يتمحور حول علاقة الموسيقى العربية مع التراث، وأنه حاول الإجابة على أسئلة تراود الموسيقيين، وشكر الأديبة ميراي شحاده على دعوتها له لتوقيع كتابه في جناح المنتدى معتبرًا أن معرض انطلياس يحرك الدافع الثقافي.
في يوم المرأة العالمي، كرّم المنتدى الأديبة إقبال الشايب غانم لمساهماتها الجمّة في تمكين المرأة وتثقيفها عبر مسيرتها الأدبية.
في المناسبة ألقت الأديبة ميراي شحاده كلمة اعتبرت فيها أن “اليوم 8 أذار على مشارف الربيع وفي دار تحمل المحبة يشرفنا أن نستقبل كبيرة بتاريخها وعطاءاتها الفكرية، هي مبحرة في الشعر ومن رواد القصة وأضاءت على شعراء وشاركتنا هذا الكنز. تحية إليها أقبلت على الحبّ بكل ما لديها من حبّ وعلى الكلمة بكل ما تحوي من مفردات للحبّ. الأديبة إقبال الشايب وأنا يجمعنا الزيت نفسه الذي ارتشفناه من والدينا. تحية ليس فقط لوالدها بل لروح جدها الكبير الذي خلدته في رواياتها. نفتخر فيك رائدة وأمًّا للأديبات ومثالًا أعلى وقدوة تقتدي بها كل أمرأة . الكاتبة تفتح الشبابيك لتطير كلماتها إلى كل من يقرأ في يوم المرأة العالمي”.
بدورها قالت الأديبة إقبال الشايب غانم: “أعبر عن شكري وامتناني للأديبة الصديقة المهندسة ميراي شحاده حداد المميزة بإحساسها المبدع الثاقب، لتكريمي على منصتها الناشطة. السيدة ميراي تجسد تحقيق كلّ ثمار نضال الرائدات المخلصات في ميدان المرأة: هي حاملة شهادة في الحقل الهندسي وناشطة ثقافية مؤمنة بهذا العمل الإنساني الهادف وهي إنسانة واثقة بنفسها وبخطواتها وعلامة فارقة بإنجازاتها على كل الصعد. بوركت جهودك أيتها الصديقة المميزة”. من ثم أعطت لمحة عن مسيرتها في مجال الجمعيّات التي تعنى بشؤون المرأة.
بدورها ألقت الإعلامية كلود أبو شقرا كلمة اعتبرت فيها أن الأديبة إقبال الشايب غانم ناضلت سواء في عملها الاجتماعي أو في كتاباتها ضد الظلم والتهميش اللاحقين بالمرأة واجتهدت في تنشئة أجيال جديدة من الفتيات لديهن وعي لقضية المرأة ولضرورة تحسين أوضاعها.
في ختام التكريم قدمت الأديبة ميراي شحاده درعُا تكريمية للأديبة إقبال الشايب غانم وهدية رمزية وباقة زهر عربون وفاء ومحبة لها. كذلك وزعت الورود على النساء الحاضرات لمناسبة يوم المرأة العالمي.
السبت 9 آذار
في اليوم العاشر غصّ جناح “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” بنخبة من الأدباء والشعراء والفلاسفة والإعلاميين، احتفاء بتوقيع الشاعر شربل فرنسيس ديوانه “صدى الوجدان” وتوقيع د. جورج شبلي روايته “بين الجمر والنور”، وتكريم الإعلامي القدير جورج طرابلسي “معلّم الأجيال” في يوم المعلّم تقديراً لعطاءاته. رافق عازف الكمان الفنان خضر هذه النشاطات بموسيقى وأغان فيروزية أطربت الزّوار.
حول روايته أوضح د. جورج شبلي أنها “مستوحاة من الواقع المعيوش بشكل دقيق، تدور أحداثها في لبنان في غالبيتها وبعض أحداثها يقع في فرنسا وأميركا وأفريقيا، مؤكدًا أن الرواية تجذب القارئ ليطالعها من بدايتها إلى نهايتها”.
أما الشاعر شربل فرنسيس فقال: ” أنا ابن روحي لعبد الله شحاده هنيئًا لك بميراي التي خلدت اسمك إلى الأبد”. أضاف: “انطلياس مدينة الثقافة والعلم، التوقيع رائع بوجود نخبة من المفكرين ما زادني فخرًا. الوجدان حين يتكلم يتردد صداه بالشعر الذي تُوج بصدوره عن “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي”.
لمناسبة يوم المعلم كرّم “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” الإعلامي جورج طرابلس في احتفال حضره نخبة من المفكرين والأصدقاء، وألقت الأديبة ميراي شحاده كلمة في المناسبة مما قالت: “هذا الكبير من بلادي من شرفته مست أنواره قلوبنا فأصبحنا نورًا على نور، شرفة كبيرة على محبة لبنان، كان الأب والمعلم، تعلمنا منه فعل الحب والعطاء. حياته مسبحة بخور. له يد من نور ومنجل من نور زرع وأعطى من خلالهما. مع كل الناس نتبارك بمسيرتك لأنها قدوة، أنت معلّم الأجيال، من هنا أتى كتاب “علمتنا الحياة” الذي عمدناه بفخر بجرن منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي”.
بدوره ألقى د. جوزف الجميل كلمة مما جاء فيها: “جورج طرابلسي مكرَّما، في عيد المعلّم خبرٌ أسعد القلب والفكر والضمير. لا يزال في بلادي أوفياء، ومعلّمون يُكرّمون في حياتهم. أيّها المعلّم الكبير، عظيمة رسالتك في حمل راية العلم، وبذرها في الصدور. ذكريات طويلة جمعتنا معاً، علی صدر الصفحة الثقافيّة، في جريدة الأنوار الغرّاء. كنت أرسل إليك مقالاتي، فتستقبلها بصدرك الرحب، وصبرك البحر. وكان الحبر يُثمر في راحتيك”…
وقال د. جورج شبلي: “جورج طرابلسي مُحترِفُ الكلمة، هو تظهيرُ الوجدانِ بالقلم، ليصيرَ الإبداعُ غايةً في صِفتِهِ، وهكذا، تربحُ، معه، دعوى الحضارة. لم يكنْ إعلاميّاً بالمفهومِ الوظيفيِّ للكلمة، بقَدرِ ما كان فنّاناً مثقَّفاً ينتخبُ ما يعبِّرُ عنه، وللصياغةِ، عندَه، كفاءتُها. لقد علَّمَته الحياةُ أن يكون صاحبَ دُربةٍ في مِهنيّتِهِ، ودائمَ الإتّقاد، على نحوِ ما تفعلُ تباشيرُ الصّباح. ولأنّه لم يَمِلْ عن أبجديّاتِ الإجادة، كان مُحَسِّناً طيّاباً، للفنِّ بهِ سَكرَة، وللأحاسيسِ مسرحُ تصاوير، وللكتابةِ قدرةٌ على تأديةِ كلِّ طُبوعِها”.
بدوره شكر الإعلامي جورج طرابلسي الأديبة ميراي شحاده على هذا التكريم وقال: “مجرد وجود ميراي في حياتنا هو تكريم، ودورها رسولي يتخطى المقدرة البشرية على كل محبة وعطاء”…
وألقى الشاعر شربل فرنسيس قصيدة في المناسبة.
في ختام الاحتفال قدمت الأديبة ميراي شحاده درعًا تكريمية للمحتفى به وباقة من الأزهار ومنحوتة حجرية تراثية من أعمال الفنان والنحات بسام ملوك؛ أيضاً قدّم له الفنان التشكيلي طوني المعلوف منحوتة خشبية من أعماله.
الأحد 10 آذار
في اليوم الأخير من المهرجان، شهد الجناح زيارة الفنان مارسيل خليفة، فاحتفت به الأديبة ميراي شحاده وقدمت له إصدارات المنتدى، وقدّم له الكتّاب إصداراتهم.
أيضا شهد الجناح توقيع الكاتبة سهاد فجلون روايتها “رَغَبات متمرّدة”، والشاعرة آمنة ناصر “همسات آمنة” و”أوراق متناثرة على ضفاف قلب” ومؤلفها بالفرنسية “Contemplations philosophiques” Jamil El – Doaïhi.
أوضحت الأديبة آمنة ناصر أن الكتابة ترافقها في أي مرحلة وأنها تستشف المجتمع بروحها وتتأثر بمحيطها، مشيرة إلى أن لديها قيد الطبع كتاب تأملات.
أما الأديبة سهاد فجلون فقالت إن روايتها صرخة ضد التقاليد وقدمت طروحات حول رفض الزعامات وقادة البلد، وأن أجواء الرواية مستمدة من ثورة 17 تشرين، مؤكدة أن الثقافة وحدها تجمع وأن المثقف وحده يبني البلد.
اختتم المنتدى نشاطاته مع اختتام المهرجان بأجواء مفعمة بالفرح والسعادة مع عازف الكمان الفنان خضر رجب وأغاني فيروزية شاركه فيها الزوار.