نظمت رابطة الجامعيين في الشمال ندوة حول كتاب الدكتور بلال عبد الهادي الصادر حديثا بعنوان “من الصفر”، عن دار “جروس برس ناشرون”.
الحسامي
بداية، قال رئيس الرابطة غسان الحسامي: “بالرغم من كل التحديات التي نواجه، والحرب في جنوب لبنان، ودخول حرب الإبادة في غزّة شهرها الخامس، نقيم ندوة اليوم وهي الثالثة عشرة في موسمنا الثقافي السنوي، وذلك تأكيدا على دور رابطتنا الحر والمستقل في عامها الستين، وأن تبقى حريصة على نشر المعرفة وبث الوعي، ومفاهيم المواطنة وتغليب لغة الحوار.”
أضاف: “ان الرابطة أرادت من خلال هذا الكتاب، تسليط الضوء على قصص نجاح غيّرت مجرى التاريخ بالعزيمة الصادقة والمثابرة والتفكير بالمقلوب وربما المخاطرة احيانا”.
وتابع: “أردناها عنصر إلهام وتعليم للآخرين. وحبذا لو تدرج هكذا سير كالتي وردت في الكتاب، في مناهجنا التربوية لتكون حافزاً للطلاب وتعليمهم كيف نجعل من “الصفر” فرصة جديدة، وأن نجعل من الفشل نجاحاً، وان لا نتوقف ابداً عن المثابرة، وان نعي ان النجاح هو قرارا وليس خيارا”.
واردف: “العنوان ذكي وانقلابي على واقعنا العربي الميؤوس. فالصفر في لغتنا العربية يستعمل فقط لنقيس ثروة الملوك والأمراء والفاسدين. أما عند الآخرين، فهو البداية لأي عمل كان.”
درنيقة
وقدم الدكتور محمود درنيقة قراءته للكتاب، ورؤيته لمحتواه، بادئا من العنوان نفسه، لافتا إلى أنه كان “تلميذاً للمؤلف في سنواته الجامعية، وبأن ثمة في الكتاب ما يجعله يستعيد بعضاً من المناخات التي ترعرعت فيها مضامينه”.
وقال: “فكرة الانطلاق من الصفر هي محور موفق للكتاب، معلمي نفسه يعود إلى صفر الوعي وصفر الإدراك لينطلق من هناك، وبالطبع لن تفوتني دلالاته، كيف وهو البارع عموماً في اقتناص ما يسير على السنة الناس، كاشفا عن هذه الأصفار فأعطاها بعدها“.
اضاف: “بين دفتي هذا الكتاب الأنيق، تسع وخمسون لوحة، تتقصى أبعاد النجاح، وتتبع القواسم المشتركة بين الناجحين، عكفتُ على قراءتها بنهم، كأنني أجالس شخصياتها. وجالست ابن الأثير وابن سينا وغيرهما من عالم الشرق، كما جالست ايضاً جيف بيزوس وجان بول سارتر وهنري فورد، ثم طالعتني لوحات لا تمس الشخصيات بعينها، وإنما مناهج اعتمدوها، وإشارات رصدوها، وتفكير بالمقلوب وكذلك تفكير بالمزج، ورحلة من الحاشية إلى المتن.”
وعرّج على “اهتمام الكاتب وولعه باللغة الصينية وثقافتها، وكتابته عنها، وقدم قراءة لغلاف الكتاب”.
وأمل أن يكون “الصفر هو الطاقة الكامنة التي تفجّر الإنتاج، وهو الطاقة الكامنة عند اهل الفيزياء“.
عبد الهادي
أما المؤلف فشرح سبب اختياره قصص النجاح موضوعاً لأنها زاده في “لحظات يساوره بها اليأس، وهي بالتالي تصلح لأن تكون معونة لكل من يشعر بفتور في الهمّة”.
وقال: “لقد اخترت أن أنطلق من العدم لأنه غني ممتلىء بالكنوز، لكن علينا أن نغوص في أعماقه، وفي اعماقنا. فالهاتف المحمول جاء من العدم، والانتاجات التي خرجت من رحم العدم لا تعد ولا تحصى، والصفر بالتالي هو كل الأرقام، من هنا يصبح المستحيل كذبة، وكل إنسان يمكنه دائماً أن يحقق احلامه وما يتخيله”.
وقدّم أمثلة حية مستلة من الكتاب، بعضها يعتمد على “التفكير عكس المألوف”، و”التفكير بالدمج، كما فعل ستيف جوبس حين دغم الخدمات كلها في جهاز صغير، وبالإبداع حين قرر صاحب “آيفون” ان يستبدل القلم للكتابة بلمسة إصبع على شاشة”.
يذكر أن الكتاب هو الثالث للمؤلف، بعد “لعنة بابل” و”الكتابة على جلدة الرأس”، ومحوره سير الناجحين اصحاب الأفكار العملية التي تحولت بفعل الكدّ إلى منتجات، وإنجازات، حظيت بسمعة عالمية أحيانا.