صدر حديثا عن دار الرافدين في بيروت وبغداد المجموعة الشعرية “قلبي يقيني” للشاعر والإعلامي زاهي وهبي.
كأن الكاتب يرى بِعَين قلبه. هذا ما يستخلصه القارئ حين يفرغ من قراءة هذا الكتاب. وسط جنون العالم وتوحّشه ونزوعه المتزايد نحو الاستهلاكية المادية، وطغيان الأنا على كل ما عداها، وتعاظم منطق الإقصاء والإلغاء، لا يجد زاهي وهبي سوى قلبه ملاذاً ويقيناً، ومرآة تعكس صورة الآخر المختلف الذي لا يمكن للحياة أن تستوي من دونه. فما نحن سوى شعوبٍ وُجِدَت كي تتعارف وتتحاور وتتناغم، لكن نزعة السيطرة والتسلّط والطغيان داخل النفَّوس الأمّارة بالسوء جعلت الكوكب ميدان حروب وفظائع لا نهاية لها. بحبر القلب
يحاول الكاتب/الشاعر أن يبحث عن منافذ خلاص فلا يجد سوى القلب نفسه. لأن قلبَهُ يقينُهُ، ونبضه كلماتٌ خُطَّت بقلمٍ يكاد ينطق صارخاً: لا نجاة لنا من طوفان الكراهية والبغضاء إلا بسفينة القلب. شذرات شعرية ونثرية مكثّفة يختزل بها المؤلف الكثير من رؤاه ووجهات نظره، ويقدّمها إلى القارئ بلغة مرنة وأسلوب أقرب ما يكون إلى السهل الممتنع الجامع بين سلاسة التعبير وعمق المعنى.