أصدرت “دار الأمير ” في بيروت كتابا بعنوان: “الحركة العلمية والثقافية والاجتماعية في النبطية ومنطقتها بين عامي 1805/ 2023” للباحث علي حسين مزرعاني ضمن سلسلة إصدارات الدار للموسم الثاني لسنة 2023.
تناول الكتاب بالصور والوثائق والأبحاث بدايات التعليم في مدينة النبطية وجوارها، من مدرسة الكوثرية والنميرية وجباع وصولا إلى المدرسة الحميدية التي أسسها حسن يوسف مكي والمدرسة النورية في النبطية الفوقا وغيرهما.
كما يتناول الكتاب الحركة الاجتماعية في مطلع القرن العشرين والدواوين الثقافية التي اشتهرت بها النبطية خصوصا ديوانية الشيخ أحمد رضا.
ويتحدث الكتاب عن الحركة الكشفية وتطورها مع الكشاف العاملي الذي تأسس في العام 1932، وبدايات السينما التي كانت النبطية من الأوائل في استضافتها في العام 1943، وغير ذلك من وسائل الترفيه والمقاهي، مركزا على بدايات الحركة الفنية في النبطية ومحيطها، خصوصا الحركة المسرحية منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، ويؤرخ لتطور هذه الحركة مع تأسيس الأندية والجمعيات وانطلاقتها مع نادي الشقيف في العام 1964 لتتطور إلى فرقة مسرحية كاملة عرفت على صعيد لبنان مع العام 1973، مبرزا بالصورة أهم النشاطات الثقافية التي استضافتها الأندية والجمعيات في النبطية ومنها نادي الشقيف والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية تقدم المرأة والنادي الحسيني وغيرهم.
ويأتي هذا الكتاب ليوثق معظم هذه النشاطات واليوميات بالصور والوثائق كي لا يضيع تعب العمر وهذا التاريخ بفعل الأحداث التي عصفت بنا سابقا، ولم تتوقف حتى اليوم، بحيث تكون الخسارة الكبرى ليست البشر والحجر، بل الوثائق والصور التي هي جزء من هويتنا الحضارية وتراثنا الوطني الذي يعمل العدو على محوه وإبادته.
لقد دأب الباحث علي مزرعاني منذ سنوات طويلة على تقصي أخبار النبطية من كافة النواحي، عبر المصادر والمراجع والمقابلات الشخصية، بالإضافة إلى هوايته في التصوير الفوتوغرافي منذ أكثر من أربعين عاما حيث تراكمت لديه كل هذه المادة المعرفية والوثائقية والفوتوغرافية لتنجز هذا الكتاب- المجلد، الذي أتت معظم صوره عبر عدسة المؤلف الشخصية ومن أرشيفه الخاص الذي جمعه عبر سنوات من البحث من بيوتات النبطية والجنوب.
ورغم أن كتابا بهذا الحجم هذا الكتاب كان بحاجة إلى جهود مؤسسة كبرى، لكن الجلد الذي تمتع به الباحث علي مزرعاني مكنه من إنجازه بمفرده، تاركا للأجيال والباحثين ذاكرة مصورة تحكي جبل عامل ولبنان والمنطقة في أكبر عمل توثيقي في مجاله.
وتجدر الإشارة أن مزرعاني كان أصدر 15 مؤلفا في مجال التأريخ والتوثيق عن جبل عامل ومواضيع أخرى، كما أنه عمل مراسلا عسكريا على مدى ثلاثين عاما لدى مديرية التوجيه في الجيش اللبناني قبل تقاعده.
يقع الكتاب المجلد بطريقة فاخرة في 500 صفحة من القطع الكبير موزعة على أربعة فصول بالألوان، ويحتوي على أكثر من 4000 صورة ووثيقة منذ مطلع القرن العشرين وحتى يومنا هذا، وسوف يكون متوفرا لدى جناح دار الأمير في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ 65 في بيروت هذا الشهر.