صدر عن “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” ديوان شعر بالفرنسية للدكتورة كلوديا شحاده في عنوان “غرفة أمي”، يتضمن مجموعة من القصائد تتمحور حول تجاربها في الحياة، أحزانها ومعاناتها وسعادتها… قدمت للقصائد الدكتورة ماري منَسّى، وزُينت القصائد بمجموعة من الرسوم بريشة نايلة فيصل.
في التمهيد للقصائد كتبت الدكتورة كلوديا شحاده: لم تكن ولادة هذه القصائد بالصدفة. أنا مدينة بذلك إلى “غرفة أمي”، وهي غرفة لا مثيل لها. كانت تفوح بالجمال والنعومة والحنان عندما كانت والدتي بصحة جيدة. مع مرضها، فقدت هذه الغرفة بهجتها وأصبحت باردة. والدتي، العاجزة في سريرها، احتاجت لمساعدتي، وبما أن زياراتي لها كانت متكررة، أحضرت معي أوراقي وملفاتي للعمل، وأعطتني ابنتي دفترًا مزينًا بشكل جميل للتعبير عن مشاعري وعواطفي…
هناك كانت محاولتي الأولى في الكتابة… لا أستطيع وصف الشعور الغامض الذي اجتاحني وهذه القوة الخارقة للطبيعة التي أخذت بيدي ودفعتني إلى كتابة الكلمات على الورقة البيضاء. مفتونًة بهذا الإحساس، منبهرة بهذه القوة، تحرّر لساني وأطلق قلمي حبره بغزارة على دفتري كما لو أنني مُختارة لوصف حقيقة العالم من حولنا.
يومًا بعد يوم، ازداد شغفي بالكتابة. هذا المكان المُلهَم مطمئن لأنه يسمح لي بكتابة أبيات شعرية بغزارة، رغم أنه يحوي حزني وعجزي أمام أمي طريحة الفراش.
القصائد مذيّلة بتواريخ، تعكس بصدق لحظات الكتابة المُمتعة التي أقضيها في “غرفة أمي”. هذا المكان هو الوحيد الذي يُلهمني؛ بمعنى أنني حاولت الكتابة في مكان آخر لكن قلمي تجمّد وتحجّر.
من خلال اعتماد الشعر الحُر، تتبع قصائدي بعضها البعض من دون قيود ومن دون بُنية محددة. تختلف الأبيات في الطول ولا تعتمد إيقاعًا ثابتًا. كذلك يختلف شكل كل قصيدة، فأنا أمزج بين المقاطع الشعرية المختلفة… تضفي القوافي المتقاطعة أو المحتضنة أو المسطّحة الإيقاع والموسيقى على أبياتي الشعريّة.
في كل قصائدي تقريبًا أخاطب الغائبين أو الأشياء الجامدة. هذا التجسيد يضفي صفات إنسانيّة على الجماد مثل الكلام والعواطف، ويعطي ديناميكيّة معينة لأبياتي.
رغم الطابع الحزين لأشعاري، إلا أن لمسة بهجة تزينها. في الواقع، سمحت لي هذه المجموعة بتذوق معنى الفرح، معرفة كيفية إدارة غضبي وتهدئته… هنا أقتبس كلام فريديريك لينوار في كتابه “قوة الفرح” (2015): “الفرح يجلب قوة تزيد من قدرتنا على الإدراك”.
توقّع الدكتورة كلوديا شحاده ديوانها “غرفة أمي” الأحد 26 تشرين الثاني بين الثالثة بعد الظهر والسابعة مساء في جناح “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” ضمن معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الخامسة والستين.