مصطفى عبد الفتاح
صباح النور قد أضحى
صباحَ النار والبارود …
وماساتُ الندى جَفَّتْ
وغادرَ عيدنا الموعود …
وغاب البلبل الشادي
كذلك حلمنا المنشود …
وإذ صمتت حناجرنا
وغاب نشيدنا المعهود …
فقد صرنا ضحايا العصرِ
في زمن الردى الموصود …
8/ 11/ 2023
***
-2-
أراكِ صباحًا في الألقِ
ومساءً في سحرِ الشفقِ
وهبوبًا للريحِ غريبًا
ورحيقَ ضياءٍ للحَدَقِ
وأراكِ صهيلًا ونشيدًا
وأريجًا في كلِّ الطُّرُقِ
وأراكِ ربيعًا منتظرًا
وخلاصًا من عتمِ النَّفَقِ
يا غزَّةُ إنِّي يدفعني
لهواكِ هوايَ ومعتنقي
فالصدق طريقي وصديقي
والحقُّ خلاصي من قلقي
وغدًا سنعود إلى دمِنا
ويعود الجهد إلى العَرَقِ
والحقُّ ستبقى شعلتُهُ
كالنجم يشعشع في أفقي
7/ 11/ 2023
***
-3-
تناثر الضوءُ مكسورًا ومبتسما
فأيقظ النَّبْضَ في الآفاقِ وارتسمَ
وقد تقطَّرَ إكسيرًا به نغمٌ
على ضفافِ زمانٍ يعشق النَّغمَ
على عُبابِ صباحٍ مائجٍ طَرَبًا
تباركَ الموج لمَّا رَكْبُهُ قَدِمَ
تباركَ الضوءُ لا يعيا إذا انكسرتْ
بهِ الثنايا ولا ينفضُّ منهزما
لا تُطفَأُ الروح لا خوفًا ولا كدرًا
ولا خرابًا ولا موتًا ولا عَدَما
فالروح فينا وطيفُ النورِ يسكننا
وفي الشرايين إكسيرٌ بها التزمَ
9/ 11/ 2023
***
-4-
أزِفَ الصباح ، فلا تخفْ يا صاحِ
وانهضْ ولاقِ العيدَ في الإصباحِ
واعلمْ بأن الخيرَ يأتي دائمًا
بعد الشتاءِ وصولة الأشباحِ
واسْمَع نشيد العمرِ في ترتيلهِ
واطرَبْ لصوتِ البلبلِ الصَّدَّاحِ
إنَّ المُلِمَّاتِ التي تُلقي الجوى
تمضي، ويحلو العمر بالأفراحِ
10/ 11/ 2023
***
أيها الزمن
يا أيها الزمن الثقيل
كنَّا وما زلنا نواصل دربنا
نحو الذرى كالنور جيلًا بعد جيلْ
كنَّا وما زلنا جداولَ
نعبر الأوداءَ في الزمنِ الطويلْ
وهناك يجثم حقدهم
وهناك يجثو ليلهم
وكأنَّه غضب الزمانِ
وبأسه
وسلاحُهُ المغروس في صدر الحياةِ جريمةٌ التاريخِ
في الوطن الجميلْ
نحن الذين أضأنا للكونِ الحياةَ
ولم يكن منَّا الرديء أو البخيلْ
نحن الأقاحي والزنابق والبنفسج
والرُّبى والفجر والظِّلُّ الظليلْ
نحن المبادئ والتعاليمُ العظيمةُ
والهدى والحبُّ والغفرانُ
والنهجُ الأصيلْ
وطني تحاصِرهُ الغرابيبُ التي جاءتْ لتنهشَ ما تشاءُ من القتيلْ
وطني هنا في القلب يخفقُ
لا يكِلُّ ولا يملُّ ولا يميلْ
9/ 11/ 2023
***
عارٌ على الكون
عارٌ على العدلِ والقانونِ والأممِ
على الحضارة والأخلاقِ والقِيَمِ
عارٌ على الكونِ في أطيافِ عالمِهِ
على المناقبِ والتوصيفِ والشِّيَمِ
على عيون الورى تجري إبادتُنا
ولا ترِفُّ جفونُ الناس والأممِ
وحشٌ كبيرٌ ولا تروي له عطشًا
أنهارُ ماءٍ ، سوى من مهجتي ودمي
يُلقي على الناسِ من أحقادهِ حِممًا
ليُحرَقَ العدلُ بالنيرانِ والحِمَمِ
فنكبة العمرِ كانت حينما حصلتْ
في ذلك العصرِ بالتنكيلِ والتُّهمِ
عقدٌ من العمرِ والتعذيب في دمنا
والكون يشكو من الإحساسِ بالصَّممِ
ومجلس الأمن لا تلقى له أثرًا
يا ليتَ لو كانَ يومًا مجلسَ العدمِ
ونكبةُ العصرِ هذا اليوم نشهدها
والكون منشغلٌ في سيِّءِ الذِّممِ
وأعيُنُ الناسِ كلِّ الناسِ مُعرضةٌ
عن الجريمةِ ، يا ويحي ، ويا ألمي
10/ 11/ 2023