“تمّوزيون لكن شُعراء”… روض عطور من محبرة يوسف عيد

 

 

كلمة المهندسة والشاعرة  ميراي شحاده (رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي)  في الندوة حول كتاب  د. يوسف عيد “تمّوزيون لكن شُعراء”(منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي) في الرابطة الثقافية-طرابلس السبت 4 تشرين الثاني2023.

 

أستهلّ كلمتي بالشكر لراعي الاحتفال معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ممثّلاً بالشاعر والأديب أ. شوقي ساسين.

والشكر لمرتع الثقافة، الرابطة الثقافية في طرابلس وحامي لوائها أ.رامز الفري لاستضافته هذا العرس الثقافي.

القامات الثقافية

الحضور الكريم

نسبُ الأقلامِ خيرُ نسبِ! فمرحى باليوسف المتبتّل في إيقاع صباحاته، ومرحى في عيد مولوده الثاني الصادر حديثاًمن المعجنالثقافي لمنتدى شاعر الكورة الخضراء. مرحى بابن الكورة الخضراء، المربي البروفيسور يوسف عيد، عشيّة الذكرى الثامنة والثلاثين لانتقال أبي إلى الهناك.

لا أدري، ما الربط بين هذه الأشرعة من صُدَفٍ ضفائرها خالدة، تمخر الريحَ في ملاحتها إلى النور…في مسيرتها إلى تمّوزها المنشود..

 

جُذوةٌ من الحبّ حملتني إلى  أبي فكان ما كان!

رشفات مترعات بالشعر والأدب ودوالي وارفات من الأبجديّة المزدانة بالأضواء…وأزجالُ حساسينِ الربى تصدح قوافيها في أيكة أبي، في منتدى شاعر الكورة الخضراء.

بعد “وشم على رئة الصباح” وبوحِ مواعيدِ فجرٍ وأسرارِ شاعرٍيوسفيّ كورانيّجوّال، يحطّ عصفورُه الدوري على فنن آخر وسيمفنويّة تمّوزيّة يعزفها مفتتحاً إيّاها علىصوله العاليالمجيد، لا تطالها سلالم، شرقيّة عربيّةهي ديادنها، وممتلئةٌ زاخرةٌ بذاكرة سبعة من الكبار وسنابلِ قمحهم المدرار؛ نثروا ذرّاتِهم الولهى فأضنت حروفهم سياج الوجود وأرّقت أحلامهم قوافل الريحفانتقلوا بنا إلى كونهم الرحيب لا بل إلى روض عطور وجدهم تفوحاليوم مياسمها من البعيد البعيد.

كم أنت محظوظة يا عَشتار!

عشتار الحكمة والجمال

عشتار الفن والثقافة والإبداع

فأدونيا أحبّتي، يُبعثُ في كلّ يوم، مع كلّ هدأة رقاد وكلّ شجن شاعر في فيضه المنساب…يدغدغ الزمكان منذ ألف عام وإلى ألف مضاعفة بألف وأكثر.

 

وها قد بقيَت أصابعي الصغيرة تلوّح لشاعر تمّوزيّ آخرعبر نوافذ الماضي وتدوّن بصماتِها على البلور.لم تستطع أيّةُ مساحيقْ محوَ هذا الخفق الشجيّ في البحث عن روحه…فبقيتُ، رُغم السنين المكدّسة في دفاتري، بقيتُ  طفلته التي تقفز على حفافي الأساطير وتطارد فراشاتِه وتصنع ربيعَها وتلوّن جلنارها وتدغدغ أحلامها على وقع خطاه: أو ليس هو القائلُ: “ستدفنني أيدي المَنونِ بتربتي ويبعثني شعري فأحيا اللياليا”.

نعم، هذا التمّوزيّ،هو عبدالله شحاده، المنبثق من رحم قوافيه  بقِيَت ناياته تعزفُ في مسامعي حتى جعلتُها أركسترا للريح، وللمطر، تُومضُ من الثرى نجومًا ودواوينَ وحقولَ معارفْأختال بينها بخفر ورغد فضاقت بي الأمكنة…فإلى جزء ثانٍ من ” تمّوزيين هم شعراء”  تفترّ مواسمُ أخرى من محبرة يوسف عيد يلتمع فيها إعصار شاعر الكورة الخضراء.

ومع السيّاب أقول لأبي: أود لو تموت من جديد فينهرني يوسف الخال ويجيب: إنّك تبعث حيّا هنا ليصير موتُك أرضي كما ينشد غسّان مطر الحبيب.

اترك رد