“لبنان: فلسفة الوجود ومقاربة الهويّة والمصير” جديد مركز الدراسات في الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم

 

 

أصدر مركز الدراسات في الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم كتابا جديدا بعنوان: “لبنان: فلسفة الوجود ومقاربة الهويّة والمصير”، يتناول تاريخ لبنان وحاضره ومستقبله من خلال التعمّق في فكر وممارسات مجموعة من أبرز المفكّرين الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ لبنان وحاضره.

وبحسب بيان المركز، “تناول الكتاب المخزون الفلسفي الفكري لكل من كمال جنبلاط المفكّر الإشتراكي والديموقراطي والإنساني؛ والعلّامة السيّد محمّد حسين فضل الله من خلال دراسة لبنان بين حتميّات واقعه وإمكان دولة الإنسان؛ والإمام السيّد موسى الصدر كتجربةٍ إستثنائيّةٍ في تاريخ لبنان المعاصر؛ وأنطون سعادة فيلسوف الأمّة السوريّة في خضم تحوّلات العالم والإقليم؛ ومنح الصلح كمفكّر للمصالحة بين الميثاقيّة اللبنانيّة والعروبة؛ ومحسن إبراهيم من حيث النظرة إلى الحرب اللبنانيّة كمفتاحٍ نقديٍّ؛ إلى شارل مالك في الفكر والسياسة وعرض للميادين التي ميّزت شخصيّته قبل الحرب وخلالها؛ إلى كمال يوسف الحاج في دراسة أبعاد ومضامين رسالتيه القوميّة والإنسانيّة، إنتهاءً بمطارحاتٍ في فكر ناصيف نصّار حول الطائفيّة والمجتمع والدولة.

منسق العمل د. حاتم علامي قدّم للعمل توقّف عند أهمّيّة العمل في ظلِّ المرحلة الحسّاسة التي يعيشها لبنان، وتتّسع الفجوة بين اللبنانيين بشأن التاريخ والمصير الذي تتفاعل معه أسئلة وجوديّة الطابع. وقد فتح د. علامي على قراءة أعمال المؤلّفين المشاركين بمقدّمات سجاليّة تتعلّق بالمفاهيم الرائجة والخلاف حول تاريخ لبنان وهوامش الكتابة الفلسفيّة التاريخيّة”.

اضاف البيان: “يتوزّع الكتاب في صفحاته الثلاثماية، من الحجم الكبير على تسعة فصول تناول من خلالها عدد من المفكّرين والباحثين والأكاديميين. فقد تناول الدكتور محمّد شيّا في الفصل الأوّل كمال جنبلاط، الإصلاحي والثوري، التقدّمي والمتديّن، المتصوّف والحداثوي، القومي والإنسانوي، والمفكّر الأخلاقي من نمط فيتاغورس وأفلاطون، والمفكّر الإشتراكي بامتياز الذي تنقّل بين الفابيّة حدّاً أدنى ليقارب الماركسيّة حدّاً أقصى.

يتناول الأب الدكتور باسم الراعي من خلال النظر في حركيّة فكر السيّد محمّد حسين فضل الله، حيث نجد أنّ فكره أقرب إلى واقعيّة معياريّة، وهو ما ينطبق على نظرته إلى لبنان من خلال معاني المشروع الذي طرحه السيّد فضل الله تحت عنوان دولة الإنسان. وفي الفصل الثالث يعرض الدكتور طلال عتريسي لتجربة الإمام الصدر، بعد عرض تاريخي ليتوقّف عند نظرة الإمام الصدر ورؤيته حول لبنان ليميّز بين دوره الحضاري الإيجابي كنموذج للتعايش بين طوائف مختلفة، وبين الدور السياسي لهذه الطوائف في النظام اللبناني.

ويرى الإمام الصدر لبنان “التجربة الوحيدة الحضاريّة في العالم، حيث إنّنا لا نجد في العالم كلّه رقعة صغيرة تكون مسرحاً لتعايش 16 طائفة، و3 حضارات، ومجموعة تواريخ وأنواع من الثقافات.. والحقيقة أنّنا يجب أن نعترف بأنّ هذه تجربة قد نجحت وصمدت إلى الآن، وأرجو ألّا تتمكّن قضيّة العدوان الصهيوني من القضاء على هذه التجربة التي هي إدانة لإسرائيل بحدّ ذاتها”.
في الفصل الرابع، يتناول الدكتور جهاد العقل فكر أنطون سعادة وتطوّر انخراطه لتحقيق مشروع الأمّة السوريّة من خلال تقسيم حياته إلى مراحلٍ توزّعت على فتراتٍ لترجمة نظرته إلى العمل السياسي النضالي. ومن المهمّ قراءة التطوّرات التي بلورت أفكاره وصولاً إلى إنزال حكم الإعدام به، والذي شكّل حدثاً إستثنائيّاً  على الساحة اللبنانيّة”.

وتابع: “يشغل الفصل الخامس صفحات من إعداد الدكتور علي شعيب، وقد عنون لإهتمامه بالمفكّر منح الصلح بمجموعةٍ من المفاهيم التي تشرح لرؤى المصالحة بين الميثاقيّة والأمّة والعروبة إحدى الإشكاليّات التي كانت حاضرة ولا تزال في المصير اللبناني، وقد نجح الدكتور شعيب في الإضاءة على أحداث تلك المرحلة لتشكّل مرجعاً لتقييم مسارات الإستقلال وهويّة لبنان.

في الفصل السادس يتناول الباحث الدكتور زهير هواري تجربة محسن إبراهيم بعنوانٍ يفتح على أهمّيّة الخوض في إشكاليّات الحرب الأهليّة، وما تبعها، كمفتاحٍ نقديٍّ يكشف كيانات المنطقة، حيث تبقى ميزة محسن إبراهيم بكونه أبرز من انخرط في البحث عن مواءمة التجربة اللبنانيّة مع الفكر التحرّري الذي تموضع فيه عبر كلّ محطّاته النضاليّة. وفي الفصل السابع، يخصّص الدكتور إلياس القطّار الصفحات الخاصّة بالمفكّر شارل مالك لعرضٍ تاريخيٍّ للشخصيّة والموقع، ويفتح من خلال مساهمات مالك داخل لبنان وخارجه في الصيغة اللبنانيّة على استنباط أجوبة بشأن الحقيقة اللبنانيّة والمصير اللبناني.

وفي الفصل الثامن، تندرج كتابة الدكتور وليد خوري على فلسفة كمال يوسف الحاج في الإهتمامات الواسعة التي استقطبها فكر الحاج، في المدى الفلسفي عبر الروابط ما بين الإهتمامات بلبنان وبالعروبة عبر الحفريّات في معاني اللغة والفلسفة اللبنانيّة والميثاق الوطني. والفصل الأخير مع الفيلسوف المعاصر ناصيف نصّار يشكّل فرصة تناول من خلالها الدكتور عفيف عثمان مطارحات نصّار في قضايا معاصرة، ولا تنفصل عن أطروحات الفلسفات والأفكار التي تناولها الكتاب، لذلك جاءت لتصبّ في بلورة فضاءٍ منفتحٍ على الفلسفات السياسيّة والإجتماعيّة.

ويختم منسّق الكتاب الدكتور حاتم علامي بخاتمة يشير فيها إلى أنّه يمكن للقارئ أن يستنتج أن هذه المساهمات حافظت على تمايزها عن التحليل المباشر، بالمكتوب أو المنطوق؛ لذلك، نضعها في خانة استنهاض الوعي المعاصر بشؤون القضيّة اللبنانيّة. فبين التاريخ والفلسفة تلازم يخرق إيديولوجيّات الإستثمار في التعدّديّة الدينيّة المذهبيّة علّه يلجم الإستخدام الإنتقائي الذي تمارسه التعبويّة الفئويّة التحريضيّة في مواجهة الإستحقاقات المصيريّة الداهمة”.

اترك رد