افتتح في كلية العمارة والتصميم في الجامعة اللبنانية الاميركية LAU وبدعوة من سفارة كولومبيا في لبنان معرض: “كولومبيا تحيك السلام” لتقديم مجموعة الازياء الفنية الكولومبية الشهيرة لشركتي “مانيفستا” و “تيجيدوس تشاكانا”، والتي قام بصناعتها ذوو ضحايا النزاعات الداخلية والصراعات، من الذين اعيد تأهيلهم وادماجهم في المجتمع في أعقاب انطلاق عملية السلام في كولومبيا، وفق بيان عن الجامعة.
وحضر الافتتاح سفير كولومبيا آدوين اوستوس آلفونسو، عضو لجنة الصداقة البرلمانية مع كولومبيا النائب وضاح الصادق، ممثل بلدية بيروت طوني سرياني، ووجوه وشخصيات ومهتمون الى جانب ممثل رئيس الجامعة عميد كلية العمارة والتصميم الدكتور ايلي حداد الذي رحب بالحاضرين “في هذا الحدث المميز والفنانين والحرفيين الآتين من كولومبيا للمشاركة في المعرض والذين أصبحوا رسلاً للسلام بعد عقود من الصراعات والعنف”.
واضاف: “هذه الأعمال شهادة على قوة الفن، وقدرة الناس على إعادة الاندماج في المجتمع من خلال مبادرات إبداعية مثل هذه، حيث أن أصل كل الصراعات يكمن في غياب الأمل لدى الأفراد والجماعات التي تطمح إلى مستقبل افضل”.
ونوه حداد بمبادرة السفارة الكولومبية ممثلة بالسفير آلفونسو معتبراً “انها تأتي في وقت مناسب لنا في لبنان الذي يدخل عاماً آخر من الجمود السياسي والركود الاقتصادي الناجم عن الافتقار إلى حسن النية والجهود الخبيثة لمنع أي إصلاحات”.
ورأى “ان بوسع بلادنا أن تتعلم الكثير من تجارب كولومبيا، وبوسعها، إذا توافرت الإرادة، أن تتجاوز الانقسامات الحالية وأن تقدم لشعبها الأسباب التي تدفعهم إلى الأمل في مستقبل أفضل”.
وكرر حداد الترحيب بالحاضرين في حرم جامعة LAU باسم رئيسها الدكتور ميشال معوض والوكيل الاكاديمي جورج نصر الذين تعذر حضورهم بسبب مشاركتهم في الاجتماع السنوي لمجلس الامناء في نيويورك، وتمنى ان يكون المعرض” الخطوة الاولى الى مزيد من التعاون مستقبلاً”.
ورد السفير الكولومبي آدوين اوستوس آلفونسو شاكراً الجامعة اللبنانية الاميركية LAU على اتاحة الفرصة لتنظيم المعرض بما يمثله من معان انسانية، وتحدث عن عملية السلام في كولومبيا بين الدولة وثوار (فارك) والتي كان “يصعب تصورها بعدما اصبح العنف امراً مألوفاً في المجتمع الكولومبي”.
واضاف: “بعد 50 عاماً من الصراع المسلح توصل الجانبان الى اتفاقية سلام لإنهاء القتال رغم ان منظمة (فارك) كانت من اكبر المنظمات الثورية في القارة الاميركية، وهكذا وضع 13 الف من مقاتليها سلاحهم جانباً ووافقوا على الانخراط في المجتمع الكولومبي واحترام المؤسسات الدستورية والديموقراطية”.
وشرح السفير ان احد النقاط الاساسية في الاتفاق كان العمل على تأمين الظروف الافضل لدمج اهالي الضحايا ومقاتلي (فارك) في المجتمع. واشار الى “نموذجين ناجحين لعملية الدمج، فهناك السيدة انديرا التي كانت جزءاً من الصراع المسلح وعانت من نتائجه وهي تشارك اليوم في بناء السلام (وفي المعرض). وهناك شركتان كولومبيتان “مانيفستا” و “تيجيدوس شاكانا” اللتان عملتا على تشجيع المقاتلين السابقين والضحايا على العمل في الشركتين، الى جانب تشجيع النساء ايضاً”.
واشار الى ان “هذا التعاون يثمر منتوجات عالية الجودة تمتاز بالابداع والخيال والابتكار وتمتاز بالقدرة على النجاح على المستوى الاقتصادي والتجاري لمنفعة الشركات والعاملين فيها”.
واضاف ان “هذه المصنوعات الحرفية المميزة تتيح فهم العلاقة ما بين الانسان وبيئته الطبيعية خصوصاً في بلد مثل كولومبيا الغنية بالتنوع الطبيعي والآثني”.
وختم شاكراً الجامعة وكلية العمارة والتصميم مرة ثانية. وكانت كلمة ايضاً لمؤسسة شركة “مانيفستا” للازياء أنجيلا هيريرا.
يشار الى ان ما يصل إلى 90 في المئة من المشاركين في ورش العمل هذه كانوا من الأمهات والزوجات اللاتي فقدن أفراداً من أسرهن في الحرب الأهلية. مع الاشارة الى ان الحكومة الكولومبية وقعت العام 2016، معاهدة سلام مع “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” ما اطلق عملية السلام الداخلية في كولومبيا وانهى اعواماً من الاقتتال الاهلي وشرع الباب امام ارساء السلام على اساس المبادي الديموقراطية. وتزخر المعروضات الفنية من ازياء وغيره بمعان انسانية نبيلة خصوصاً لجهة ان صناعة السلام هي اصعب بكثير من صناعة الحرب. مع العلم ان المعرض جال على صالات عرض عالمية في الأمم المتحدة وواشنطن وغيرها من العواصم، وسيصل الى العاصمة الفيتنامية هانوي في الأسابيع التالية، وكان للجامعة اللبنانية الاميركية LAU شرف استضافة المجموعة .