محمد ع.درويش
رحل الفنان التشكيلي والنحات الكولومبي فرناندو بوتيرو الشهير بالأحجام الكبيرة لشخصيات أعماله، الذي يُعدّ أحد أهم فناني القرن العشرين عن عمر 91 عاماً بعد معاناة مع المرض .
وقد قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، في منشور له عبر منصة «إكس»، بعد وفاة بوتيرو : «لقد مات فرناندو بوتيرو، الرسام الذي جسّد تقاليدنا وأخطاءنا ورسم مزايانا».
وأضاف: «إنه رسام عنفنا وسلامنا، رسام الحمامة التي أوقعت ألف مرة، ووضعت ألف مرة على عرشها»، في إشارة إلى الحيوان الذي استخدمه الفنان كواحد من رسومه الرمزية.
كما ذكرت وسائل إعلام كولومبية التي وصفت بوتيرو بأنه «أعظم فنان كولومبي في كل الأزمنة»، أن وضعه الصحي تدهور في الأيام الأخيرة.
وفي حديث أُجري مع بوتيرو سنة 2012 لمناسبة عيد ميلاده الثمانين، قال: «أفكّر كثيراً في الموت، وتحزنني فكرة ترك هذا العالم والتوقف عن العمل؛ لأنني أستمتع كثيراً بعملي».
ولد فرناندو بوتيرو في 19 أبريل 1932 في مدينة ميديلين، كولومبيا.
بدأ العمل مصورًا في عام 1948.
انخرط بوتيرو بالفنّ في مرحلة مبكرة من حياته، فبدأ في سن الخامسة عشرة يبيع رسومه التي تُظهر مصارعة الثيران في بوغوتا.
في عام 1950،ذهب إلى أوروبا، حيث التحق بأكاديمية سان فرناندو في مدريد، إسبانيا، وأعجب بالنماذج الجصّية في فلورنسا. ذهب في زيارة طويلة إلى المكسيك بين عامي 1956 و1957 وأعجب باللوحات الجدارية التي أثّرت على مسيرته المستقبلية بشكل ملحوظ. حيث قدّم بأعماله الشخصية أشكالاً كبيرة، تحوي هياكل بشريّة ضخمة، كما أضاف اللمسات الطبيعية عليها.
وانطلقت مسيرته المهنية في سبعينيات القرن العشرين، حين التقى بمدير المتحف الألماني في نيويورك ديتريش مالوف، الذي نظم معه عدداً كبيراً من المعارض حظيت بنجاح.
جمع الأشياء المحلية بالعالمية، وهو يشير كثيراً إلى موطنه كولومبيا، ويخلق محاكاة ساخرة متقنة من التحف الفنية القديمة الماضية أيضاً، مثل دورير، وبونارد، وفيلازكويز، وديفيد. كما يرسم رموز القوّة والسلطة في كل مكان، مثل الرؤساء والجنود والكهنة، لأجل المرح. وأقام حديثاً عروضاً في طوكيو وأثينا. تتضمّن أعماله الرسوم الصامتة والمناظر الطبيعية، يهتمّ بوتيرو بشكل أساسي بالفن التشخيصي. تتميز رسوماته ونحته بالأبعاد الضخمة وببدانة الهياكل البشريّة والحيوانية فيها. فسر بوتيرو استعماله للأشكال البدينة حيث قال بأن الفنان ينجذب إلى بعض الأشكال بدون معرفة السبب.
هو عضو في الأكاديمية البافارية للفنون الجميلة.
حصل على الجائزة الأولى في صالون دي أرتيستاس كولومبيانوس في عام 1958.
بدأ في إنشاء المنحوتات بعد انتقاله إلى باريس في عام 1973 ، وحصل على اعتراف دولي من خلال المعارض في جميع أنحاء العالم بحلول التسعينيات..
يتم جمع أعماله الفنية من قبل العديد من المتاحف والشركات الدولية الكبرى وجامعي التحف الفنية.
كما حاز على :
وسام الصليب الأعظم لإيزابيلا الكاثوليكية (2007)
الدكتوراه الفخرية من جامعة ميامي (1999)
صليب بوياكا (1977)
في عام 2012 ، حصل على جائزة الإنجاز مدى الحياة في النحت المعاصر من المركز الدولي للنحت.