مريم رعيدي الدويهي: زهرة الغاردينيا

 

من مجموعة جديدة بعنوان “شبّاك الغاردينيا”

 

كنت أعتقد أنّ زهرة الغاردينيا

 لا تعرف الكلام…

لم تتعلّم لغة…

كانت صغيرة عندما تزوّجتْ من الربيع

قبل أن تدخل إلى مدرسة…

قال لها: ليس عليك أن تكتبي شعراً

أو تتحدّثي إلى أحد غريب…

قفي عند ذلك الشبّاك

قامة بيضاء

واسكبي من العطر

على شال تلك المرأة…

رأيتها عند البحر ذات مساء

تنظر إلى البعيد

صامتة وبعيدة عن نفسها…

كانت ترتدي غيم الأفق

وأطيار النورس…

شعرها مدينة من تعب

أو بقايا أغنية…

سمعتها تقول:

البحر ليس وعاء

ولولا خوفي من الغرق

لمضيت إلى الأصل…

إلى غناء الفلاّحين والرعاة…

إلى زيتونة الدار التي انحنت من الغياب…

مزروعة أنا في دفتري

ولا أغادره…

مكتوبة بحبر الشوق

وبيتي لا جدران له

مفتوح على الغيم والريح…

أتطاير بين فاصلة وفاصلة…

أتبعثر كالحروف التي لا معنى لها…

فهل حضوري هو انتظاري؟

وهل انتظاري لا انتهاء له؟

هناك وقت لكلّ شيء…

فلماذا مركبي وحده ممزّق الأشرعة؟…

سألتها عن اسمها، فقالت:

اسمي هو السفر

من ميناء إلى ميناء…

ووجودي تمرّد على النسيان.

يا زهرة الغاردينيا عند شبّاكي…

نعيش أنا وأنت

ونخلد معاً

كالعطر الذي يهاجر

من مكانه وزمانه

ولكنّه يرفض أن يتبدّد.

***

*مريم رعيدي الدويهي: مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي

اترك رد