تصدر قريبًا رواية «سُميّة» للكاتب اللّبناني وضّاح شرارة عن دار هاشيت أنطوان/نوفل.
مرّة أخرى، يكتب وضّاح شرارة رواية جديدة هي «سميّة»، بعد تجربته الروائية الأولى «أمس اليوم». وضّاح الذي يعتبر واحداً من أبرز الأكاديميين والكتّاب والمثقّفين اللبنانيين، وأكثرهم غزارة وحضوراً منذ السبعينيات حتى اليوم، تفرّغ طوال عقود إلى نشر الكتب النقديّة في مجالات الاجتماع والسياسة والثقافة.
وفي حين يخوض مجال الرواية، بلغته المتفرّدة، فإنه ينتقي شخصيّات تنتمي إلى حقبات اجتماعيّة غنيّة بتحوّلاتها. سميّة رميزان، بطلة روايته الجديدة، هي ابنة المدينة، لكنها أيضاً ابنة بعض تحوّلاتها الاجتماعيّة التي تترك أثراً كبيراً على شخصيّتها. تترك المدينة من أجل وظيفة وزواج، قبل أن تقرّر العودة إليها نهائيّاً. يتتبع الكاتب حياتها، بتفاصيلها اليوميّة، وبالقرارات التي اتخذتها في علاقاتها الزوجية والعائليّة والوظيفيّة… إنه بورتريه فردي لسميّة كابنة وكزوجة وكامرأة عاملة، لكنه كلّما أوغل بعمقٍ في شخصيّتها، طاول مشاغل مشتركة لجيل كامل من النساء.
نبذة
«استرخى جسم الأمّ لحظةً، ظنّت سميّة أنّ أمّها، في الأثناء، أُغمي عليها، على ما كان يحدث في الأسابيع الأولى بعد ولاداتها المجهدة والمتقاربة. ونعتت سميّة نفسها بالشؤم، لعنتها وهي تحوط كتفي أمّها وصدرها، وتحسّ نعومة القماش الذي خيّط ثوبها به، وتشمّ ماء الورد الذي تغمس فيه الأمّ القطن صباحاً، وتمسح به مسحاً خفيفاً جانبَي جبهتها وأذنَيها وأعلى رقبتها. وانتابها غثيانٌ خفيفٌ قبل أن يغشاها الهلع حين بدا لها أنّ جسم أمّها كلّه ليِّن، ويكاد يفتقر إلى العظام وصلابتها».
“رواية «أمس اليوم» هي فريدة في فنّها الروائي. لها في هذا تجربتها وخواصّها وأسلوبها ومسارها وبنيانها، بحيث يمكن القول إنّ عندها ما تقوله في هذا الفن. عندها ما تكشفه وما تحقّقه وما تضيفه وما تقترحه”.عبّاس بيضون
وضّاح شرارة
كاتب وصحافي ومترجم لبناني. ولد في 1942. درَّس الفسلفة والاجتماعيات في الجامعة اللبنانية. كتب في التاريخ السياسي والاجتماعي والفكري، اللبناني والعربي، وفي اجتماعيات المدينة.
من كتبه الأخيرة: «ترجمة النساء» (2015)، و«أحوال أهل الغيبة» (2018). نقل إلى العربية أعمالاً لأنور عبد الملك، وأنطونيو غرامشي، وك. كاستورياديس، وأ. سولسجنتسين ورينيه شار وباول تسيلان وجان تارديو وآنا أخماتوفا.
صدرت روايته الأولى «أمس اليوم» (2022) عن دار نوفل.