باقة من شعر د. مصطفى عبد الفتاح

 

 

صباح النور

 

إنْ ذاكَ عشقي وأحلامي ومنطلقي

فتلكَ شمسٌ من الأمداءِ في الفَلَقِ

 

إذا مشيتُ بها كانت ترافقني

وإنْ نظرتُ إليها قبَّلَتْ حدقي

 

أضمُّها اليوم في الأضلاعِ مبتهجًا

من البعيدِ السحيق الشامخِ السَّمِقِ

 

أظنُّها عرِفَتْ قلبي وقد رقَصَتْ

على ذراهُ كرقصِ العاشقِ النَّزِقِ

 

فداعبتهُ وكانت محضَ أمنيةٍ

أن أبلغَ الفجرَ بين الوردِ والعَبَقِ

 

***

صباح النور

 

هلَّ من ذاك المحيّا

كوكبٌ يرنو إليَّ

 

قائلًا حبًّا وعشقًا

إنَّ ضوئي ما لديَّ

 

إنَّ قلبي جمر شوقٍ

حارقٌ قد شبَّ فيَّ

 

فاستفقْ يا خِلُّ واشربْ

ترتوِ من مقلتيَّ

 

وأنا قد يغدو جمري

جدولًا في راحتيَّ

 

قالَ ، ناداني صباحًا

مرةً ذاك المحيّا

 

***

صباح النور

 

أفِقْ مُتبسِّمًا حرًّا سعيدا

وقُمْ لاقِ الذي وافى جديدا

 

وضُمَّ النورَ بالأحضانِ حتى

تعيشَ بدفئهِ زمنًا مديدا

 

تعيشَ العمرَ نوَّارًا جليًّا

وتصرفَ عن محيَّاكَ الصديدا

 

تلاقي البسمةَ الغرَّاءَ دهرًا

فيغدو فجرُكَ البسَّامُ عيدا

 

أفِقْ متفائلًا بالنورِ دوماً

تصِلْ حلُمًا خياليًّا بعيدا

 

تصِلْ للنجمِ ،بل قلْ للثريّا

تعِشْ أمدًا سماويًّا رغيدا

 

***

صباح النور

 

مُشرِقٌ قد غابَ عنّي

وتلاشى في الظلامْ

 

من عناءٍ شاءَ شوقًا

بعضَ وقتٍ كي ينامْ

 

ثم عادَ الفجرَ غضًّا

بانَ من بينِ الغمامْ

 

باسمًا كالفلِّ حلوًا

ساحرًا كلَّ الأنامْ

 

عابقًا بالعطرِ حبًّا

شاديًا يرجو السلامْ

 

عابرًا بين الحنايا

دون شرحٍ أو كلامْ

 

***

شكوى

 

أنا أمضي على حدٍّ كحدِّ السيفِ يمتدُّ

إلى حلمٍ جميل الطيف برَّاقٍ  ويعتدُّ

 

يشاغلني ويسحرني ويجذبني فأعشقُهُ

وإن أدنو من العينين والخدَّينِ يرتدُّ

 

ويزهو مثل نور الشمسِ شلالًا بهِ شغفٌ

ويعلو شامخًا حلوًا ويلمع ثم يشتدُّ

 

فلا عَودٌ يساعدني ولا سعيٌ يمكِّنني

ولا خفقٌ ، ولا وصلٌ ، ولا مثلٌ ، ولا ضدُّ

 

أنا يا دربُ مضطربٌ ، ومنشغلٌ

ومزدحمٌ ومنهزمٌ  ومنتصرٌ ومحتدُّ

 

ويعييني مدى سفري إلى أفقي ، إلى قدري

وكلُّ الشوقِ والأحلامُ والآمالُ والوجدُ

***

صباح النور

 

ينادي الفجر أنَّ النورَ قد عادَ

وأنَّ العتمَ قد ولَّى وقد بادَ

 

فلا قهر ولا ظلمٌ ولا ألمٌ

ولا دمعٌ ولا وجدٌ وإن سادَ

 

فقمْ للضوءِ لا تخشى ملامحهُ

فإنَّ الضوءَ في الآفاق قد شادَ

 

قصورَ الحبِّ والأمجادِ قاطبةً

وغير النورِ منهزمٌ وإن زادَ

 

***

 

صباح النور

 

تعودُ تجيءُ عشتارُ

تطلُّ فيرقص الغارُ

 

تهلُّ فتفرح الدنيا

وناياتٌ وأوتارُ

 

ترافقُ طيفها السامي

تغرِّدُ فيهِ أطيارُ

 

فتعطي الكونَ بهجتَهُ

وتنبتُ فيهِ أزهارُ

 

تفوحُ ، تضوعُ ساحرةً

وتجري فيهِ أنهارُ

 

فتُعطي الأيكَ سندسَهُ

وتهمسُ فيهِ أزرارُ

 

هلمُّوا عانقوا الدنيا

فنورُ الفجر نوَّارُ

 

وهذا النورُ يخبرنا

بأنْ وافتنا عشتارُ

***

 

صباح النور

 

أطلَّ النورُ والصُّبحُ

وصلَّى النهرُ والدَّوحُ

 

وغرَّدَ في السما طيرٌ

وفي تغريدهِ البوحُ

 

بأنْ الحبَّ منهجهُ

ويشهدُ قلبهُ السَّمحُ

 

فلا دنيا بلا وَلَهٍ

وسِرُّ ورودنا الفَوْحُ

 

وسِرُّ حياتنا حلُمٌ

وسِرُّ بقائنا  الصَّدحُ

اترك رد