هذا الطريقُ الذي يمتدّ من جسَدي
أمشي عليه إلى ما بعدَ بعدِ غدي
يطولُ عمري؟ ومَن يدري؟… فقد ذهبت
مني السنينُ، ولم يبق سوى الزبَدِ…
عندي كثيرٌ من الذكرى أحدّثها
وكم صديقٍ مضى عني، ولم يعُدِ!…
وكم رحيلٍ، معي آثارُه بقيت
جرحاً عميقاً، يحزُّ الروح للأبد!…
والآن حولي عصافيرٌ ملوّنةٌ
هذا الصباحَ أنا أطعمتُها بيَدِي…
عندي الحروفُ قطيعاً ما له عددٌ
شعراً تبخترَ في أثوابه الجُدد…
عندي المحيطاتُ، أمحوها وأكتبها
ولي كنوزٌ وراءَ الغيمِ والرصَد…
وقامتي كالجبالِ السمر عاليةٌ
وضحكتي كوكبٌ يختال في صعُد…
أنا المشرّد، لكنْْ فكرتي وطنٌ
وهيبتي رايةٌ مرفوعةُ العمدِ…
ولو دمائي على كفيّ أحملُها
فلي رجاءُ يَدقُّ الليلَ… بالوتدِ.
——
*جميل الدويهي: مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي
النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.