وقائع الجلسة الحواريّة حول كتاب الأديب د. جميل الدويهي “المتقدّم في النور” (6)

 

الأديبة مريم رعيدي الدويهي

 

أيّها الأساتذةُ الأفاضل

اخترتُ موضوعاً لا علاقةَ له بنصوص الكتاب. هو فقط العنوان، ورقمُ الكتاب في عِدادِ الكتبِ الفكريّة، لرائدِ الأدب الراقي والرفيع. هو المتقدّمُ في النور، بل المرتفعُ إلى النور، لأنّ المعلّمَ في الكتاب، يسيرُ مع تلاميذِه إلى قمّةِ الجبل. وهذا الصعودُ رمزيّ، لأنّه ارتقاء من عالَم الأرضِ – التراب، إلى عالَمِ السماءِ – النور.

قرأتُ الكتابَ كلَّه، ووجدتُ فيه إضافاتٍ كثيرةً على الكتبِ التي صدرتْ من قبل، في موضوعِ الفكر. لكنّ العملَ هذا تتويجٌ للأعمالِ السابقة، وكأنّ الدويهي أراد أن يقول: لقد جئتُكم بقامةٍ مختلِفة، ومَهمّةٍ جديدة، عنوانُها الخيرُ والفضيلة.

وقد اختصرتُ شخصيّاً رحلةَ الدويهي مع الفكر في كتابٍ خاصّ، بعنوان “فكرُ جميل الدويهي ومدينةُ القيم الخالدة”، لأنّني مؤمنةٌ بأنّ ما يبشّرُ به أديبُنا هو تأسيسٌ لعالَم لا نعرفُه، يكونُ عالمَنا. ونحن بحاجةٍ إلى الخلاصِ من التفرقةِ والتمييز، ولن نكونَ مثلَ تلك المرأةِ في الكتاب، التي قصدَها المعلّمُ وتلاميذُه للحصولِ على ماء، فأجابت بالرفض، لأنّ قومَها لا يُعطون ماءً لغريب. بل سنكونُ مثلَ هذا الساهرِ في محرابِ الكلمة، أحبّ العالَمَ، ولم يسألْ أحداً عن أهلِه ودينِه، فاللهُ خلق الدِّين، والناسُ أوجدوا الديانات – كما يقول.

اثنا عشرَ تلميذاً، اثنا عشرَ رغيفاً لجائع. اثنا عشرَ شروقًا لشمسٍ لا تغيب، في إمبراطوريّةِ الدويهي الأدبيّةِ غيرِ المسبوقة، تنوُّعاً وإبداعاً… بل هم أمّةٌ واحدة، أبناؤها المتقدّمونَ في النور. ولن يغيبَ النورُ من عيونِنا وقلوبِنا.

شكراً.

***

*مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي

*تنشر وقائع الجلسة في كتاب يضاف إلى مكتبة أفكار اغترابية.

اترك رد