قصيدة لجميل الدويهي: أنت…

 

 

لعلّني إذا نظرتُ في عينيهِ

أفهمُ الجهاتِ كلّها

فمنذما ولدتُ لست أعرف الطريق َ

في الزحامْ…

وعندما تبعتُه في غابةٍ بعيدةٍ

وكان فوقنا يرفرف اليمامْ…

سمعتُه يقول لي:

إلى متى تظلّ ساهراً؟

فقلت: لا أحبّ الليلَ

غير أنّهم لم يتركوا في منزلي

وسادةً لكي أنام؟

كرهتُ كيف يعبر ُالطغاةُ

في مدينتي

ويمنعونني من الكلامْ!

وأسأل المحقّقينَ:

مَن وراء هذا الموتِ، والركامْ؟

وفجأةً تطلّ أنتَ من تعجُّبي

فكيف تعرف العنوان

بعدما تغيبُ

أو أغيبُ عنك

ألف عام؟

ولو بقيتَ ساكتاً

ما كان يمطرُ الغَمام…

ولا أنا خرجتُ من هزيمتي

لكي أصير مارداً

ولي سهولُ القمح والخزامْ…

لولاك أنتَ…

ما كنّستُ هذا الخوفَ

من حقيقتي…

ولا كسرتُ في تمرّدي

أصابعَ الظلامْ.

***

*مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي

النهضة الاغترابيّة الثانية- تعدّد الأنواع.

اترك رد