افتتاح معرض “المتوسطي MEDITERRANEA” في متحف نابو

افتتح معرض المتوسطي Mediterranea مشاهد لبحر قديم ومعقد” في متحف نابو في الهري، في حضور السفيرة الإيطالية نيكوليتا بومباردييري وفاعليات. وتتولى الترويج لهذه المبادرة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالاشتراك مع وكالة الفضاء الإيطالية ASI  وشركةTelespazio e-Geos  ومؤسسة (MedOr التابعة لمجموعة ليوناردو) و e-Geos  ووكالة فضاء الأوروبيةESA ، وتندرج في اطار الحملة الترويجية المتكاملة لإيطاليا في الخارج.يسرد المعرض، الذي تنسقه فيفيانا باناتشيا قصة البحر الأبيض المتوسط وثروته الطبيعية وشعوبه وأساطيره والتحديات التي يواجهها. ويقدم للزوار نظرة شاملة عن البحر الأبيض المتوسط وكافة تفاصيله، ويتضمن صورا من الاقمار الاصطناعية لم يسبق لها مثيل، وصورًا وفيديوهات. وذلك بهدف تقديم نبذة عن العلوم والفنون، والماضي والحاضر.

 وكانت كلمة لمؤسس المتحف جواد عدرا رحب خلالها بالحضور، وقال :” هي الملامح المتوسطية التي جمعتنا اليوم في معرض حول المشترك بيننا والمشترك كثير ، من معارك وحروب ، الى علاقات اليوم، حتى يسود البحث عن الجمال في بلداننا لما هو صالح البشرية جمعاء. كما نبحث في المشترك، علينا البحث عن وسائل انقاذ هذا البحر الذي جمعنا ، والذي يواجه حاليا نتيجة الاعمال البشرية السياحية والتجارية ضغطا هائلا وتناقضات في مياها وتهديدا دائما بالحرائق في غابات البلدان التي تحيط به”.

وختم آملا أن “يكون هذا المعرض الذي تنظمه السفارة الايطالية في لبنان بالتعاون مع المتحف، بابا للتعاون في مجالات اخرى لخير المنطقة المتوسطية ككل”.

بومباردييري

وكانت كلمة للسفيرة الايطالية شكرت خلالها عدرا والسيدة زينة عكر، وشكرتهم على “الحماس الذي أظهراه لاستضافة هذا المعرض في هذا المكان بالتحديد، هذا المتحف الذي يقع على ضفة البحر المتوسط ويطل على مياهه الزرقاء وهو البحر الذي يتمحور حوله موضوع هذا المعرض”. وقالت: “تطلق على البحر الأبيض المتوسط تسميات عديدة منها تسمية عرفت به باللغة الإيطالية والفرنسية والإنجليزية بـ”البحر الذي تحيط به الأرض” و”الأخضر العظيم” للمصريين القدماء، و”ماري نوستروم (بحرُنا)” للرومان، و “البحر الأبيض” للأتراك العثمانيين، و” البحر الروماني” كما ورد في الأدب العربي القديم”.

أضافت: “تسميات عديدة وحضارات كثيرة ازدهرت على شواطئه. هي حقا “قارة سائلة” ، تضم شعوبا وثقافات ومجتمعات مختلفة لكنها تتميز بهوية فريدة وشاملة، نتاج قرون من التبادلات والتفاعلات. هنا بالتحديد يكمن هذا التوازن بين عناصر الوحدة وعناصر التنوع التي تسطر تاريخ البحر الأبيض المتوسط”.

وتابعت: “كما نرى من خلال هذا المعرض، تمتعت “القارة السائلة” فقط خلال الحقبة الرومانية بوحدة سياسية وغالبا ما سادت فيها التمزقات. لكن في الوقت نفسه، نجح التجار والبحارة والحجاج في ربط الموانئ الأجنبية مما أدى إلى تفاعلات كثيفة في ما بينها. لنأخذ على سبيل المثال الأبجدية التي سافرت على متن السفن الفينيقية إلى اليونان وإتروريا وتونس ومن ثم إلى أوروبا. أو لنفكر في المحاصيل والنباتات والتقنيات الزراعية الشائعة التي تحدد التنوع البيولوجي للبحر الأبيض المتوسط. تنوع بيولوجي قائم على ما أسماه المؤرخ العظيم بروديل “ثالوث” القمح والزيتون والعنب”.

وقالت: “لطالما ميز البحر الأبيض المتوسط تاريخ إيطاليا وجغرافيتها وسياستها الخارجية. واسمحوا لي في هذا السياق بأن أذكر بأنه، بالشراكة مع الأمم المتحدة، سننظم في روما في تموز المقبل مؤتمر القمة الثانية حول أنظمة الغذاء، لمواجهة التحدي المتمثل في انعدام الأمن الغذائي العالمي، مع التركيز بشكل خاص على البحر الأبيض المتوسط، وكذلك المؤتمر الدولي عن الهجرة والتنمية”.

وختمت: “لبنان هو أول بلد يستضيف هذا المعرض الجوال، وما من خيار أفضل من ذلك. وكما تنظر إيطاليا إلى الشرق الأوسط من القارة الأوروبية، هكذا ينظر لبنان إلى أوروبا من منطقة الشرق الأوسط. كانت لبلدينا حدود تاريخية من الماضي القديم حتى العصر الحديث. ليس من قبيل المصادفة أن لبنان، بعد الحرب العالمية الثانية (عام 1949)، كان أول دولة شرق – أوسطية توقع إيطاليا معاهدة صداقة معها. يبقى لبنان، بتقسيمه الطبقي للحضارات والشعوب والأديان، نموذجا مصغرا لغنى البحر الأبيض المتوسط بأسره وتعقيده معا. أما بيروت فكانت ولا تزال جوهرة مدن البحر الأبيض المتوسط، ويروي هذا المعرض حكاية مشتركة، حكاية كلانا أبطالها”.

تاياني

وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أنطونيو تاياني في افتتاح المعرض: يبقى البحر الأبيض المتوسط مهد الحضارة ونقطة تقاطع للمسارات التجارية الرئيسية، وهو مساحة للحوار والتفاعل والتبادل الثقافي بين البلدان والشعوب التي تحده، وخير دليل على ذلك وجود أكثر من 300 موقع للتراث العالمي للأونيسكو. في الوقت الحاضر، يمثل المتوسط أيضًا واحد من أكثر المناطق الضعيفة تأثرًا بالتحديات العالمية مثل التغير المناخي والأمن الغذائي والنزاعات وأزمات اللاجئين. وتلتزم الحكومة الايطالية، عبر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بتعزيز الشراكات مع الدول المتواجدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مستعينة بمعارف وخبرات جميع مكونات النظام الإيطالي، بالاضافة الى الترويج للخطوط الإنتاجية لتعزيز التواصل والتنمية المستدامة”.

 ويقدم مسار المعرض صورا التقطتها مجموعة الأقمار الاصطناعية الإيطالية COSMO-SkyMed  وأقمار Sentinel التابعة لمجموعةCopernicus  الأوروبية. ويعرض رؤى ملهمة للبحر الأبيض المتوسط، من مدن الموانئ القديمة إلى الجزر الأسطورية، ومن زراعة الزيتون والقمح التقليدية إلى الجهود المبذولة في المناطق الشمالية الأفريقية لاستصلاح المناطق الصحراوية للزراعة.

 تشهد البيانات والصور على علامات لا لبس فيها عن التغير المناخي المستمر، والاحتباس الحراري، وتراجع هطول الأمطار، وموجات الحر الزائدة مع فترات طويلة من الجفاف تتناوب مع هطول غزير للامطار، فضلا عن تغيير المواطن البحرية.

 باسكوالي

وقال الرئيس التنفيذي لشركة Telespazio لويجي باسكوالي: “يمكننا أن نساعد المؤسسات في الحفاظ على أماكن غنية بالتاريخ والثقافة، أي بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط، وذلك بفضل إمكانات المراقبة التي تم الحصول عليها وتحسينها بواسطة تكنولوجيا الأقمار الصناعية، فضلا عن تطوير قدرات تنبؤية جديدة، أن نساهم مع المؤسسات في حماية أماكن غنية بالتاريخ والثقافة، أي بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط. نحن متحمسون للعمل الذي ينفذ مع وزارة الشؤون الخارجية ووكالة الفضاء الإيطالية، ونأمل لهذا التعاون الوثيق أن يساهم بزيادة الوعي حول التكنولوجيا الفضائية وإمكانياتها الهائلة في المستقبل”.

فالنتي

بدوره قال رئيس وكالة الفضاء الإيطالية (ASI) تيودورو فالنتي: “يشير اسم المعرض المتوسطي أوMediterranea  الى مضونه، إذ يروي لنا قصة بحرنا وتطوره وحالته الصحية وبيئته المحيطة. يمزج بشكل رائع بين التعبير الفني والتكنولوجيا، ويشهد أيضا على الماضي وحياة المستقبل، ويشمل الأماكن القديمة مع تاريخها ومستقبل الأنشطة الفضائية. أتاحت وكالة الفضاء الإيطالية، بفضل مجموعة الاقمار COSMO-SkyMed constellation، الفرصة لتصوير هذه البيئة الحساسة بالتفصيل بحيث التقطت الأقمار الصناعية صورا مذهلة وحتى فنية لحوض البحر الأبيض المتوسط بطريقة مؤثرة. كذلك الأمر بالنسبة لمؤسسة Med-Or، التي انضمت بحماس إلى تنظيم المعرض كنظرة ثاقبة للتطور التاريخي والبيئي لبلدان البحر الأبيض المتوسط، وذلك في اطار مهمتها في تعزيز الحوار والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.

 يفتح المعرض أبوابه لاستقبال الزائرين حتى 23 تموز ليواصل بعدها جولته الدولية في الجزائر ودول البحر الأبيض المتوسط الأخرى بدعم من السلك الديبلوماسي والقنصلي والمعاهد الثقافية الإيطالية.
يشكل هذا المعرض فرصة لتعزيز الحوار والتعاون بين شعوب المنطقة، وتحفيز التفكير العميق في هذا البحر الكبير الذي يساهم في اطلاق التنمية المستدامة في جميع الأراضي على طول شواطئه.

يذكر أن وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري زار المتحف وجال فيه برفقة السفيرة الايطالية قبل الافتتاح.

اترك رد