نظمت عمادة كلية الاداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية لقاء مع الإعلامية الشاعرة ماجدة داغر، في قاعة المحاضرات في مبنى العمادة في الدكوانة، في حضور عميدة الكلية البروفسور هبة شندب، منسقة الماستر في قسم اللغة العربية البروفسور مها جرجور التي قدمت المتكلمين وادارت الحوار، منسق الماستر في قسم التاريخ البروفسور عماد غرلي وعدد من الاساتذة والطلاب والموظفين.
جرجور
استهل اللقاء بالنشيدين الوطني اللبناني والجامعة اللبنانية، ثم ألقت البروفسور جرجور كلمة رحبت فيها بالشاعرة داغر وقالت: “اليوم لقاؤنا مع شاعرة تمتلك القدرة على اختزال المعنى وصناعة الانزياحات، تقبض على المعنى الهارب وتكثفه في عنوان، أو في صورة شعرية…
تمتلك قدرة خاصة على التكثيف، تمكنها من القبض على اللحظة وتجميدها في لغة شعرية قصيرة تستدعي شراكتك التأويلية لتفك خيوطها، فتسمح لك ببراعة، حينئذ، أن تدرك العوالم الممكنة المرتسمة أمامك بلوحات مختلفة تمزج البلاغي، باللوني، بالتشكيلي لتنتج لوحات فريدة لا تشبه إلا نفسها.
عبرت في شعرها عن القضايا الانسانية بطريقة مختلفة، وبنت المواقف فيها بشكل مختلف،، فالمختلف عنوان اعمالها الابداعية، فتراها تنهل من الطبيعة والفلسفة ومن عوالم الأنوثة وأشيائها ومن اللون والنغم والنحو ، متوسلة أشكالا تعبيرية جمالية متنوعة لتصنع عالما يدعوك بخفة وسلاسة لتقتحم عوالم المجاز، وتدخل جنائن التأويل”.
أضافت: “شاعرة متميزة في حضورها وادائها ونشاطها الثقافي المتعدد، كتبت الشعر فتألقت، وكتبت المقالات الصحفية فلمعت، وقدمت في الإذاعة برامج عديدة فارتقت بها. ضيفة مشعة، تشع ثقافة ومعرفة وجمالا، وطاف نور شعاعها في أرجاء الوطن والعالم العربي، ووصل إلى الهند”.
شندب
ثم ألقت العميدة شندب كلمة قالت فيها: “يسرني ويسر جميع الزملاء والموظفين والطلاب استقبال اعلام الثقافة والادب والاضاءة الشاملة على الابداعات الفكرية للمرأة اللبنانية التي وصلت أصداء أعمالها الى خارج حدود الوطن بسبب غناها، وتنوعها، وتناولها لقضايا وتحديات العالم.
وأدعوكم جميعا أن ترحبوا معي بالسيدة ماجدة داغر، الشاعرة والإعلامية اللبنانية المعروفة التي اشتهرت بأسلوبها الشعري الجميل والعميق الذي يتناول العديد من المواضيع الوطنية والقضايا الاجتماعية التي تجمع الانسانية في كل زمان ومكان.
تعتبر السيدة ماجدة داغر واحدة من الشخصيات الأدبية الهامة في العالم العربي، إذ قدمت مجموعة واسعة من الأعمال الشعرية التي تعكس عوالم الأحاسيس والمشاعر البشرية. ولقد تميزت قصائدها بالحس العميق والألفاظ المعبرة، وتناولت قضايا الحب، الوطن، الهوية، الحرية، والانسجام بين الفرد والمجتمع. إن السيدة ماجدة داغر تمتلك قدرة فريدة على التعبير عن أفكارها ومشاعرها العميقة بأسلوب بسيط وجذاب، إذ يتميز شعرها بالرقة والشفافية، مما يجعله قادرا على لمس القلوب وإلهام القراء”.
ورأت أن “إرث ماجدة داغر الأدبي غني ومتنوع، وهي استطاعت بحق أن تترك بصمة قوية في عالم الشعر العربي المعاصر، فمثلا صدر عن تجربتها الشعرية كتاب في جزاين هو “فتنة الخطاب العري اللبناني المعاصر عند ماجدة داغر، تضمن دراسات أكاديمية ل25 ناقدا وناقدة من 11 دولة وهي المغرب، تونس، الجزائر، العراق، اليمن، السودان، مصر، فلسطين، لبنان، موريتانيا وإيران”.
وقالت: “تعد قصائدها مصدر إلهام للعديد من القراء والشعراء الذين يعتزون بما تمتلكه من قدرة على تأمل الحياة والتعبير عنها بأسلوب جميل ومؤثر. ويمتاز أسلوبها بالراقي والعمق، حين تعبر عن المشاعر والأفكار والقضايا الاجتماعية والسياسية التي تهم المجتمع. أيضا وأيضا، تتميز كلماتها بالصدق والعاطفة، وتستخدم عبارات جميلة ومشاهد غنية بالصور الشعرية.
كما أن قصائدها تعكس الكثير من التحديات التي يواجهها العالم، مثل الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة. كذلك، تعبر ماجدة داغر عن آرائها بشكل صادق ومباشر، وتستخدم الشعر كوسيلة للتعبير عن مشاعرها ورؤيتها الفنية.
قد تكون قصائدها قصيرة وموجزة، ولكنها تحمل رسائل قوية وعميقة. فهي تستخدم اللغة ببراعة وتتلاعب بالكلمات لتصوير الأفكار والمشاعر بطريقة فنية وجميلة، بحيث تلمس ك4لماتها أوجه الجمال والحزن والأمل في آن واحد، وتلهم القارئ للتفكير والتأمل.
باختصار، هي شاعرة وإعلامية موهوبة أثرت في الثقافة العربية بأعمالها الشعرية العميقة. وبصفتها شاعرة وإعلامية، تتمتع بقدرة فريدة على التواصل مع الجمهور والتأثير فيهم بشكل إيجابي، وتعتبر قصائدها إضافة جميلة إلى الأدب العربي والشعر المعاصر، وتظل مصدر إلهام للعديد من القراء والمعجبين”.
اضافت: “بصوتها العذب وكلماتها المعبرة، استطاعت أن تصنع الفرق وتترك بصمة في عالم الشعر العربي، حيث قدمت لنا قصائدا مؤثرة وعميقة، تنبعث منها الحكمة والجمال، وتستقطب قلوب الناس وتحرك مشاعرهم. إن نجاحها وتألقها لم يأت بسهولة، بل هو نتاج لجهودها المتواصلة وإصرارها على تحقيق الريادة في عالم الإعلام والشعر. لقد قادتنا بثقة ومثابرة نحو الفن والثقافة، وعرفت كيف تتفاعل مع قضايا العصر وتعبر عنها بأسلوبها الفريد.
من واجبنا تكريم أيقونات عالم الشعر والأدب، وبالاخص هي التي لم يقتصر عطاؤها على الشاشات التلفزيونية، بل تجاوزت حدودها لتلامس أروع الكلمات وتتخطى حدود القلوب.
أيتها الأستاذة والشاعرة والإعلامية العزيزة، ماجدة داغر، نحن فخورون بك وبإنجازاتك العظيمة، فأنت تمثلين نموذجا يحتذى به في الاجتهاد والتفاني والإبداع. ونثق تماما أن مسيرتك لم تنته بعد، وأن لديك الكثير لتقدميه وتشاركيه مع العالم. أنت أيضا صوت طلابنا الساعين الى التغيير والتحدي. انت الان تقدمين لطلابنا منبرك الاعلامي ليعبروا عن افكاركم ولتلهميهم للعمل من أجل بناء مجتمع أفضل وأكثر إنسانية”.
داغر
ثم ألقت الشاعرة داغر كلمة قالت فيها: “بصيغة جديدة ومختلفة عن السائد، أحببنا أن يكون لقاؤنا اليوم. صيغة عنوانها التواصل المتعدد الأدوات، أدبيا، شعريا، إعلاميا، صحافيا، والأهم إنسانيا.
الحاجة اليوم ملحة للوصل الإنساني والروحي وللتواصل الاجتماعي والثقافي، بعدما اتسعت المسافات وتباعدت، رغم التقارب الواهم الذي كرسه الزمن الرقمي، بصيغة اجتماعية جديدة هي ابتكار مجتمع الفرد في جماعة، أو بمعنى آخر التواصل غير الاجتماعي.
لذا باتت اللقاءات الواقعية حاجة وضرورة، في عودة إلى التبادل الحقيقي للثقافات والتجارب والخبرات. وما سنطرحه معا اليوم هو نوع من تمرين فكري ثقافي لقدرات ومساحات معرفية لدينا سنتبادلها بكل محبة. واسمحوا لي أن أعبر عن سروري الكبير واعتزازي بلقائكم، مع تمنياتي أن نتحاور من القلب إلى القلب، على أن أكون عند حسن ظنكم.
واسمحوا لي أيضا أن أتوجه بأسمى آيات التقدير لهذا الصرح العريق، الجامعة اللبنانية ذات التاريخ المشرق والمشرف، والتي قدمت للعالم صورة حضارية عن لبنان، وقدمت لنا جميعا العلم والمعرفة والاعتزاز”.
وهبه
ثم ألقى الدكتور طوني وهبه كلمة قال فيها: “في هذه الصبيحة الأدبية الجميلة الراقية، إسمحوا لي بداية أن أتوجه بالشكر، بجزيل الشكر، الى حضرة العميدة اللائقة هبة شندب على تشجيعها ودعمها لكل ما يأتي ويصب في مصلحة الجامعة والوطن، شكرا لمبادراتها الكثيرة، هذه السيدة الوثابة دائما الى الأحلى الى الأفضل، فرغم الظروف التي يمر بها وطننا، وغير المسبوقة في صعوبتها، تعمل البروفسورة شندب بجد منقطع النظير وبهمة جبارة، متطلعة الى الريادة لتكون كلية الاداب والعلوم الانسانية في جامعة الوطن مركزا للتألق والابداع ومصنعا للفكر والعلم والأدب.
حضرة العميدة، حماسك يحفزنا ويدفعنا الى العمل أكثر وأكثر، حتى نستفيد من طاقاتك الايجابية لما فيه خير طلابنا وجامعتنا.
والشكر موصول للبروفسورة مها جرجور على تفانيها من أن أجل النجاح في مهامها المتعددة والمتنوعة، وهي لا تعرف الا الجدية والمثابرة طريقا للنجاح والتألأق.
وأنت أيتها الماجدة، كم يغريني الكلام، أن أتكلم عنك إعلامية موضوعية لائقة وأديبة موهوبة وشاعرة متألقة، مسيرتك مضيئة غنية زاخرة بالابداع والعطاء ومن أرفع المستويات وفي أرقى المواقع، شكرا لك على إتاحة هذه الفرصة لنا حتى نحلق معك عاليا في دنيا الشعر والثقافة والادب، خصوصا أنني المتخصص في علوم الجغرافيا والسياسة والاعلام، ولأنني كنت منذ الصغر مفتونا بالشعر والأدب، وقد قررت مبكرا أن أكون قارئا محترفا للكلمة، داعيا الى أن تكثر القراءة في الشعر وفي الادب وفي كل علم أو فن، لعلنا نصبح من الشعوب القارئة حتى نترك الجهل وندخل عصر الوعي فالوعي هو المدخل الأساسي للرقي وتقدم الشعوب والامم”.
ثم بدأ الحوار بين الطلاب والشاعرة داغر. تلى ذلك قراءات من طلاب الماستر لنماذج مختارة من نتاج الشاعرة. ثم تقديم اذاعي للطالبتين نور سعد وتمارا شلهوب. تبعه إلقاء قصائد من دواوين الشاعرة داغر من قبل الطالبة منى سعد والطالب وحيد حمود.
ثم كان مسك الختام بإلقاء الشاعرة داغر قصيدة من نتاجها.