جميل الدويهي: النوع الأول / لم تغب عن بالي

 

 

رَنّ صَمْتي كرنّة الخلخالِ

والسطور التي كتبتُ ظلالي

والمسافات كلّها بعضُ شكّي

وارتباكي على رصيف الليالي…

أيّها البحر، لا تزرني، فإنّي

ساكن خيمة وراء الجبال

عندما كنت صاحبي، خاف منّي

الموج، واحتار من عميق سؤالي

من أنا؟ أنت؟ نحن؟ وماذا

في كتاب الغياب، والترحال؟

أعبر الوقت ذاهلاً عن وجودي

وأنا فيه صورةٌ من خَيال…

والعيون التي أحنّ اليها

ودّعتني، ولم تغب عن بالي…

عذّبتني، ورمشها سيف كسرى

وأنا حارسُ الرموش الطوالِ

عاشقًا، أرتدي حرير البراري

والصباح الرقيق في موّالي

ردّني مرّةً، فمنذ اغتربنا

صار جرحي كتابةً في الرمالِ.

***

*مشروع الأديب د. جميل الدويهي أفكار اغترابيّة للأدب الراقي

النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع

اترك رد