إعداد كلود أبو شقرا
منذ تأسيس “مُنتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي”، آلت رئيسته المهندسة الشاعرة ميراي شحاده على عاتقها المشاركة في التظاهرات الثقافية على امتداد الأراضي اللبنانية، عملا برسالة المُنتدى إقامة جسر تثاقُف وتبادُل إنساني وحضاري وفكري بين شرائح المجتمع اللبناني على اختلافها.
في هذا الإطار شارك المُنتدى في معرض الكتاب السنوي التاسع والأربعين في الرابطة الثقافية- طرابلس بجناح استقطب نشاطات شاملة احتضنت أهل الثقافة والفكر والفن من المناطق اللبنانية (بيروت- الجنوب-الشمال…) وأُفردت فيه مساحة واسعة لنشاطات شبابيّة وحفلات التكريم وتواقيع الكُتب، سواء من إصدارات مُنتدى شاعر الكورة الخضراء أو من إصدارت دور نشر أخرى، فشكّل الجناح تظاهرة ثقافية مميّزة، واستقبل يوميًّا فعاليّات ساسيّة وأدبيّة وتربويّة واجتماعيّة واقتصاديّة، أبدت إعجابها بالرسالة التي يضطلع بها. كل ذلك تمّ توثيقه على صفحة منتدى شاعر الكورة الخضراء على فيسبوك بكاميرا الإعلامية والناشطة الثقافية إكمال سيف الدين التي أجرت مقابلات خاصة مع الأدباء والشعراء والفنانين الذين شاركوا في أنشطة الجناح على مدى أيام المعرض.
افتتاح المعرض
افتُتح معرض الكتاب التاسع والأربعين في 12 أيار برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ممثلا بوزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى وحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، ونواب وهيئات ثقافيّة واجتماعيّة واقتصاديّة وفاعليّات دينيّة…
في كلمته أكد رئيس الرابطة رامز الفري أن هذا المعرض “بات ظاهرة ثقافية ووطنية ينتظرها اللبنانيون عامة والشماليون خاصة في كل عام، حيث يأتي المعرض هذه السنة لنؤكد مرة أخرى على إصرار الرابطة في طرابلس على دورها ورسالتها تجاه قضية الوطن والإنسان في لبنان”.
أما وزير الثقافة فقال: “إنه عهد ربيعي وثيق يشبه هذا الذي عقدته طرابلس مع معرض الكتاب الذي ياوي ابيها كل ربيع رفوفًا من كتب وأسرابًا من مكتبات ودور نشر ومُنتديات وأعراسًا لمنتديات ثقافيّة متنوّعة. ولا عجب في ذلك، فطرابلس هي سنديانة البلدان الثابتة في وجه الريح، الباسطة خضرة محبّتها في كل اتجاه، والمُقيمة على أغصانها الحسنى الفيحاء عاصمة لبنان الثانية، مدينة العلم والعُلماء، وملتقيه”.
أضاف: “طرابلس منذ نصف قرن تقيم موعدًا سنويًّا ثابتًا مع الكتاب، يضاف الى مواعيدها اليوميّة، مع الفكر والثقافة، والإبداع والصمود، وما ذينك إلا لأن أبناءها مدركون بأن المعرفة سبيل البشر جميعًا إلى الوعي الذي هو الغاية الأولى والأخيرة لكل نشاط معرفي”.
على وقع أغنية د. مارلين يونس “أنا أسكن لغة” افتتح وزيرا الثقافة والإعلام محمد وسام المرتضى وزياد مكاري جناح “شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحاده الثقافي” الذي استهل نشاطاته بمعرض “ومضة في الذاكرة” للفنانة التشكيليّة مهى الجمّاس (استمرّ ثلاثة أيّام) وقد جال الوزيران مرتضى ومكاري ورئيس الرابطة الثقافية-طرابلس رامز الفري والضيوف في أرجاء الجناح رافقتهم رئيسة “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” المهندسة والشاعرة ميراي شحاده التي قدمت لوزير الثقافة كتاب “طرابلس في عيون أبنائها والجوار” الصادر عن “دار جروس برس ناشرون”.
على هامش زخم الافتتاح، حيّت د. مارلين يونس الشاعرة ميراي شحاده رئيسة مُنتدى شاعر الكورة الخضراء التي تعيد الإرث الثقافي، وحول أغنيتها “أنا أسكن لغة” (من تأليفها وتلحينها)، أوضحت أنها تخصّ الشؤون الثقافية، وقالت: “رغم تخبّط البلد بالصراعات تبقى ثمة حصّة للثقافة والأمل بالحياة والمستقبل”. أكدت أن الأغنية مُناسِبة للمعرض لا سيما معرض اللوحات التشكيلية للفنانة مها الجماس معتبرة أن اللوحات كانت الحِسّ المُواكب للنغم.
بدورها أوضحت الفنانة التشكيليّة مها الجماس أن لوحاتها تعبّر عن الحرب بالحركة الدائرية وبدل أن يكون الانفجار دمويًّا قصدت أن يكون الانفجار لونيًّا وقالت: “اللوحة بالنسبة إلي تربويّة فنيّة جماليّة فكريّة، أي أن الفنان ينقل فكره وطريقة إحساسه بالحدث على اللوحة بشكل جميل. التقنيّة فيها صخب والشخوص طوباويّة بيضاء تُشبه النُسّاك وترمز إلى الأمل. دورنا أن ننهض بالإنسان ونُعطيه الأمل من خلال الشخوص والألوان والبياض، والومضة هي الشعاع والنافذة والحياة”.
السبت 13 أيار
تميزت نشاطات جناح المنتدى في يومه الثاني بأُمسية شعريّة في عنوان “بشامون تفيض شعرًا في روض الفيحاء” بالتعاون مع مُنتدى شواطئ الأدب- بشامون شارك فيها الشعراء: عصمت حسان، ساجدة شحادة، علي أبي رعد، محمد مطر، وقدم لهم الشاعر مردوك الشامي، ورافق الأمسية الفنان محمد سيف في عزف موسيقي أضفى أجواء جميلة تناغمت فيها الكلمة والموسيقى. بعد ذلك كانت تواقيع كتب ودواوين شعراء المنتدى: عصمت حسان “ظل المسافة” و”حبر مؤجل”، مردوك الشامي “نون القسوة”، علي أبي رعد “وطني هبة ريح” و”نطير”، محمد مطر “إبريق الضـــو”، ساجدة شحاده “روحٌ ساجدة”.
في المناسبة وجه الشاعر عصمت حسان مؤسس مُنتدى شواطىء الأدب-بشامون، تحيّة إلى طرابلس الفيحاء، وإلى مثقفيها وأدبائها وفنانيها وقال: “نحن اليوم بضيافة هذه المدينة العريقة التي هي امتداد لثقافة الدول العربيّة. نحن في طرابلس بدعوة من “مُنتدى شاعر الكورة الخضراء” برئاسة الشاعرة ميراي شحاده، وهي تكرّمنا سواء في طرابلس أو في معرض الكتاب في بيروت، وتمنحنا مساحة كبيرة لنوقّع كتبنا ونكون معها يدًا بيد لرفع شأن الثقافة”.
الأحد 14 ايار
استضاف جناح المنتدى في يومه الثالث ندوة لـ “جمعية أسود” حول كتاب “مسكرة” (منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي) قدمتها مؤمنة أسعد وشارك فيها: ناصر الزعبي الذي ألقى كلمة “أسود”، محمود شحاده الذي ألقى قراءة نقديّة وجيزة، فاروق موسى الذي ألقى بدوره قراءة نقديّة وجيزة. بعد ذلك كانت قراءات من الكتاب شارك فيها: شرود قطيني، خديجة عمران، سوزان الرفاعي، فاطمة حامد، أحمد الشامي، صفا قدور، فاطمة الأحمد، جنات الحاج، روزانا السيد بغدادي.. في الختام قدمت الشاعرة ميراي شحاده لناصر الزعبي درع شاعر الكورة الخضراء.
أوضحت الكاتبة دانيلا الخوري أن “الفضل في إنجاز الكتاب يعود إلى الأستاذ ناصر الزعبي وزوجته، نظرًا إلى الجهد الذي بذلاه في جمع الأقلام المبدعة من كافة الأعمار الشابة في كتاب “مسكرة”، وهو الثالث لـ “جمعية اسود”، وتميز بإفراد مساحة واسعة للأنثى. ما يميز الأدب لدينا أن أيدينا متكاتفة على الإبداع”. ووجهت الشكر للشاعرة ميراي شحاده لدعمها المستمر لنشاطات الجمعية.
بدورها توجهت ميراي شحاده إلى “جمعية أسود” بالقول: “يا كلّ البياض يا كلّ النقاء أُحبّكم كثيرًا لأنكم امتداد للكلمة، ولأنكم ترفعون لواء اللغة العربية عاليًا عاليًا من خلال الشابات والشباب”.
وأبدت الكاتبة روزانا السيد سعادتها بالمشاركة بنصين في الكتاب بهدف تشجيع الشباب على الكتابة.
أما الشاعر أسعد مكاري فحيّا “جمعية أسود” وميراي شحاده وقال: “بداية الوطن من هنا، من الرابطة الثقافيّة من هذا الجناح الذي يمثل كل لبنان. أملنا باستعادة المعرفة والثقافة الشاملة التي غابت عنا فترة كبيرةـ، لأن بواسطتها نستعيد الوطن”.
كذلك شهد الجناح إطلاق ديوان “قصائد في القدس الشريف” للدكتور كاظم نور الدين في أمسية شعريّة بحضور أعضاء “جمعية تكريم العطاء المميّز” الوافدين من قضاء النبطيّة. بدأ الاحتفال الذي قدمته الأديبة جومانا شحود نجار بأغنية لفلسطين في عنوان “مين مش سامع فينا” للفنان محمد سيف ثم توالى على الكلام: الشاعرة ميراي شحاده، د.كاظم نور الدين، الشاعرة د.يسرى البيطار، الشاعر اسماعيل رمال.
في ختام الحفل قدم الفنان بسام ملوك لوحة تراثية لرئيس “هيئة العطاء المميز” الدكتور كاظم نور الدين، وقدمت الشاعرة ميراي شحاده درع شاعر الكورة الخضراء إلى أعضاء الهيئة الذين قدموا بدورهم كتاب “النبطية” لميراي شحاده، وقدم د. كاظم نور الدين شهادة تقديريّة إلى الشاعرة يسرى البيطار وإلى الشاعرة ميراي شحاده. بعد ذلك وقّع نور الدين الكتاب وأهداه للحضور.
بالنسبة إلى تواقيع الكتب، وقعت الشاعرة آمنة ناصر “همسات آمنة” الصادر عن دار سكرايب في القاهرة. قدم له رئيس ملتقى الشعراء العرب الشاعر ناصر عبد الحميد رمضان. لوحة الغلاف للفنانة الفرنسية ناتالي مونتيل.
حول جديدها قالت الشاعرة آمنة ناصر: تمثل لوحة الغلاف فتاة تنبض بأحلام الشباب، تحمل الزهور وترنو إلى العودة إلى بيت الذكريات أو صورة الوطن لكنها تراه يحترق،لا نرى وجهها لأنه يغيب مع الأيام، وحدها ذكرياتنا تبقى ويبقى الحزن متوقّدًا”.
أضافت: “همسات آمنة” امتداد لـ “أوراق متناثرة”، همسات كانت تساؤلات في القلب تبحث عن إجابات كانت عقيمة، لذلك قررت هذه الهمسات أن تكون على الورق، وهي تحمل نظرة فلسفيّة وقضايا اجتماعية تخص كل أنثى: الخيانة والوطن والمرأة والفراق… إنها امتداد لآمنة، وتنقل صورة مجتمع أعيش فيه وأنا جزء منه”.
الاثنين 15أيّار 2023
تنوعت نشاطات اليوم الرابع بين الريشة واللون والشعر والأدب على النحو التالي: معرض للرسم للفنان خالد عيط والفنانة عاهدة النجار. ندوة حول ديوان “عندما تزهر الأعشاب في أيلول” للشاعر محمود شحاده قدمتها ريّان المرعبي وتوالى على الكلام فيها: ميراي شحاده، د. محمود عثمان، د. علي اسماعيل، الشاعر محمود شحاده، الذي وقع الديوان في ختام الندوة وأهداه للحضور.
أمسية “لماذا نكتب” قدمتها وأدارتها الإعلاميّة كلود صوما، ضيف اللقاء الشاعر والأديب د.سهيل مطر، تخلل اللقاء مُداخلات للدكتور محمود عثمان، ميراي شحاده، الشاعرة نغم نصار، النائب السابق علي درويش، د. مصطفى الحلوة، د. يسرى البيطار، هناء غمراوي، د. فيصل طالب، سعد الدين شلق. في الختام قدم الفنان خالد عيط لوحة بورتريه لسهيل مطر وقدمت له الشاعرة ميراي شحاده درع منتدى شاعر الكورة الخضراء.
بالنسبة إلى تواقيع الكتب استقبل الجناح د.أحمد العلمي الذي وقّع “كيف نواجه متاعبنا النفسيّة الاجتماعيّة؟”
أبدى الشاعر سهيل مطر سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء وقال: “أولا نحن في تظاهرة أكثر مما نحن في ندوة، وجودي اليوم في هذا المُنتدى وفي الرابطة الثقافيّة ومع الشاعرة ميراي شحاده يجعلني اقتنع بأن لبنان باق ولن يزول، لبنان الحضارة، لبنان الثقافة، لبنان الكتاب، لبنان الجمال، لبنان الحُبّ، مهما حاولوا أن يكتموا هذا الوطن، مهما حاولوا أن يشوّهوه سيعيش بعد هذه التظاهرة التي شهدتها اليوم في طرابلس، أشكر القيّمين على هذا المُنتدى وعلى هذه الاحتفالات”.
الثلاثاء 16أيّار 2023
احتضنت نشاطات اليوم الخامس نبضات إنسانية عنوانها الوفاء والتكريم، من بيروت إلى طرابلس، جاءت على النحو التالي: حفل توزيع شهادات لشباب وشابات برنامج “فنون الكتابة الإبداعيّة” برعاية الرابطة الثقافية- طرابلس، منتدى شاعر الكورة الخضراء، مركز زاوية رؤية الثقافية.
أحيا مجلس حواس الفن جلسة بنكهة قامات شماليّة مُبدعة في طرابلس الفيحاء بدعوة من “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده” وبرعاية بلدية طرابلس وبالتعاون مع دار شيبان للثقافة والفنون، قدم خلالها الشاعر أدونيس الخطيب حاسة الكلام: الشاعر طوني خزامي الذي ألقى كلمة شكر ومجموعة من قصائده، ثم قدم الفنان سعد شيبان حاسة اللون: الفنان التشكيلي د.محمد عزيزة تخللها عرض لمراحل من فنه. وقدمت الشاعرة ليلى الداهوك حاسة الوفا: الغائب الحاضر الكاتب والموسيقي جوزيف فاخوري، تخللتها كلمة للفنانة رولا بكر ألقتها باسم العائلة بالنيابة عن ابنته جناح فاخوري. وقدمت جوسلين بو راشد حاسة حرّة: المايسترو باركيف تسلاكيان – فرقة الفيحاء الذي ألقى كلمة شكر وعُرضت لقطات من حفلات الفرقة. وقدم المختار هادي يزبك مختار الحواس: الفنان فايق حميصي الذي ألقى كلمة تحدّث فيها عن مسيرته.
أبدى الشاعر أدونيس الخطيب سعادته بحضوره ومشاركته في نشاطات الجناح وقال: “أنا موجود في طرالس بدعوة من الشاعرة ميراي شحاده السباقة في أفكارها. كانت تجربة رائعة، وأضفى الحضور روحًا عالية وجعل الأمسية مذهلة رغم المشاكل التقنية.”الحواس الست تمنحنا حياة جديدة، دوري الإضاءة على الفنانين وعيش لحظات حلوة مع الناس”.
توجه بالشكر إلى الشاعرة ميراي شحاده على جهودها الجبارة وأكد أن “الشراكة مع مُنتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي ترفع الرأس”.
بالنسبة إلى تواقيع الكتب، وقعت الكاتبة سمر قرّة كتاب “إلى مرآة روحي” (منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي، لوحة الغلاف للفنانة التشكيليّة مها الجماس) في حفل قدمت له الإعلامية ليلى الداهوك، وتوجهت فيه ناشرة الكتاب الشاعرة ميراي شحاده بكلمة وفاء ومحبة إلى سمر قرة التي ألقت بدورها كلمة مؤثرة عبرت فيها عن عمق سعادتها بالمفاجأة غير المتوقعة، عبر صدور خواطرها في كتاب أنيق وجميل.
بكلمات ممزوجة بدموع الفرح قالت الكاتبة سمر قرّة: “فاجأتني صديقتي ميراي شحاده بإصدار الكتاب، إنها مرآتي وتفهمني، إلى درجة أن اللوحة التي اختارتها لغلاف الكتاب، عندما شاهدتُها في معرض الفنانة التشكيليّة مهما الجماس تمنيت أن تكون يومًا غلافًا لكتاب لي”.
اضافت: “أنا أكتب لأتنفس، لذلك أكتب روحي بشفافية مطلقة، لأعبّر عن الخوف والقلق والألم والحُبّ والرحمة، وكل المشاعر والأحاسيس التي تضج في داخلي. ما فعلت ميراي ينم عن عظمة روحها وقلبها وأنا ممتنة لها وفخورة بصداقتها”.
بدورها أعربت الفنانة مها الجماس عن سرورها باختيار لوحتها لغلاف كتاب “إلى مرآة روحي”، وأشارت إلى أن اللوحة في عنوان “ومضة في الذاكرة” وتناسب الكتاب لأنها صدى لوجوه المرأة.
الأربعاء 17 أيار
غلب الفن بأنواعه المختلفة على نشاطات اليوم السادس وجاءت كالتالي: عرض للأعمال الفنية للدكتور مارون بشارة. ندوة ثقافية تحت عنوان “فلسفة الفن في حضرة النغم” للدكتورة مارلين يونس، افتتحتها الشاعرة ميراي شحاده بكلمة، وشارك فيها: الدكتورة مارلين يونس، كاتيا نادر، جوزف كرم، ريم دندشي، يحيي ملص. قراءات نقدية لديوان “قصائد كتبتها الشمس” (منشورات شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي) للشاعر الدكتور محمد حبلص شارك فيها الناقد الدكتور مصطفى الحلوة، الناقد الدكتور عماد غنوم. قدم للندوة د. سايد أنطون وافتتحتها ناشرة الديوان الشاعرة ميراي شحاده بكلمة وقرأت مقاطع من شعره، من ثم وقع الدكتور محمد حبلص كتابه في جناح “منتدى شاعر الكورة الخضراء” وأهداه للحضور.
أوضحت د. مارلين يونس أنها احبّت استحداث نمط ثقافي من خلال “فلسفة الفن في حضرة النغم” رغم أن البعض يعتبره صعبًا، وقالت: “كان الباحثون على درجة مرتفعة من الحسّ النقدي التساؤلي الفلسفي وخدموا أم كلثوم وخدموا القصائد، واستطعنا إضفاء بعض التطوير في حقل معرفي نغمي فلسفي، وهو أمر جديد في العالم العربي”.
الخميس 18 أيّار 2023
الثقافة وعلاقتها بالجذور والأدباء الرواد الكبار، محور نشاطات اليوم السابع وجاءت على النحو التالي: ندوة بعنوان “الثقافة والهوية الثقافية” ألقاها الدكتور فواز كبارة وحاوره الدكتور مصطفى الحلوة الذي ألقى كلمة حول أهم المحطّات في مسيرة د. فواز كبارة، بعد ذلك ألقت رئيسة “منتدى شاعر الكورة الخضراء الثقافي” الشاعرة ميراي شحاده كلمة رحبت فيها بالدكتور مصطفى الحلوة والدكتور فواز وكبارة، من ثم ألقى د. فواز محاضرته، بعد ذلك فُتح باب الأسئلة.
ندوة بعنوان “ميخائيل نعيمه في عيون سهى نعيمه حداد” ألقتها سهى نعيمه حداد، استهلت بكلمة ترحيبية من كارولين زغرب، ثم عرضت سهى نعيمه بالصور مراحل من حياة ميخائيل نعيمه في البيت المتحف في المطيلب، وتخللها عرض فيلم قصير من تنفيذ كارولين زغرب في عنوان “جدو ميشا وسهى”. في ختام المحاضرة، قدمت ميراي شحاده درع منتدى شاعر الكورة الخضراء إلى سهى نعيمه.
أيضًا شهد هذا اليوم “إضاءات مميزة” مع الحكواتية كارولين زغرب وافتتاح معرض الفنان خالد عيط ومشاركة الفنان بسام ملوك والفنانة سارة محمد في أعمال فنية.
ضمن سلسلة تواقيع الكتب: وقع الدكتور مصطفى الحلوة “العبور بالكلمة إلى ماوراء الكلمة والنفاد إلى عمق الذات”، الشاعر أحمد يوسف كتاب الراحلة الدكتورة غادة السمروط “ومضات فارسيّة”. الكتابان من منشورات “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي”.
أكد الدكتور فواز كبارة أن الإنسان مهما جال في العالم لا بدّ من أن يعود إلى جذوره وقال: “الإنسان مثل شجرة، تمتدّ جذورها في الأرض وتأخذ غذاءها منها، وترتفع غصونها نحو السماء لأنها المستقبل والأمل. بالنسبة إلي يجب أن يكون الإنسان قريبًا من جذوره”.
أضاف: ركزت في محاضرتي على الأشخاص الذين يتنكّرون لتاريخهم ولواقعهم ولمستقبلهم، فيقلدون الغريب. بالنسبة إلي ليست قضية ثقافة، بل ممارسات، والممارسة قد تكون فرديّة، شخصيّة، آنيّة، ولكن عندما تتكرس بممارسات شخص وتشكل جزءًا من شخصيته ومن تصرفاته تصبح ثقافة ذاتية. لا تعني الثقافة دائمًا الموسيقى والفن والأدب، بل هي مُمارسة وفكر وعادات. الثقافة بحر اطلاع وسبر أغوار العالم للوصول إلى قناعات معيّنة واستنتاجات معيّنة وبصفة خاصة ممارسة معيّنة”.
حول محاضرتها وعلاقتها بميخائيل نعيمه والبيت-المتحف قالت سهى نعيمه: “المحبة اللامتناهية من الأزل إلى الأبد هي التي جمعتني بمخائيل نعيمه ووالدتي مي نعيمه. البيت المتحف الذي بدأ في الزلقا هو فعل محبة ووجع. عندما رحل ميخائيل نعيمه ساندنا بعضنا والدتي وأنا لنتحمل هذا الغياب، وعندما رحلت والدتي في كانون الثاني 2014، شعرت بوجع لا يوصف وبحاجة لتحريك وجعي كي لا ينفجر ويذوب، فكان البيت المتحف الذي يعكس وجعي لغياب أحبة: أمي وجدي. البيت المتحف مفتوح لكل عاشق لنعيمه ليشعر بوجوده الروحاني وذبذباته المميذزة والحياة المتجدّدة دائمًا بالمحبة”.
حول اختيارها فن الحكواتي قالت كارولين زغرب: “منذ صغري أعشق سماع الحكايات ولدي موهبة الكتابة، وقد توجهت إلى حكايات تراثية كي لا ننسى التراث، أنا ابنة قرية علما الشعب الجنوبية وعايشت قصصًا قصيرة وكتبتها ورويتها. هدفي أن نعيد إحياء الحكواتي لأنه جزء من تراثنا، ونحيي الحكاية لأنها تمثل الماضي بكل ما فيه من حنين وتعلق بجذورنا وهويتنا”.
الجمعة 19 أيار
على وقع الألوان والموسيقى والشعر نظمت نشاطات اليوم الثامن على النحو التالي: افتتاح معرض تشكيليّ “أمّي في زهور” للفنانة زينب دندش (استمر ثلاثة أيّام)، أهدته إلى والدتها التي توفت بسبب جائحة كورونا. وقد ألقت كلمة تعريفية مما قالت فيها: “في طفولتنا كنا نقطف الورود ونقدمها لوالدتي، بعد وفاتها تذكّرت عينيها اللتين كانتا تشعّان فرحًا بالورود، فقطفت بعضها ووضعتها في مرسمي وعندما بدأت تذبل قررت رسمها لتبقى ذكرى لوجه أمي الفرح، أيضًا رسمت شتول الخبيزة والمنتور وغيرها من الأزهار التي كانت تزرعها، هكذا أصبحت لدي مجموعة من اللوحات قررت عرضها في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء بدعوة من الشاعرة ميراي شحاده”.
إطلاق فرقة “سكر بنات” بقيادة الفنانة عازفة العود هناء شرانق في حفل موسيقي قُدمت خلاله أغنيات لفيروز وعبد الوهاب ووديع الصافي.
قراءات شعريّة قدمت لها الشاعرة ميراي شحاده مع الشعراء سوسن مرتضى، جوزيف ابراهيم، محمد إقبال حرب الذين وقعوا كتبهم: سوسن مرتضى “اللي بعد ما نقال”، جوزيف ابراهيم “إلى ما وراء الشمس”، محمد إقبال حرب “العرّافة ذات المنقار الأسود”.
حول توقيع كتابها في جناح المنتدى ضمن معرض الكتاب في طرابلس قالت الشاعرة سوسن مرتضى: “للمرة الأولى أكون في لقاء مع طرابلس وأهل الفكر والثقافة فيها. “اللي بعد ما نقال”، ديواني الثاني ويتضمن هواجس وتأملات وقصائد حُبّ ومواضيع تطرح للمرة الأولى”. أضافت: “كل كتاب هو ولادة جديدة وتحدٍّ لذاتي ودعوة للمجتمع ليسمع المرأة”.
أما الشاعر جوزف ابراهيم فأوضح أن ديوانه مؤلف من 4 أقسام: وجدانيّات، غزل اجتماعيّات، وطنيات، وهو يرضي كل الأذواق، لكن الوجانيات طاغية عليه.
بدوره أوضح الروائي الدكتور محمد إقبال حرب أن رواية “العرافة ذات المنقار الأسود” رمزيّة تعكس الواقع في عالم مواز من الخيال والإبداع ومحاولة لتجسيد الحقبة الأخيرة من عالمنا بصورة رمزيّة على لسان الطيور”.
أضاف: “العرافة موجودة في كل بيت عبر العصور تخترق الأرواح والبيوت وأروقة الحُكم ورجال الدين والسياسة وتعبث بهم، إنها العرافة القاتلة التي لا نعرفها لكنها موجودة تقبض أرواحنا وتمتصّها رويدًا رويدًا”.
أما الفنانة هناء شرانق فأكدت أنها قصدت إطلاق الفرقة من طرابلس، وأن الحفلة الثانية للفرقة ستكون في الجنوب، وأبدت سعادتها بتجاوب الحضور مع الأغاني الطربية التي قدمتها الفرقة. وعرّفت عن الفرقة بأنها أول تخت شرقي مؤلف من فتيات.
السبت 20 أيار
استضاف اليوم التاسع أمسيتين شعريّتين: الأولى في عنوان “صرخة الأقصى” للشاعر ابراهيم رجب ديب أسعد بالتعاون مع اتحاد لقاء الشعراء والأدباء والفنانين العرب تخللها توقيع ديوانه الثاني “بيروت ما بتموت”. والثانية بالتعاون مع “منتدى ريشة عطر”، قدمتها الشاعرة ماري الفخري واستهلتها بوصلة غنائيّة وشارك فيها الشعراء: قبلان المصري، ميراي شحاده، أسعد مكاري، إيفون الضيعه. تخلّل الأُمسية مقاطع غنائية مع الفنان العراقي جاسم حيدر ورسم مباشر مع الفنانة التشكيليّة مريم روما. بعد ذلك وقّع الشاعر أسعد مكاري ديوان “حروف تجعّد فيها العمر”، ووقعت الشاعرة إيفون الضيعه ديوان “لي وحدي”.
على هامش الأمسية شكر أسعد مكاري مُنتدى شاعر الكورة الخضراء الثقافي الذي يساهم بالنهضة الثقافية في لبنان بعد الانتكاسات المتكررة.
أما ماري فخري فاعتبرت أن مُنتدى ريشة عطر حاضر باستمرار بالاشتراك مع مُنتدى شاعر الكورة الخضراء في النشاطات، وشكرت الشاعرة ميراي شحاده المتألقة والتي تزرع الفرح والثقافة وتجمع الناس مع بعضهم البعض.
وأعربت الشاعرة إيفون الضيعة عن سرورها بالحضور الراقي وبالصدى الذي لقيه كتابها ضمن معرض طرابلس.
في ختام هذا اليوم، نظم “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” لقاء تكريميًّا للفنان والمخرج عصام الأشقر، حضره حشد من أهل الفن والثقافة والإعلام وقدمته الإعلامية ليلى الداهوك. استهلّ بكلمة للشاعرة ميراي شحاده، بعد ذلك ألقى الفنان خالد الحجي كلمة نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة نعمة بدوي، ثم كانت كلمة للفنان الممثل طوني نصير، وكلمة للفنان موريس موصلي. في الختام ألقى الفنان عصام الأشقر كلمة شكر وقدمت له ميراي شحاده تمثالًا رمزيًّا عربون محبة ووفاء، وقدم له الفنان بسام ملوك درع منتدى شاعر الكورة وقدم له الفنان خالد عيط لوحة. كذلك قدّمت ميراي شحاده درع المُنتدى إلى كل من خالد الحجي وطوني نصير وموريس موصلي وليلى الداهوك. بعد الحفل جال الجميع في أنحاء معرض الكتاب.
عبّر الفنان عصام الأشقر عن فرحه الكبير بتكريمه في هذه المدينة العامرة، وقال إن ما تفعله ميراي شحاده يبيّن الصورة الحقيقية لطرابلس التي شوهها الإعلام، واعتبر أن الدراما اليوم هي امتداد للدراما في الماضي، وأن استمرارية الوطن تكمن في هذه التظاهرات الثقافية التي هي وجهه الحقيقي”.
أما طوني نصير فوجه تحية إلى الشاعرة ميراي شحاده وإلى كل من يقوم بمبادرات تكريميّة. ووجه تحية إلى طرابلس وأشار إلى أنه سبق أن شارك في مسرحية مع الفنان خضر علاء الدين على مسرح الرابطة الثقافية في طرابلس.
بعد الحفل جال الجميع في أنحاء معرض الكتاب .
ضمن سلسلة تواقيع الكتب وقعت ليلى الداهوك كتاب “وجع”، وأوضحت أن الكتاب يتمحور حول العنف ضد الأطفال داخل المنزل، وأنه يعبّر عنها كإنسانة ويمثلها وهو سرد لقصة واقعية وسيتبعه رواية ثانية تكمل سرد رواية هذا الوجع، أضافت: “إنها روايتي ووجعي والأحداث كتبتها كما عشتها. شكري لا ينتهي للشاعرة ميراي شحاده التي أخرجت وجعي على الورق”.
شهد هذا اليوم زيارة لرئيس بلدية شارون مهنا البنا مع وفد من الفنانين إلى جناح المنتدى، وجالوا في معارض الرسم فيه وألقت الفنانة مها الجمّاس كلمة في المناسبة وقدمت لوحة للشاعرة ميراي شحاده عربون شكر وتقدير.
الأحد 21 أيار
مسك ختام نشاطات الجناح في اليوم الأخير أمسية شعريّة باللغة الفرنسيّة Le Paradis en Poésie ، افتتحتها الشاعرة ميراي شحاده بكلمة حيّت فيها المشاركات ثم قدمت د. ساندي عبد النور الشاعرات: د.ربى سابا حبيب، د.أميلي فيعاني، د.نزيهة اليوسف، د.كلوديا شحاده. وفي الختام قدّمت لهن الشاعرة ميراي شحاده درع المنتدى.
على هامش الأمسية، أكدت د. ربى سابا حبيب أنها تكتب بالعربية والفرنسية وقالت: “إذا كانت اللغة العربيّة وجهي فاللغة الفرنسيّة حجابي، العربية أحبها لأنها لغة أخي وأبي بينما أعبّر في الفرنسية ما هو محرّم بالعربية. أشكر الحضور في هذه الأمسية والإصغاء وأعتبر محبة الناس منارة ضد الشيخوخة تمنحني العزم لأستمر في الكتابة”.
بدورها شكرت د. كلوديا شحاده الشاعرة ميراي شحاده على تنظيم هذه الأمسية، وقالت: “أنا باحثة في علم الألسنيّة، لكن المعاناة التي عشتها من جراء مرض والدتي فجّر لدي موهبة الشعر. الشعر إحساس وأخلاق وإنسانية وكلام جميل. أنا في صدد تحضير كتاب سيصدر عن مُنتدى شاعر الكورة الخضراء، أتناول فيه الأسباب التي دفعتني إلى الكتابة”.
أيضًا شكرت د. اميلي فيعاني الشاعرة ميراي شحاده على مبادرتها وأشارت إلى أنها تكتب بالفرنسية بعفوية وأن كتابها الأول تمحور حول الوطن وطرابلس والموسيقى، أما ديوانها الثاني فهو موجّه إلى زوجها المتوفى وفيه قصائد حُبّ له.
واعتبرت ساندي عبد النور أن ميراي شحاده كانت سبّاقة في مجال تنظيم أمسية شعرية بالفرنسية ضمن معرض الكتاب في طرابلس، وقالت: “الشعر نوع أدبي يلامس الوجدان، بالشعر نستطيع أن نفهم على بعضنا البعض مهما اختلفت اللغة”.
النشاط الأخير في الجناح كانت ندوة حول كتاب: “نيويورك في عيون زائرة عربيّة” (منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي) للأديبة هناء غمراوي. في البداية كانت كلمة للشاعرة ميراي شحاده حيّت فيها معرض الكتاب وأهالي طرابلس ووجهت لفتة تكريميّة لـ “الكوبل الثقافي” بامتياز وليد المصري وزوجته إيمان وقدمت لهما درع شاعر الكورة الخضراء. بعد ذلك قدّمت الندوة الأديبة جورجينا بو ضومط وتوالى على الكلام: د. مصطفى الحلوة، د.سحر حيدر، الأديبة هناء غمراوي. في الختام قدمت الشاعرة ميراي شحاده درع شاعر الكورة الخضراء لهناء غمراوي التي وقّعت كتابها وأهدته للحضور.
على هامش الندوة قالت الأديبة هناء غمراوي: “غادرت لبنان عام 2020 إلى نيويورك وهناك عشت غربة، وعندما خفّت كورونا خرجت إلى الشوارع وسجلت انطباعات حول الحياة فيها، وكتبتها في مقالات أستطيع القول إنها تفاعلية مع الأماكن والبشر”.
أشارت إلى أن الكتاب سيترجم إلى الإنكليزية وسيصدر السنة المقبلة وأنها بصدد التحضير لكتاب ثانٍ يتضمن مجموعة خواطر.