الأديبة كلود ناصيف حرب عن جمبل الدويهي ومشروعه: الكلمة التي انطلقت كالسهم في صدر التاريخ

 

 

من كتاب “في أروقة العميد”

www.jamildoaihi.com

 

لا سلطة الأثينيّين، ولا جرأة الإسبارطيّين، ولا قساوة الطرواديّين، ولا جيوش كسرى، ولا عناد المقدونيّين… قادرة على ردّ الكلمة التي انطلقت كالسهم، في صدر التاريخ. فالفكر جمرة أبديّة تزداد سطوعاً وحرارة كلّما أقدمت يد على إطفائها. وكلّ كلمة كتبها الدويهي حبّة في عقد الزمان، وسوار العروس، وتفّاح الأرض الطيّبة، ونذر الأمّ والأب… وعصارة فكر هو الأعمق في حضارتنا الجديدة. وهذا المقاتل الشجاع يتأبّط رأس الغول، ويمضي على فرسه في صحراء القيظ، ويشقّ الرمل بسحر عجيب، فيُخرج منه الماء، ويرتوي نخيل الإبداع.

وعلى الرغم من الأعاصير، وإقفال الحدود والأصوات والصفحات، يصرّ الدويهي على المواجهة بحديد الإرادة، ويقول: “قد أدخل إلى متجر ويرفض صاحبه أن يبيعني ثياباً، وقد تغلق إذاعة أو صحيفة أو مؤسّسة الأبواب في وجهي. لكنّ الثياب قشور، والصوت الذي انطلق في السماء لا تخنقه إلاّ إرادة السماء”.

شكراً لك معلّمي، وصديق العمر، والرجل الذي يفيض رقّة واحتراماً ولباقة. فكيف أذكر الجميل ولا أذكر معه كلّ جميل وخيّر ونبيل؟!

إنّه القمّة التي تعلو على القمم، ورسالة الفكر الخالد الذي لا يموت، وشتّان بين الفكر الذي هو ادّعاء من غير كتاب يوضع على منارة، والفكر الذي بلغت كتبه عدد تلاميذ المسيح، وترتفع كلّها على منارات… فلا تحتجب عن العيون المبصرة، ولا عن القلوب التي تحبّ الخير والفضائل.

اترك رد