محمد ع.درويش
نعت “جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان AUNOHR”، مؤسسها المفكر الدكتور وليد صليبي، بعد صراع مع المرض لعشرين سنة. وقالت في بيان: “حائز على جائزة الجمهورية الفرنسية لحقوق الإنسان عام 2005، وعلى جائزة غاندي العالمية عام 2022. يلقبه عارفوه بالشخصية التي لا تتكرر. رائد من رواد اللاعنف والتغيير الاجتماعي في لبنان والعالم العربي، ومن رواد تجديد المجتمع المدني في لبنان منذ مطلع الثمانينات، وقد عرف بتأثيره في أجيال على مدى أربعة عقود، بأسلوبه الحر وإبداعاته وبشخصيته المرحة. بدأ نشاطه الثقافي والمدني باكرا، وعرف بجرأته في العمل مع الشباب وبفكره الحر. وكان لأفكار الكاتب الروسي ليف تولستوي “أب اللاعنف” (إضافة إلى الفكر الاجتماعي الإنساني) أثر عميق في نفسه وهو بعد في المرحلة المتوسطة في المدرسة”.
أضافت: “ارتبط اسمه بأبرز حملتين مدنيتين إبداعيتين، بعد الحرب الأهلية، وكان المنسق العام لهما: الحملة الوطنية لقانون لبناني للأحوال الشخصية المدنية، والحملة الوطنية من أجل إلغاء عقوبة الإعدام. له مؤلفات وكتب باتت مرجعية في أكثر من 20 عنوانا بينها: “نعم للمقاومة لا للعنف”، “عقوبة الإعدام تقتل”، “العنف وطبيعة الإنسان”، “الربح الإضافي على حساب الأجور”، “صندوق النقد الدولي، الخيانة الوطنية”، عاش حرا ورحل حرا، واختار لنفسه مبدأ “أن أكون” To Be بعيدا من الشهرة والمال والمناصب والسلطة، ورحل تاركا إرثا فكريا ونماذج نضالية للتغيير السلمي ونتاج مرجعي انتشر في المجتمع المدني وبات جزء منه يدرس في الجامعات. يحمل شهادات عديدة من الجامعات اللبنانية واليسوعية والأميركية والسوربون، وذلك في: الفيزياء، الهندسة المدنية، العلوم الاجتماعية، والاقتصاد السياسي. مسيرته الفكرية والنضالية عاشها مع رفيقة العمر، الدكتورة أوغاريت يونان، التي التقاها في العام 1982 ليستمرا معا على مدى 40 سنة، يوما بيوم، من أجل الحرية والعدالة والحب. اختار وليد صليبي لحياته دور المثقف-المناضل سعيا منه لبلورة مفاهيم ومواقف جذرية، وبنى صداقة جميلة مع الشغف والمرح والعمل يوما بيوم”.
كما تقدمت مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث بالقول عن الفقيد فلقد كان الراحل قيمة بحد ذاته لما كان يختزنه ويمثله من ذاكرة وتاريخ ومعان وقيم وتجارب وخبرات.
وتوجهت مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث بالتعزية الحارة الى عائلته الصغيرة وإلى عائلته المهنية الكبيرة والى جميع من عرفوه وأحبوه وقدروا فيه خصاله الحميدة، وكذلك إلى جميع اللبنانيين، متمنين على الجميع أن يستلهموا من مسيرة الراحل الكبير ومن تجربته وأخلاقه وصفاته، نماذج ودروسا تعينهم في ممارستهم لعملهم من أجل تعزيز قيم الاعتدال والانفتاح والرصانة واللاعنف والدفاع عن قيم الحرية وحقوق الإنسان والسيادة والاستقلال والعيش المشترك.
رحم الله الدكتور وليد صليبي مؤسس جامعة اللّاعنف وأسكنه فسيح جناته.