محمد ع.درويش
مرّت في 22 آذار الذكرى السادسة لرحيل النقيب محمد البعلبكي،
لقد كان النقيب الراحل رائدا من رواد الكلمة في لبنان واحد رموزه الوطنية والقومية والعربية ومصدر الهام للاجيال.
النقيب محمد البعلبكي هو الذي أمضى حياته في خدمة الإعلام المكتوب، ثلاثة عقود ونيّف نقيباً للصحافة اللبنانية، ما بين عامَي 1982 و2015.
لقد كان النقيب الراحل رائداً من روّاد الكلمة في لبنان، جاعلاً منها شعلة للحقّ العربي في أرضه وسمائه. واليوم نذكره في ذكرى وفاته، إذ يغيب بالجسد، فإن ذكراه تبقى حيّة، في وقت نحتاج فيه إلى تأكيد الانتماء إلى وجداننا وترابط امتدادنا الحضاري، ليبقى لإعلامنا وقع الصوت وفعل الكلمة. عزاؤنا أنّ حضوره باقٍ في ضمير صحافتنا.
محمد بعلبكي برحيله خسرت مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث قامة وطنية كبيرة علماً من أعلام الثقافة والفكر والأدب، المدافع عن حرّية الكلمة، الحريص على الوحدة الوطنية، صاحب البصمة الوطنية الدائمة والمميزة في مجال الكلمة والصحافة والإعلام، الحريص على صون الافكار وتعدّدها، والمدافع عن ممارسة الديمقراطية.
النقيب محمد بعلبكي صاحب المنبر الوطنيّ الحرّ، خصّص منبره وقلمه من أجل احترام الآراء كافة والكلمة الحرّة. كان دؤوباً على تعزيز سبل الدفاع عن الحقوق العربية ومقاومة كل اشكال الاحتلال، منتصراً لحقوق الفلسطينيين والمقهورين والضعفاء في كلّ زمان ومكان على الدوام.
عرفته عن قرب، صديقا واخا للمفكر الراحل الدكتور حسن صعب، مؤمنا بقيمه، بمقاصديته، بأزهريّته، هما اللذان كانا مؤمنين بجمالية التلاقي وسماوية القيم التي تتشاركها الإنسانية وتتقاسمها الحضارات.
لم يسلّما نفسهما يوماً للانتقام ولا للاستسلام! كانا نصيرا الجهاد والاجتهاد!..
عاصر النقيب تاريخ لبنان بكل مراحله، بآلامه وآماله، بمخاطره وأمانه، بقوته وضعفه، بسيادته ومصادرة قراره، فكان في كل ظرف قامة في خدمة الوحدة الوطنية فكم نحن بحاجة لأمثاله اليوم.
محمّد البعلبكي، في ذكراه السادسة، تفتقده الصحافة، كما فقده لبنان!!! عاش لبنان!