محمد ع درويش
نعت مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث رائدة العمل النسائي ليندا مطر على مدى عقود وقالت:
“هكذا هي ليندا مطر ناضلت حتى الرمق الأخير، لأنها من المناضلين بحق.
هي القدوة
على يديها يكون النضال الحقيقي الصادق لدرجة الايمان المطلق سواء في سبيل الوطن او المجتمع وداعا ليندا مطر يا من كنت نموذجا ومثالا لكل من واكبك ورافقك في مسيرتك النضالية الطويلة
ليندا مطر ستبقين حية في عقول وقلوب المحبين حتى ولو غاب الجسد الذي آن له ان يرتاح …ارقدي بسلام “.
ليندا مطر، نضال أكثر من نصف قرن
خط اسمها تاريخ المرأة في لبنان والعالم العربي. حملت معها مخزوناً تاريخياً من النضال في سبيل الحرية والدفاع عن قضايا انسانية، لتصبح رائدة في قضية المرأة والمجتمع.
انها ليندا مطر، بعد ستة وثمانين سنة، لم تفقد ايمانها وعزيمتها في التغيير وتحقيق المساواة بين الجنسين.
اختارتها المجلة الفرنسية “ماري كلير” عام 1995 لتكون من بين مئة سيدة حركن العالم. ترأست «لجنة حقوق المرأة اللبنانية»، وهي اليوم عضو في قيادة «الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي». هكذا اثبتت مطر، جدارة المرأة في كونها عنصر فعال ونصف المجتمع.
ولدت ليندا في 25 كانون الأول عام 1925 من عائلة متوسطة الحال. بدأت دراستها في مدرسة دار المحبة في بيروت، ثم انتقلت إلى مدرسة الناصرة. بعد أن انهت المرحلة المتوسطة، اضطرت إلى ترك المدرسة لظروفٍ مادية، فعملت في معمل جوارب حيث تفتحت عيونها على معاناة المرأة في مجال العمل.
ساعات طويلة من الكدح المتواصل كل يوم، مقابل أجور زهيدة مقارنةً بأجور الرجال، وتهميش لقدرات المرأة في شتى المجالات… هكذا اختبرت ليندا الحياة العملية.
عندما بلغت السادسة عشرة من عمرها، أكملت دراستها الثانوية ليلاً، لتعمل خلال النهار. تزوجت في سن مبكرة، من شاب أرمني دعمها في كل خطواتها النضالية، وهي أمٌ لثلاثة أولاد.
انتسبت إلى جمعية حقوق المرأة اللبنانية في بداية الخمسينيات حيث تدرجت من عضو عادي إلى رئيسة الجمعية، عام 1978. من قلب هذه الجمعية، بدأت مسيرة ليندا التي توّجت بالعديد من النجاحات، منها تأسيس هيئات نسائية كلجنة الأمهات في لبنان، والهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة.
ناضلت مطر خلال أكثر من أربعين عاماً من أجل حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل، وذلك من خلال الجمعيات غير الحكومية التي أسستها.
انتخبت رئيسة للمجلس النسائي سنة ١٩٩٦ لمدة أربع سنوات، وترشحت للإنتخابات النيابية في السنة نفسها، ولكنها لم تنجح. شاركت في العديد من المؤتمرات العربية والاقليمية كمؤتمرات الامم المتحدة في المكسيك، كوبنهاجن، نيوروبي، وبكين(حيث قدمت محاضرة عن “المرأة والنزاعات المسلحة”).
رسخت ليندا أيضاً قلمها في خدمة القضايا التي دافعت عنها، فكتبت العديد من المقالات حول موضوع المرأة، الديمقراطية وحقوق الإنسان. ونشير أيضاً إلى أنها انتخبت عضواً في مكتب “المجلس الإقتصادي والاجتماعي” في لبنان.
حازت المناضلة على أكثر من تكريم من عدة جمعيات مدنية، منها الحركة الثقافية في انطلياس والمجلس النسائي اللبناني. سلّمت وسام الأرز اللبناني سنة 1998، ولقبت برائدة العمل النسائي للعام 2002 وكرمتها الشيخة فطمة بنت مبارك.
قال نابليون بونابرت أن “المرأة التي تهز السرير بيمينها، هزت العالم بيسارها”. ليندا مطر كافحت بقوة وتصميم لنصرة كل إمرأة مظلومة، وما زالت تسعى لتحقيق المزيد لتثبت للعالم أن أحلام المرء لا تقاس بالعمر وبأن الأحلام مستمرّة طالما أنّ في الإنسان قلب يخفق.