طويلٌ نهارُ الصيفِ… والبحرُ واسعُ
ففي كلّ مجذافٍ حنينٌ يُسارعُ
إلى ذلك البيت الذي قد هجرتُه
ولكنّني في غفلة منه… راجعُ
يحدّثني العنّاب عنها، وما أنا
غريبٌ، ولكن غرّبتْني الشوارعُ
فما تفتحُ الباب الذي كان بيننا
ولا خيّمت فوقي الجفونُ الروائعُ
ويزعجُني هذا الشتاء لأنّه
يغيّبني لمّا تغيب المواضعُ…
بعيدٌ، وقلبي ليس عندي، فعندها
كلّي، ولو نبْقى لديّ المواجعُ!
وشوقي إليها صارخ في ملامحي
ولولا أخبّيه، وتُخفي البراقعُ!
فمنذ افترقنا، لا أطيق فراقها
ولا باعني شيئاً من الصبرِ… بائعُ…
وعنّي يقول الناس في كلّ مرّةٍ:
لماذا عفتْ عنه السيوف القواطعُ؟
ولا يعلمونَ ما جرى أمسِ بيننا
ولو أنّه وهمٌ، وحلمٌ مخادعُ…
فقد كان طيفي دائراً حول خصرها
ودلّتْ علينا في الطريق الأصابعُ…
***
*جميل الدويهي
النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع