محمد ع.درويش
توفي رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني عن عمر ناهز الـ 86 عاماً.
ترأس مجلس النواب في لبنان منذ العام 1984 ولغاية 1992 بعد نهاية الحرب الأهلية.
انتخب عضواً في البرلمان منذ عام 1972عن البقاع في دورات متتالية. وفي العام 2008، أعلن استقالته من مجلس النواب، متوجهاً بجملته الشهيرة: “أمام حقيقة أن السلطة قادرة إذا أرادت وحقيقة أنها حتى الآن لا تريد أعلن استقالتي من عضوية هذا المجلس”.
لعب الحسيني دوراً كبيراً في التوصل إلى اتفاق الطائف، ما جعل كثيرين يطلقون عليه لقب “عرّاب الطائف”، لاسيما أن العديد من وثائق المداولات والمفاوضات الخاصة بالاتفاق بقيت في عهدته، ولم يكشف عن تفاصيلها كاملة. وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء الحداد الرسمي لمدّة ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم وتنكيس الأعلام على الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات، كما تعدّل البرامج العاديّة في محطّات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الحدث الأليم.
كما ونعى برّي الحسيني، في بيان، قائلاً: “بمزيد من الرضى والتسليم بمشيئة الله سبحانه وتعالى، بإسم الشعب اللبناني أنعي إلى اللبنانيين كبيراً من كبار لبنان، وقامة وطنية من قاماته التي ما بدّلت تبديلاً، نذرت جل حياتها دفاعاً عن الوطن وعن إنسانه ووحدة ترابه وهويته الوطنية والقومية، جهاداً متواصلاً بالقول والعمل والكلمة الفصل الطيبة”.
وأردف: “عنيت به رفيق الدرب دولة رئيس مجلس النواب السابق السيد حسين الحسيني والذي برحيله وارتحاله إلى جوار ربه نفقد ويفقد لبنان قيمة إنسانيه وتشريعية ونضالية لا تعوّض”.
وختم: “إنني بإسمي الشخصي وبإسم الزملاء النواب أتقدم من أسرة الراحل وآل الحسيني ومن أهلنا في البقاع وبلاد جبيل ومن الشعب اللبناني بأحر التعازي، سائلاً المولى العزيز القدير أن يتغمّده بواسع رحمته ويسكنه الفسيح من جنانه وأن يلهمنا وإياهم عظيمه الصبر والسلوان”.
كما اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في بيان، أنّ “لبنان فقد اليوم قامة وطنيّة ودستوريّة أصيلة هو دولة الرئيس حسين الحسيني. وبغيابه تطوى صفحة مشرقة من تاريخ العمل السياسي والبرلماني العريق”.
وقال: “لقد شكل حضور الرئيس حسين الحسيني علامة فارقة في تاريخ العمل النيابي في لبنان، وطبع العمل التشريعي بخطوات أساسية على مدى سنوات عديدة. وكان لدوره الرائد في حقبة مؤتمر “اتفاق الطائف” فضل كبير في إقرار “وثيقة الوفاق الوطني” التي أنهت الحرب اللبنانية. كما عرف، بحسه الوطني وإدراكه العميق لخصوصية لبنان ودوره، كيف يؤمن التوازنات اللبنانية في صلب إصلاحات دستورية تشكل ضمانة الاستقرار في لبنان، فيما لو جرى تطبيقها بالكامل واستكمل تنفيذها”.
وأضاف: “بغياب الرئيس حسين الحسيني، نخسر أنا وعائلتنا أخاً وصديقاً كان على الدوام خير ناصح ومتابع، وكنت أفخر وأعتز بما كان يقوله بتواضع، وبالنصح الذي كان يوجهه، لكونه يكتنز كماً من الخبرات السياسية والوطنية.
وختم: “دولة الرئيس، نودّعك اليوم، ولكنك باق أبداً في الوجدان وفي ذاكرتنا الوطنية، رجل دولة بامتياز، لم يكن مروره عادياً بل ترك بصمات لا تمحى وسيسجّلها التاريخ بتقدير واعتزاز”.
وفي السياق نعت مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث فقيد لبنان دولة الرئيس حسين الحسيني وقالت برحيله خسرت المؤسسة مرجعا وقامة وطنية وصديقا للمفكر الراحل الدكتور حسن صعب : “رحم الله الرئيس حسين الحسيني، بوفاته يكون لبنان قد خسر رجلاً كبيراً من رجال الطائف لطالما شكل الاعتدال نبراسه، والحوار طريقه والدستور كتابه، وتجديد الوفاق الوطني هدفه. اسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يلهم عائلته الصبر والسلوان”.
واضافت: “كان دائماً ساعياً إلى المواقف البناءة والمرتكزة إلى قناعات دستورية وقانونية شفافة من أجل تعزيز الوحدة الوطنية ومواكبة اللبنانيين في حفاظهم على وطنهم سيداً حراً مستقلًا”.
وختمت: “رحم الله فقيد لبنان وأصدق العزاء لأسرته واللبنانيين جميعاً”.
الرئيس الدكتور سليم الحص
كما صدر عن الرئيس الدكتور سليم الحص الاتي:
بوفاة الرئيس حسين الحسيني يتكبد لبنان واللبنانيين خسارة لا تعوض في الانفتاح والحوار الوطني وفي التشريع والمعرفة في المجلس النيابي
لبنان فقد اليوم قامة وطنية عالية وقيمة دستورية رفيعة وبغياب الرئيس الحسيني تطوى صفحة مشرقة من تاريخ العمل الوطني والسياسي المشترك .
الرئيس حسين الحسيني كان علامة فارقة في تاريخ العمل النيابي في لبنان، وهو الرائد الاساسي الذي اسهم في انجاز وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف .
بغياب الرئيس حسين الحسيني، نخسر انا وعائلتي صديقاً عزيزاً مخلصاً تشاركنا هموم الوطن في كثير من المحطات الوطنية.
نودع اليوم الرئيس حسين الحسيني لكن ارثه الوطني الغني بالنزاهة وبالانجاز باق ابدا في الضمير وفي الذاكرة الوطنية، وفي تاريخ الوطن رجل الدولة المشرف بامتياز.