شمم الجبوري – العراق
طويت صفحات أيامي مسرعة، لا هوادة في المضي قدماً أخيط الساعات بالسنين حاملة في جوفي الكثير من كل شيء واللاشيء..
قلب مفعم بالحياة منذ الصغر، أمل يستوطن الفؤاد، وتلك اليد التي تأخذني حيث الأعلى من كل شيء، يدٌ هي الحياة لي..
سرقتني إغفاءة ناعسة، حملتني حيث ملامحه السمراء المنهكة
أول رجل في حياتي، بطلي ومعلمي حين كنت لا أفقه شيئاً..حنانه يغني عن حنان كل الأمهات في الأرض، قنديل دربي وسنيني ..رائحة يده المعتقة بنكهة التبغ تلك طالما عشقت إستنشاقها، مدها ليمسح على رأسي قائلاً :
كيف حالك بعدي يا إبنتي؟
فززت مسرعة لأسرقه من الحلم، أحتضنه وأخبئه بين أضلعي بعيداً عن الموت والحياة.نبضي يتسارع بلا هوادة، ألف صرخة تكاد تخرج من فمي، يا أبتي أين أنت؟ أو تعلم ماذا جرى لنا؟
ماذا حدث معي، أنا صديقتك كما كنت تناديني..أفتقدك! نعم أبحث عنك في عيونهم ومن تجمهرهم انتقي هيئتك لكن عبثاً أحاول ..
لقد كبرت ياوالدي، تزوجت وأنجبت تعلمت منك شعور الصداقة وكيف يحيط قلوبنا في كل حدث،فحبك خارطتي وكتابي ودفاتري، على نهجك أسير، وهذا ما جنيته من طفولتي، بين نصائحي لفلذات كبدي، أجد نصائحك مغلفة بذلك الحنان..
أفتقدك كثيراً، وأبحث عنك وأستعين بك وأختلي بك في قلبي..
لازلت أتعلمُ منك الكثير رغم رحيلك منذ زمن..
أنت في السماء وفي قلبي ومعي وبين أفكاري..وبينما أنا في لهفة ذلك اللقاء المسروق من الرؤيا، إنتبهت على صوته وهو يستنجد ويستغيث من تقرحات الفراش.. لا أقوى على سماع صوته يتألم.. ليبقى في خيالي الراحل العزيز بلا إهانة السقم..