* سَماواتٌ وميلادٌ للحياة
وكان العشاءُ الأخيرُ
في عالم من نثارِ الخيانةِ
في تعاضُد الغيبِ
في انجراحِ الدمعِ…
حقولٌ وسماوات من خُزامى
وعذابٌ مصلوبٌ على خشبِ الأرزِ
يُحَرِّكُ أرْغُنَ الصَوْتِ بوَميضِ الظِّلِ،
يصرخُ زحامُ الوقْتِ بقِصَّةٍ في الأسْفارِ
تُقْرَأُ في ضَوْءِ شَمْعةٍ
لتشْهدَ على عُصورِ الكلامِ
أمامَ ميلادٍ للحَياةِ، ميلادٍ للحُرِّيَّةِ.
طِفْلٌ يَنْتَزِعُ قَلْبَهُ الصَمْتُ
ويُصْلَبُ جَسدُهُ خلف الفَجْرِ
يُرافِقُه اللهُ والأصْدِقاءُ،
ثلجٌ وحُقولٌ تَموجُ بالريحِ
وميلادُ طفولَةٍ وحيدَةٍ في الكُتُبِ
تَحْنو عليها النِساءُ والأمَّهاتُ
كارتِعاشِ الكَرَزِ الأخْضَرِ في المَهْدِ،
طِفْلٌ يَأْخُذُ حُزْنَ قُلوبٍ من سَديمٍ
ويعطي الزَمَنَ البارِدَ دِفْءَ الحَياةِ.
***
* بين زمنين
في الساعةِ الثانيةِ عشر
عندَ فراقِ زَمَنين بين عامين
عند فراق السَّهرِ بين دَرْبين
أتَلَمَّسُ شَجَرَ السَهْوِ
أقْطفُ ثمَرَها ومَصابيحَها
أعانِقُ مُنْعَطَفاتِ الروحِ
تلك التي مُعَلَّقَةٌ على شُعاعِ الضَوْءِ
ذلك المُنْساب شرابًا إغْريقيّا
من شعوبِ البحرِ
من حوائِط مَثْقوبَة بالفَراشاتِ
من صَوْتٍ مُخَضَّبٍ بالمَوْج
بالقَصائِدِ تَتَمَدَّدُ في حلمي
تَتَلَوَّنُ في هَمْسِ أشْواقي
تَتَكَوَّرُ في قَلْبي أحْرُفًا
وتُشِعُّ في عَيْنَيَّ سَحابَةَ لُغَةٍ …
في الساعَةِ الثانِيَةَ عشرة
وَحيدَةٌ…
تَذَكَّرْتُ انني غادَرْتُ المَنْفى
وأنا أحاوِلُ إيقافَ ما خِلْتُهُ زمَنًا عابِرًا،
لكن حين أفَقْتُ،
وَجَدْتُ بين يَدَيَّ
نورا ووَرْدَةً زاهِيَة.
***
*هي…..