بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية ١٨ كانون الأول، نظمت رابطة الجامعيين في الشمال ندوة حول أهميّة اللغة العربية، إحياءً للذكرى التي عينتها الأونيسكو سنة ٢٠١٠ بأن يكون الثامن عشر من كانون الأول يومًا عالميًا للغة العربية، وكانت الأمم المتحدة اعتمدت سنة ١٩٧٣ العربية لغة رسمية في ندواتها ونشاطاتها.
شارك في الندوة الدكتور جان توما والدكتور عماد غنّوم ورئيس الرابطة غسان الحسامي الذي استهل الندوة بأبيات شعرية خاصة بلغة “الضاد” تغزلاً بها، مختارة لتكون افتتاحية تكريم للغة العربية في يومها العالمي.
تابع واصفًا اللغة العربية بأنها “إحدى اللغات الأكثر انتشارًا واستخدامًا، هي اللغة الرابعة عالميًا من حيث عدد المتكلمين بها والمعتمدة بين ٢٢ دولة. العربية هي اللغة الفريدة في العالم التي تشمل حرف “ض” لذلك سميت بلغة الضاد، عدد كلماتها من دون تكرار ١٢ مليون كلمة لذلك هي اللغة الأثرى في العالم، لها ١٨ ألف جذر لغوي لهذه الأسباب هي اللغة الأصعب عالميًا”.
أضاف: “اختلف البعض حول أصول اللغة العربية، منهم من قال أنها سامية الأصل، ومنهم من يُرجعها إلى “يُعرب بن قحطان” لذلك سُميت بالعربية، وقد اختلف اللغويون القدامى حول دقة وصحة أصل اللغة العربية، ومنهم من قال بأنها لغة النبي آدم عليه السلام مع ضعف هذا الكلام وعدم توفر المراجع التي تثبته.
هي لغة العرب مفاخرةً، شعرًا وخطابةً، عدد حروفها الهجائية ٢٨ حرفًا وقد أضافوا عليها أ لتصبح ٢٩ حرفًا وكادت أن تصبح ثلاثين حرفًا لولا أن حرف” ّ” الشدة حرف خفي”.
تابع: “عدد حروفها الأصلية ٢٢ حرفًا وقد أضاف عليها العرب ٦ أحرف وهي:(ث، ذ، ز، خ، ض، غ) وسميت هذه الأحرف بالروادف. وختم حسامي بأن اللغة العربية من أجمل لغات العالم هي اللغة الرسمية في ٢٦ دولة”.
د. جان توما: “اللغة عباءة الروح تقيها برد العولمة”
بعد ذلك تكلم د. جان توما معتبرًا أنه “في اليوم العالمي للغة العربية، نقف موقف الناظر إلى حيويتها في مواجهة التحديات العالمية التي نواجهها، ليست المشكلة في اللغة العربية بل في الناطقين بها، اللذين يعرقلون حركة مواكبتها للتغيرات الحاصلة في العالم، أقله على الصعيد التقني وتواعبه، فيستخدمون المصطلح العربي بالأجنبي، فيما لا يكل الباحثون الغربيون عن البحث في قاموسٍ عربيّ لغةً وعادات، وهذا كان واضح في تداعيات دورة كأس العالم حيث انصرف الغربيون إلى دراسة المجتمع العربي في كل تجلياته وتداعياته، فكما جاءت الرمزية في المبايعة الرياضية بالعباءة العربية تقديرًا ورسالةً، فإن اللغة هي عباءة الروح فيها دفء تراثنا في رد برد العولمة الكاسحة الماسحة ترجمةً وتعبيرًا”.
أضاف: “العربية ليست مجرد تراث بل مسرى حياة، تعبر فيها الأبجدية عن واقعيتها ما يدعو العاملين باللغة إلى التمسك بحلم عربي في وحدة النطق والتعبير واللسان”.
د. عماد غنوم
ختم د. عماد غنوم الندوة بكلمة مما جاء فيها: “اللغة هي وسيلة لنقل المعلومات والمعارف وقد جاء في عرف علماء اللسان هي المرجعية التثقيفية لتبادل المعلومات في المجتمع”.
أضاف: “تعقيبًا على ما ختم به د. جان عن أهمية تطوير المناهج التعليمية، نحن نفتقر إلى الوسائل والوسائط التعليمية التي يستعملها المعلم أثناء عملية التعليم، وكذلك نفتقر إلى المواطنية لمناهج شبه موحدة بين جميع المدارس والجامعات، وزارة التربية من خلال المناهج تسعى لأن تنتج جيل من النتعلمين “صنّاع التغيير” والتغيير يبدأ من صناعة المحتوى، التغيير يبدأ من طالب قادر على الإبداع، وذلك يعود بالمسؤولية على دور المعلم، واستعماله للوسائط ولا ننكر أن سوء الأوضاع و”كورونا” أثرت بشكل سلبي على استعمال الوسائط، وندعو الله أن تعود الأمور إلى نصابها”.
مداخلات
بعد ذلك كانت مداخلات من الحضور وأسئلة حول تطوير المناهج التعليمية، لتواكب حركة التطور الحاصلة عالمياً.