أَلمُرَبِّي القِدِّيس!

 

 

(تَحِيَّةٌ إِلى القِدِّيْسِ Marcellin de champagnat ،

شَفِيعِ مَدرَسَتِي الحَبِيبَةِ الشانفِيل، مع أَمَلٍ أَن يَشفَعَ لُبنانَ بِرَحمَتِهِ الواسِعَة)

 

أَعطَيتَنا… فَإِلَيكَ، مِنَّا، ما تَشاءْ       يا مَنْ بَذَرتَ بِدَربِنا حَبَّ السَّماءْ

ونَثَرتَ فِينا مِنْ شُعاعِكَ ما جَلا        عَنَّا الظَّلامَ، وما هَدانا لِلضِّياءْ

إِمَّا اكفَهَرَّ الدَّهرُ نَأوِي خُشَّعًا      لِظِلالِ قَولِكَ، نَستَشِفُّ سَنا الرَّجاءْ

وتَعُودُ تَغمُرُنا المُنَى فَنُضِيئُها ــــــــــ الحَلَكاتِ لا نَخشَى نَذِيرًا، أَو بَلاءْ

قِدِّيسُ… أُعضُدنا فَنَبقَى قُدوَةً         لِلخَلقِ في دُنيا يَعُمُّ بِها الرِّياءْ

يا مَنْ عَبَرتَ كَما الرَّبِيعُ فَما سِوَى  الأَطيابِ بَينَ رُبُوعِنا، ومَدَى العَراءْ

سِرنا بِدَربِكَ شُمَّخًا، لا نَلتَوِي         إِمَّا دَهَى خَطْبٌ، ولا نَرضَى انحِناءْ

نادَيتَنا… ها نَحنُ حَولَكَ أَذْرُعٌ          أَصلابُ، تَشفِي، بِالمَحَبَّةِ، كُلَّ داءْ

وبِنا الجَوارِحُ، مِلؤُها أَشواقُنا،         وعلى الشِّفاهِ تَغِيمُ أَخْيِلَةُ الدُّعاءْ

نَمشِي فَنَرقَى في وَصاياكَ الَّتِي          حَمَّلتَنا زادًا يَقِينا مِنْ عَياءْ

قِدِّيسُ… أَلهِمنا صَلاحَ مَسِيرِنا         فَالأُفْقُ يَكلَحُ، والزَّمانُ إِلى شَقاءْ

لَبَّيكَ… خَلفَكَ مَنْ تَسامَتْ رايَةٌ         بِزُنُودِهِم، وقُلُوبُهُم رَعَتِ النِّداءْ

هَذِي الصُّرُوحُ بَنَيتَها أَفَما تَرَى         أَدراجَها تَسمُو، وتَشمَخُ في الفَضاءْ

أَبناؤُكَ الصِّيدُ انبَرَوْا يُعلُونَها         قِبَبًا على قِبَبٍ، وأَبراجًا تُضاءْ

وكما الرُّعاةُ، إِلى مَراعِي الخِصْبِ قد         قادُوا القَطِيعَ، فَما تَعَثَّرَ في الأَداءْ

صانُوا رِياضَكَ بِالرُّمُوشِ فَما بِها         إِلَّا يَنِيعٌ بَينَ أَظلالٍ وماءْ

وإِذا المَواكِبُ مِنْ حِماها تَغتَذِي          عِلْمًا سَنِيًّا، ثُمَّ تَنشُرُهُ عَطاءْ

قِدِّيْسَنا… نَرنُو إلَيكَ اليَومَ، في         ذِكراكَ، والأَرواحُ يُسكِرُها الوَفاءْ

نَصبُو، على عُجْبٍ، لِدَرْبٍ سِرتَها         وسَفَحتَ فِيها العُمْرَ مِنْ غَيرِ انكِفاءْ

طِيْبًا نَفَحتَ إِهابَنا أَفَهَل سِوَى         بِالطِّيْبِ يَنضَحُ، إِذ مَلَأتَ بِهِ، الإِناءْ؟!

سَدِّدْ خُطانا، مِنْ عُلاكَ، نَضُنُّ أَن         يَخفَى المَزارُ، وأَنْ نَعُودَ إِلى وَراءْ

واغفِرْ لَنا زَلَّاتِنا فَالنَّفْسُ قد         تَكْبُو، وذاكَ الطِّيْنُ تَحكُمُهُ دِماءْ

عَهْدًا سَنَبقَى ما أَرَدتَ لَنا ولَن         تَندَى الجِباهُ سِوَى جُمانٍ مِنْ إباءْ

ولسَوفَ نَبقَى قِبلَةً، بِصَفائِنا،          وعلى مَدَى الأَيَّامِ، نَبْعًا لِلظِّماءْ

فَنُعِيدُها الوَزَنَاتِ أَضعافًا فَما         نَلقَى المَلامَةَ، مِنكَ، في يَومِ اللِّقاءْ

ويَقُولُ مَنْ شَهِدُوا لَهَذِي أَوجُهٌ،         مِنْ نُوْرِ ذاكَ الوَجهِ، شَعَّت بِالسَّناءْ!

اترك رد