محمد. ع. درويش
افتتح الملتقى الثامن لـ”الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال”، بعنوان: “استراتيجيات الإعلام والإتصال في الحروب الراهنة من الحرب الناعمة إلى المواجهة العسكرية”، في كلية الاعلام والتوثيق المشاركة في الملتقى، ورعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران وحضوره ومدير كلية الاعلام الدكتور رامي نجم، رئيسة الرابطة الدكتورة مي العبدالله واعضاء الرابطة ورئيس جامعة السليمانية رضا حسن حسين وحشد من اساتذة الجامعة.
قطب
بعد النشيدين الوطني والجامعة وكلمة للدكتورة منى طوق، تحدث نائب رئيس الرابطة هيثم قطب، فأعرب عن سعادته لانعقاد اللقاء “على الرغم من كل الظروف”، كما اعرب عن اسفه “لعوده الحرب ولغه المواجهات العسكرية التي كنا نعتقد انها سوف تندثر الى غير رجعة”، واكد انه “لا بد للرابطة ان تجمع هذه الثلة من الباحثين للتداول في المستجدات الراهنة العالمية ليدلو كل بدلوه للخروج بتوصيات تهمنا جميعا في عالمنا العربي والشكر لرئيس الجامعة اللبنانية والقيمين”.
العبدالله
والقت الدكتورة العبدالله كلمة، رأت فيها انه “في هذه الأوقات اللبنانية والعالمية المضطربة يبقى هذا اللقاء كسابقه انتصارا جديدا على اليأس وشعلة نور في العتمة الرمادية. بعد 8 سنوات من العمل البحثي الفريقي تحت مظلة شبكتنا العلمية، علينا أن نتوقف من جديد ونفكر في دوافع جديدة تتكيف مع عالم مزدحم بالأزمات والحروب على أنواعها. لقد أصبح التواصل بالوسائط الرقمية عنصرا مركزيا في الحياة الجماعية ومعيارًا حيويًا وحاسما لتحديد مصير البشرية جمعاء. وقد طرأت، جراء ذلك، على مجالنا البحثي الحديث مواضيع ومحاور وإشكاليات جديدة مرتبطة بالاتصال والحوكمة السياسية، والمواطنة الديموقراطية والتشاركية والوظيفة الرمزية الاجتماعية لوسائل الاعلام والاتصال الحديثة لا سيما في أوقات الحروب والأزمات. من هنا اخترنا لملتقانا الثامن عنوانا يعبر عن الواقع الراهن وأهم رهانته وهو استراتيجيات الإعلام والاتصال في الحروب الراهنة من الحرب الناعمة إلى المواجهة العسكرية”.
وقالت: “بات دعاة السلام يؤمنون أكثر من أي وقت مضى بالوظيفة الاجتماعية الرمزية لوسائل الإعلام والاتصال، التي لا تنحصر في القيام بفعل الإخبار، بل في إعطاء معنى للعالم المحيط بالناس. إذ يقتضي إعطاء المعنى الأخذ بعين الاعتبار إنعكاسات كل فعل إعلامي واتصالي، ومدى مساهمته في إحداث أثر إيجابي في المجتمع. وهذا ما يجعل من الصحافي فاعلاً اجتماعياً، وليس مجرد شاهد على الأحداث. ويحذَر الباحثون من مخاطر انخراط وسائل الإعلام والاتصال في ممارسة التضليل خلال الأزمات والحروب خاصة، وترويج الإشاعات، وتغذية الجهل والأحكام المسبقة، في عالم يشهد الكثير من التغيرات ومنطقة تحفل بالنزاعات والمخاطر على جميع الأصعدة. كما لا ينبغي إغفال الواقع الجديد لحركة المعلومات في زمن الحروب والأزمات، التي عرفت انفجاراً غير مسبوق قلب حقائق حقبة التسعينيات. فتطور تكنلوجيا المعلومات وظهور شبكة الانترت، وانتشار وسائط التواصل الاجتماعي خلق عالماً جديداً حافلاً بفيض بالمعلومات والأفكار، كسر احتكار وسائل الإعلام التقليدية لمصادر الخبر، حيث أصبح المواطن الحائز على الوسيط التكنولوجي المعلوماتي (هاتف جوال، أو حاسوب..) له دور الفاعل المساهم في صناعة الخبر، وبالتالي في التأثير في الرأي العام. هذا الواقع الجديد، بقدر ما يعقَد الرهان على وسائل الإعلام والاتصال، يفتح المجالَ لمهام وفرص جديدة ترتسم أمام الجهات الدولية والمحلية المعنية بصناعة السلام العالمي. وتعتبر المعلومات الموجهة لعامة الناس متغيرًا مهمًا، بل وحيويًا بالنسبة للجيوش وإدارات النزاعات. في رأي دونالد رامسفيلد نفسه، النضال ليس فقط ساحة المعركة، ولا يمكن كسبه أو خسارته إلا في محكمة الرأي العام”.
اضافت: “نصل إلى مؤتمرنا السنوي الثامن ونذكّر أن الرابطة قد نشأت في نيسان 2014 كشبكة عربية للباحثين في علوم الاعلام والاتصال يتواصلون من خلالها ويشكلون فرقهم البحثية. كان للرابطة سبع مؤتمرات سنوية من بينها اثنان في الخارج، في جامعة مستغانم في الجزائر وفي الجامعة الأردنية في عمان. وملتقانا السادس كان بواسطة تقية زووم من بعد والسابع هنا في كلية الإعلام السنة الماضية في مثل هذا الوقت. وقد نظمت الرابطة ورش عمل عديدة في لبنان والخارج في فلسطين و قطر ومصر والأردن ودهوك… ونتيجة كل هذه النشاطات البحثية صدر للرابطة أحد عشر كتاب إلى جانب 34 عدد من مجلة الاتصال والتنمية البحثية المحكمة. شبكتنا ما زالت حية رغم كل الظروف، بل إنها أعادت إحياء قوتها الأساسية، بتفعيل دور منسقيها في كل البلاد العربية في مختلف مناطقها. أود أن أشيد هنا بجهود أعضاء الهيئة الادارية العامة الممثلة بالمنسقين في سائر الدول العربية وبأعضاء المجلس الإداري في لبنان وهنا شكر خاص لنائب الرئيس المعاون الدائم الدكتور هيثم قطب محرك الرابطة وحارسها الأمين صاحب المبادرات والأفكار الحكيمة”.
وتوجهت الدكتورة العبدالله بالشكر “لرئيس الجامعة البروفسور بدران لرعايته ملتقاننا الثامن وأتمنى له التوفيق في استمراره في قيادة السفينة رغم الرياح العاتية، ولمدير كلية الاعلام عضو الرابطة النشيط المثابر الخلوق دائما المخلص البروفسور رامي نجم الذي لا يزال يبذل كل ما باستطاعته من جهد وخدمات خدمة للمعرفة، لإنجاح هذا الملتقى السنوى العلمي الهام. كما أود أن أتوجه بالشكر لكل من ساهم في التنظيم والتنسيق والاستقبال. كل الشكر لكل أعضاء فريق العمل التقني والعلمي، ولأسرة الرابطة جمعاء، فردا فردا، ولجان التنظيم ولجنة الإعلام وكل الزملاء المشاركين بمداخلات حضوريا ومن بعد ومدراء الجلسات. يسعدني كثيرا أن نكون مجددا في ترابط فعلي، نختبره عند التجربة فتتوحد إرادتنا وقلوبنا وجهودنا في اتجاه واحد، وهذا بالتأكيد ما يساهم دائما في استمرارية الرابطة وانتشارها و ونجاحها في بلوغها أهدافها العلمية. أرحب بكم جميعا وأجدد شكري وأتمنى لكم مشاركة ومتابعة موفقة ومفيدة وممتعة لجلسات المؤتمر وآمل أن نتمكن معا من الخروج بأفكار تساهم في بناء رؤية لاستعادة دورنا المفقود والمساهمة في إحداث التأثير في بلادنا التي تمر بأصعب الأوقات… شكرا لكم”.
نجم
وكانت مداخلة للدكتور نجم رحب فيها بانعقاد اللقاء، وقال: “للاسف ما زلنا نبحث وننظر في دور وسائل الاعلام في الحروب بمختلف انواعها، ناعمة كانت ام قاسية، فالنتيجة دائما واحدة وهي موجعة ونتائجها المباشرة وغير المباشرة سلبية”، معلنا “استئناف الدروس الحضورية في الجامعة اللبنانية وكلية الاعلام بتضافر جهود الطلاب والكوادر والموظفين”.
التميمي
والقى هاشم التميمي كلمة الضيوف العرب، مهنئا بانعقاد اللقاء في بيروت، متمنيا ان “تتحول اناشيدنا الى اناشيد فرح وسلام وحب ونبتعد عن اناشيد الحروب”، وشكر الجامعة اللبنانية ورئيسها والرابطة.
بدران
ثم تحدث البروفسور بدران، فقال: “يسعدني ان ارحب بكم في الجامعة اللبنانية وفي واحدة من كلياتها المتميزة، كلية الاعلام والتوثيق التي لعبت وما تزال ادوارا هامة لخدمة وطننا ومجتمعنا من خلال شبكة واسعة من اساتذة ومتخرجين صحافيين واعلاميين. كما ارحب بالضيوف الكرام الباحثين الحاضرين والمتابعين عبر وسائل التواصل واخص ببالذكر الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم التواصل التي حققت بالتعاون مع اساتذتنا وباحثينا هذه التظاهرة العلمية البحثية”.
اضاف: “من هنا ابدأ. يعتبر البحث العلمي اساس الاكاديمية الجامعية ولا يمكن حصر مهمة الاستاذ الجامعي بالتدريس ونقل المعرفه فقط هو ملزم بانتاجها عبر البحث والابداع والنشر واغناء مختلف مجالات العلوم ذلك كان هاجسي منذ دخولي الجامعه استاذا الى اليوم ومن خلال موقعي كرئيس لها، اؤكد لكم تشجيعي ودعمي للاستاذ والباحث ولمجمل الفاعليات التي تشجع وتحث الاساتذة وطلابهم على مستوى الماستر و الدكتوراه على القيام بهذه المهمة الدقيقة. كما اؤكد لكم انني بصدد رصد المبالغ الضرورية لزيادة التمويل للبحث العلمي في الجامعة كاولوية ضمن مهامي وذلك رغم ظروف التقشف الحاد بسبب الاوضاع المالية التي يمر بها بلدنا”.
وتابع: “بالعودة الى عنوان هذا الملتقى: استراتيجيات الاعلام والاتصال في الحروب الراهينة من الحرب الناعمة الى المواجهة العسكرية، لقد رأيت فيه عمقا وهو يحتاج لاكثر من متخصص في اكثر من مجال وهذا ما اثار في حشرية علمية طالما يحتاجها البحث للانطلاق. مع جائحة كورونا وجدت الجامعة نفسها في خط الدفاع الاول عن المجتمع، لقد خاضت مواجهة مباشرة مع الجائحة عبر الكشف والتطعيم والاعلام. كنا بحاجة للقوة الناعمة التي كنتم جنودها لنصل الى الناس وننشر التوعية عبر وسائل الاعلام، كذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وثمن بدران عاليا “انخراط الاعلام في عملية ابعاد الكوارث عن شعبنا وقد نجحنا بذلك مثلنا مثل الدول المتقدمة في العالم وكنتم شركاء في هذا النجاح عبر محاربتكم الافكار غير العلمية والشائعات التي كانت تهول على الناس او تستخف بالوباء لدرجة الاستهتار، تلك هي القوة الناعمة التي استعملت في محاربة الوباء الى جانب قوة مواجهة القاسية التي تحملها اطباؤنا وباحثونا وطلابنا”.
واردف: “في العالم يستحضرني دور الاعلام والتواصل في معارك ذات ابعاد دوليه في طليعاتها اطلاق ما يسمى بالجيوش الالكترونية عبر مواقع تستحدث لغايات تعبوية او استخباراتية او عبر حجب العديد من المواقع دون النظر الى اهميه الدور الذي يلعبه صاحبها كموقع رئيس دولة او كما حصل في اوروبا مؤخرا بتبادل حجب العديد من المواقع ووسائل التواصل في حرب الروسية الاوكرانية”.
ولفت الى ان “موجات اذاعة لندن في الحرب العالمية الثانية شكلت خطرا على المانيا كان يعادل او يتفوق على خطر موجات الطائرات الالمانية المغيرة على لندن، لدرجة ان الالمان اخذوا قرارا باعدام من يضبط متلبسا بالاستماع الى الـ”بي بي سي”، كما نعلم جميعا الدوري الحاسم الذي لعبته الاذاعة نفسها في تعبيد الطريق امام الجنرال ديغول ليعود منتصرا الى وطنه فرنسا. هذه الامثله وغيرها والعديد يوضح لنا اهمية دور الاعلام و التواصل في تحقيق تحولات مجتمعية داخل الاوطان وعالمية تتجاوز حدود اي بلد. من هنا اشدد على ضرورة الاستمرار في نهج البحث العلمي في كلية الاعلام والتوفيق واشتراك باحثين في العلوم الاجتماعية والاداب وغيره، في اجراء الابحاث المتعددات الاختصاصات والتي تواجه المشاكل اليومية التي يمكن ان يمر بها المجتمع او الوطن”.
وختم بدران شاكرا “للرابطة والكلية ولكل من ساهم في التحضير لهذا اللقاء وانجاحه، واتمنى ان يسفر عن توصيات تستطيع الاستفادة منها بتعزيز الحيوي العلمي البحثية في جامعتنا ومجتمعنا على مجالنا البحثي الحديث مواضيع ومحاور وإشكاليات جديدة مرتبطة بالاتصال والحوكمة السياسية والمواطنة الديموقراطية والتشاركية والوظيفة الرمزية الاجتماعية لوسائل الاعلام والاتصال الحديثة لا سيما في أوقات الحروب والأزمات”.