أكبُر … وتكبُر الذكرى…

 

 

  الأديبة سمية تكجي

 

أمام  المرآة

لم أكن أدري أن معركة طاحنة تدور رحاها على راسي … كل يوم أصحو و أرى أن الجيش الأبيض ربح  جولة إضافية و مزيدا من الأرض … رأسي كل يوم يتحول أكثر إلى مستعمرة بيضاء ….!!!

كانت جيوش الأحلام تقف  جانبا  و تنتظر …و كل مرة يعلن الجيش الأسود هزيمته ،ينتحر  البعض…حتى أصبحوا قلة …

أمام المرآة …أصابتني قشعريرة  ،  حدقتا عينيّ بدأتا  بالإتساع  رويدا رؤيدا  …!! حتى اصبحتا شاشتين  كبيرتين ، إحداهما  تعرض فيلما  مألوفا يبدأ كما كل الأفلام، بينما الأخرى تعرض فيلمها من نهايته رجوعا…..!!!

تعلقت عيناي بهذا الفيلم …و بدأت اتابعه بشغف و كان  كلما أمعن بالعودة  إلى الوراء يزداد شغفي بتفاصيله أكثر…أما  الشاشة الثانية فقد  بدأ الأطفال و الصبية يأتون تباعا و يأخذون أمكنتهم أمامها  بعضهم ، يبقى و آخرون ينصرفون بعد أن يشعروا بالملل…!!!

انا مستغرقة بكل حواسي … إلى أن أحسست بأحد من ورائي يمسك بفستاني و يشده التفت و كأنني استيقظ لتوي من حلم طويل …

و إذا بحفيدتي تسألني : هل ستصحبينني غدا إلى الحديقة …؟

 

اترك رد