تحقيق علي داود
“الجفت” مادة تستخرج من الزيتون بعد عصره. ومن المعروف لدى المزارعين ان الزيتون يحتوي على 20 في المئة من الزيت و40 في المئة من “الجفت”، و40 في المئة من المياه. والجفت يبقى لدى صاحب المعصرة الذي يعتبر ربحا له ويقوم بتصنيعه وتحويله بواسطة مكبس خاص الى أشكال اسطوانية ويعرضه امام المعصرة لبيعه. ويقارب سعر الطن الـ200 دولار وهو يستخدم للتدفئة في فصل الشتاء وهو سريع الاشتعال ويستديم في المدفأة وينتج عنه لهيب يعطي دفئا للمنزل بكامله وهو مطلوب في المناطق الجبلية العالية في لبنان التي تشهد برودة قاسية في فصل الشتاء وثلوجا. ويبقى الجفت من أرخص مواد التدفئة كالمازوت والغاز والحطب.
وشرح نائب رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في يحمر وعضو بلديتها الناشط الزراعي في البلدة المهندس ناصر حسن علي عليق أهمية الجفت فقال: “إن الزيتون يتكون من 3 عناصر وهي الزيت والماء والجفت، الماء 40 بالمئة والزيت 20 بالمئة والجفت 40 بالمئة وهي كمية عالية جدا ويستفاد منها. بعض معاصر زيت الزيتون لديها مكابس تكبس بها الجفت وتحوله الى اسطوانات للتدفئة طولها 30 سنتمترا وقطرها 15 سنتمترا، ويبقى نسبة متدنية من الزيت في الجفت تساهم في اشتعاله بقوة في المدفأة وهو اقل سعرا من المحروقات ويخفف عبئا على المزارعين والمستهلكين لأنه مادة محلية وغير مستوردة كالغاز والمازوت. الجفت منتج محلي يدعم المزارع والاقتصاد اللبناني وهو يعتبر قوة اقتصادية لأصحاب المعاصر وأصحاب كروم الزيتون واصبح هناك مكابس متخصصة لتصنيع الجفت”.
قرة علي
وقال المهندس الزراعي علي محمد قرة علي: “إن الجفت وبعد كبسه بحاجه الى 20 يوما لتجفيفه حتى يصبح سريع الاشتعال في المدفأة. والقطعة الواحدة وزنها كيلوغرام واحد وتستمر في الاشتعال نحو ساعة خلال التدفئة وسعره يتعلق بسعر المازوت الذي يحتاج اليه المكبس. وهناك ازدياد للطلب عليه مقارنة بسعر المازوت والحطب الذي ارتفع سعرهما. ويطلب الجفت من المناطق الجبلية العالية التي تشهد برودة وصقيعا خلال الشتاء. وارتفع سعر طن الجفت هذه السنة لازدياد الطلب عليه وارتفاع أسعار الايدي العاملة على تصنيعه كمنتج وطني محلي وبعد ارتفاع أسعار الحطب والمازوت وهو متوفر في العديد من المعاصر الجنوبية.
وقال محمد قرة علي وهو يدير معصرة في يحمر ان “الجفت يعتبر ربحا لصاحب المعصرة وهو متوافر لدينا ونتساهل في بيعه لمن يقصدنا ونقوم بتحويله الى اسطوانات ذات جودة عالية ومن يقصدنا هم سكان من جبل لبنان تشهد مناطقهم في الشتاء بردا قاسيا ويقومون بتموينه كمادة للتدفئة لا رائحة لها كالمازوت او الحطب او الغاز. وإنتاج الجفت هذه السنة ممتاز لأن انتاج الزيتون وفير”.
***
*الوكالة الوطنية للإعلام