من ذكريات الكاتب المسرحي  المصري السيد حافظ: أخلاقي العبيطة..

 

عندما كنت أعمل مدققا لغويا في مؤسسة الصدى قال لي عمر بسيسو الصحفي الفلسطينى القدير .. أنا عارف أن مكانك مش التدقيق وحاكلم رئيس التحرير استاذ سيف المرى أنك المفروض تمسك مدير تحرير مجلة دبي الثقافية.

قلت له: لا اللي ماسكها ناصر عراق مخرج صحفي مصرى شاطر في الاخراج وشاطر في الشر أكتر.

قال لي: بس أنت مثقف اكبر وحتعمل شيء مميز.

قلت له: لا ارجوك..

وأراد الله أن يكرمنى وعينني الاستاذ سيف مديرا لتحرير مجلة الشاشة وسعيت بأن تكون غير عادية .. فغار عمر بسيسو واتفق مع ناصر عراق المصري وقالوا لرئيس التحرير إن زوجتى ليست مريضة وإنني اقترضت من المؤسسة مبلغا خداعا ..

وطردت من المؤسسة بكذبة ..

والسؤال لو أني وافقت عمرو بسيسو وتآمرت على ناصر عراق ومسكت دبي الثقافية ماذا كان سيحدث ؟؟

الإجابة: اقسم بالله أني كنت سأموت حزنا..

نعم بكيت عندما كنت طالبا في الثانوية وأنا أرى جموع الجهلاء من المصريين يحرقون المكتبة الامريكية في الاسكندرية  عام 1967.

وبكيت عندما قرأت وأنا طالب في الجامعة أن المسيحيين المصريين حرقوا مكتبة الاسكندرية واتهموها بكتب الهرطقة (الفلسفة )..

وبكيت عندما قرأت أن عمرو بن العاص حرق مكتبة الاسكندرية بعد ذلك بنفس الحجة.

وبكيت عندما قرأت أن المغول حرقوا مكتبة بغداد..

وبكيت عندما قرأت أن صلاح الدين الايوبي حرق مكتبة الحكمة للفاطميين 5سنوات بحجة بها كتب شيعية.

وبكيت عندما حرق الامريكان مكتبة بغداد في حرب العراق على صدام.

وبكيت عندما حرق القذافي ملايين الكتب في الثمانينات.

وبكيت عندما علمت أن ورثة محمود تيمور القوا بمكتبته رابع يوم من الوفاة.

وبكيت عندما علمت أن اولاد المرحوم ( بعد 6 شهور) اخي الدكتور رمضان حافظ العالِم ارسلوا بكتبه وابحاثه واوراقه الى جمعية رسالة حتى تهرسها في المصنع ويصنع منها ورق كلينكس ويضيع تراثه وفكره الاسلامى على الرغم أني اخبرتهم بأهميتها .

اترك رد