دونها الكاتب والأديب/ عبدالله مهدي
(رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ، ونائب رئيس النقابة الفرعية لاتحاد كتاب الشرقية ومدن القناة وسيناء … كاتب مسرحى وقاص، وباحث في الموروث ولي اجتهادات نقدية)
برعاية ميمونة من الأستاذ الدكتور علاء عبدالهادي “رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب ..
تجلت عبقرية وعراقة العسكرية المصرية، في كل فعاليات ندوتنا الفريدة في كل مفرداتها …
فقد بدأت الندوة بترحيب من الكاتب عبدالله مهدى بالحضور، وضيف الندوة ومتحدثها الباحث التاريخى والمبدع والإعلامي محمد جراح..
كما تحدث عبدالله قائلا؛ نحن أمة ٱمنت بأن العيش السعيد لا يتأتى إلا في ظل النصر، وأكد على الصلة الوثيقة بين الجيش وتاريخ الوطن، فقد عاشت مصر أمة مستقلة ذات سيادة، بفضل زعمائها وجيشها وجهود شعبها النابض ..
فقد نسج الجندي المصري لوادي النيل تاريخا من أجل تواريخ الأمم على الإطلاق ، وخلف تراثا سيظل معينا للفخار على مر السنين ..
وبنبرة من العزة والشموخ تحدث الكاتب عبدالله مهدى .. على سمو الجيش المصري ورقيه قائلا : لقد تدفقت الجيوش المصرية رافعة علم مصر الخالد … لا تستحثها رغبة التوسع على حساب الٱخرين ، ولا تلهبها سياط السوء للاعتداء على المجاورين … فالمصريون في شتى حروبهم كانوا دائبين للوصول إلى حدودهم الطبيعية ليأمنوا غزوات المعتدين أو من أجل الدفاع عن حليف …
وقد استفاض ضيف ندوتنا الباحث التاريخى والمبدع والإعلامى محمد جراح .. مدللا على عراقة العسكرية المصرية وتميزها فتوقف مع:
# حروب عصر الأسرات والدولة القديمة :
- حروب ملوك الأسرتين الأولى والثانية : والتى دارت في نطاق حملات تأديب ضد البدو الرحل سواء في سيناء والواحات أو الصحراء الليبية والنوبة ، وأكد جراح بأن الثابت من معلومات حتى الٱن أنه لم تكن هناك حروب كبرى بين مصر وغيرها من دول وممالك الشرق القديم، كما حدث في فترات لاحقة من مسيرة مصر الحضارية …
# حروب الدولة القديمة :
أوضح المتحدث الباحث محمد الجراح ، بأن عصر الدولة القديمة يبدأ بالأسرة الثالثة والتي لم يكن في عصرها حروب كبرى لا على المستوى الخارجى ولا على المستوى الداخلى، ففي الداخل كانت الأمور مستقرة إلى حد كبير بفضل مجهودات ملوك تلك الفترة، الذين أرسوا نظاما متماسكا لدولة متكاملة الأطر والأركان ، كما لم تسجل اضطرابات أو منازعات …
أما المستوى الخارجى فلم تكن هناك قوى إقليمية منافسة تنازع مصر قوتها وحضارتها، اللهم إلا تلك الأقوام التي كانت تحاول الدخول للأرض المصرية من أجل الكلأ والمأكل من البدو شرقا أو غربا ، أو حالات عصيان من جانب سكان النوبة ، وهذه كلها تعتبر حالات محدودة ، ومن ثم فقد اقتصرت كل الأعمال العسكرية وقتئذ على حملات متعددة لتأديب أمثال أولئك الطامعين أو العصاة …
-ففي عصر الأسرة الثالثة: كانت هناك حملات ضد البدو عموما ، وأيضا في جنوب فلسطين وفي النوبة..
-وقد أرسل في عصر الأسرة الرابعة الملك ” سنفرو ” حملة بحرية لموانئ سوريا ، كما أرسل حملة أخرى إلى سيناء لجلب المعادن، كما حارب جنوده أقواما من الساميين …
-وفي عهد الملك ” أوسركاف والملك ساحورع ” خرجت من مصر عدة حملات عسكرية وتجارية، فقد أرسل أوسر كاف حملة إلى بلاد بونت وشواطئ عدن، أما الملك ساحورع فقد أرسل حملات مشابهة إلى الشام وفينيقيا وبلادبونت ..
-وفي عهد الملك “بيبي” (الأسرة السادسة) الذى أرسل حملات عسكرية ضد الأسيويين بقيادة “وني”، وتعد حملة “وني” إلى فلسطين الأولى من نوعها في تاريخ مصر، التى اشترك فيها كل من الجيش البري والأسطول، حيث أستخدم الأسطول في نقل المؤن وبعض العتاد توفيرا للوقت والنفقات…
أشهر القادة المحاربين في عصر
الأسرات والدولة القديمة
توقف المتحدث “محمد جراح” مع بعض القادة الأفذاذ في تلك الحقبة التاريخية من تاريخ الوطن فذكر:
-الملك مينا:
يعتبر المؤرخون الملك “نعرمر” هو أول ملوك التأسيس، أي أنه الملك الذى استطاع إرساء الوحدة، ومن الممكن أن يكون هو ذاته “مينا” الذى عده المصريون القدماء أول ملوكهم ، وكانو يتبركون به، ويضعون اسمه على جعارينهم، وكانت لهذا الملك محبة مصحوبة بمهابة في قلوب المصريين، ومن هنا بجله الذين خلفوه، حتى تطور الأمر، ووصل لحد تأليهه أو تقديسه واستمرت عبادته فترة طوية من الزمن …
-وني:
قائد عسكرى وأحد رجالات السياسة المحنكين، ذاعت شهرته في عهد الملك بيبي الأول من الأسرة السادسة وقد قاد حملات موفقة إلى فلسطين والنوبة ..
-بي نخت:
ذاعت شهرته أيام حكم الملك ” بيبي الثانى ” ومما يذكر عنه أنه قاد حملة لتأديب الخارجين عن طوع الدولة من أهالى “واوات” و”النوبة السفلى” كما قاد حملة لتأديب بدو الصحراء الشرقية، ومن ٱثاره مقبرته الموجودة في الجانب الغربى من نيل أسوان ..
-حرخوف:
من القادة الذين برزوا أيام الدولة القديمة ، وقد قاد أربع حملات إلى النوبة ، أشهرها الرحلة الثالثة ، ، وقد دون أخبار رحلة قام بها على جدران مقبرته غرب النيل بأسوان ….