شرفة  الدعاء لتجار  السوق المصري في اسطنبول

 

 

 

هشام طالب

 

كثيرون من السياح العرب والأجانب الذين يزورون اسطنبول في قسمها الأوروبي، تستهويهم مشاهدة السوق المصري في منطقة أمينونو، لتميزه عن سائر أسواق المدينة بقبابه  العالية والمزدانة بنقوش ملونة، تلفت الانتبا.

السوق الذي يفتح أبوابه الستة في الساعة الثامنة صباحا، ليستقبل آلاف الزائرين، يغلق أبوابه في الساعة السابعة والنصف مساء .. ولا يفتح في الأعياد الدينية.

منذ الصباح يقوم تجار السوق بفتح محلاتهم وعرض بضائعهم بأسلوب يجذب الزبائن ليشتروا ما يحلو لهم من أطايب الحلويات التركية وأصناف العسل والملبن  وراحة الحلقوم والقهوة التركية الشهيرة وأنواع  كثيرة من التوابل والأعشاب الطبية اليابسة والفواكه المجففة.

يمكن لزائر السوق المصري، أن يختار ما يشاء من الملابس التراثية والمعاصرة  والهدايا التذكارية وأنواع  البخور ومعدات استعماله، وكذلك متاجر الذهب والفضة والحلي المزخرفة.

الباعة في هذا السوق، يجذبون المتسوقين بأساليبهم المحببة، عندما يتكلمون بالتركية والعربية والإنكليزية، وهم يقدمون للمارة حلويات الضيافة.

الازدحام اليومي في السوق المصري، يكون آمنا للزائرين بنسبة عالية، ويمكن تمضية نهار كامل في السوق المصري والأسواق التي تليه،  بسبب كثرة البضائع وتنوعها،  وبسبب وجود المطاعم التي تقدم المأكولات التركية التقليدية التي يقبل عليها الناس بكثرة، وعليك في بعض الأحيان الانتظار قليلا كي يفرغ لك مكان تجلس فيه أنت ومن معك .

شرفة الدعاء

ما لفت انتباهي وأنا أنتظر زوجتي وابنتي وهما  في داخل متجر للذهب، أن أمامي درج  صغير  محاط بسور زجاجي، يصعد إلى شرفة متقنة الصنع، فيها مقصورة ، يصعد اليها كل صباح شخص يؤذن ويدعو  لأصحاب المحلات  بأن يوفقهم الله في أعمالهم وتجارتهم وأن يحقق لهم  أرزاقهم بالحلال.

هذه الشرفة تطل على السوق المصري من جهتين، أي أنها تقف على زاوية حرف L، لأن السوق المصري يأخذ شكل هذا الحرف..

وهذه الزاوية تعرف باسم ساحة الدعاء أو قصر الدعاء، وبها يتميز السوق المصري عن غيره من الأسواق.

الّلوحة التي تتحدث عن شرفة الدعاء، مكتوبة بعدة لغات منها اللغة العربية.

تاريخ بناء السوق

يعود تاريخ بناء السوق المصري الى عهد السلطان مراد الثالث  عام 1597، وقد أمرت ببنائه السلطانة خديجة، وقيل ان مكانه كان يوجد سوق بيزنطي  يدعى “سوق ماركوانفالوس”.

سمي  سوق مصر،لأنه بني من الضرائب التي كانت تحبو من القاهرة، وقيل لأن التجار الأتراك كانوا يجلبون بضائعهم الأساسية من مصر .

اترك رد