جميل الدويهي: لو رحلتُ

 

ما زلتُ أسأل: أين الوردُ والعبقُ؟

لمّا تغيب، فلَيلي كلّه أرقُ

كانت هنا ضحكة منّا، فكيف مضتُ

والشعر صار كئيباً، ما له عمُقُ؟…

قد حدّثتني كثيراً عن غرابتنا

وكيف ضاعت بنا الشطآن والأفقُ…

كطائرٍ كنت، مأسورٍ على يدها

والحارسانِ عليّ الرمشُ والحلقُ…

وكنت أسرق تفّاحاً، فتمنعني…

والجائعون لهم عفوٌ إذا سرقوا؟

وصدرٌها الخيل والبيداء ما اتّسعت

كادت من المخمل الكحليّ تنزلقّ…

وخصرها مثل موسيقى،  فكيف يدِي

بعيدة عنه، حتّّى كدت أختنقُ؟

ولم أكن مرّة نقشاً على حجرٍ

ولست أوّلَ مَن في الناس قد عشِقوا…

يا مَن يحبّونَ، قولوا كيف أكرهها؟

وكيف أشعل أوراقي، وأحترقُ؟

وأمس أهديتها من ثروتي ذهباً

وقبّلتُني، فكيف اليومَ نفترقُ؟

أصير لو رحلت ظلّاّ بلا جسدي

فليس يبقى معي من بعدها رمقُ.

اترك رد