حَسناءُ… ما لَكِ في خُضُوعِي، والطَّعْنِ في قَلبِي الوَجِيعِ؟!
أَنا مَن حَمَلتُكِ في الحَشَى، دِفْئًا يُذَوِّبُ مِن صَقِيعِي
فَمَضَت لَيالِينا كَأَنْ حُلْمٌ يُدَغدِغُ في الهُجُوعِ
وغَدَت رِياضُ وِدادِنا تَختالُ بِالثَّمَرِ اليَنِيعِ
فَإِذا الأَقاحُ تُطِلُّ في شَوْقٍ، وتَعبَقُ في رُبُوعِي
وإِذا الدُّرُوبُ مَشاتِلُ الأَطيابِ، في صَدرِي الوَدِيعِ!
***
واليَومَ آتِي، في جَناحِ الشَّوقِ، أَهتِفُ في رُجُوعِي
ويَزِيدُ وَجدِي، والجِمارُ مَدَى الجَوانِحِ والنَّجِيعِ(1)
والجُوعُ يَأكُلُنِي لِذاكَ العَهْدِ مِن زَمَنٍ بَدِيعِ
هَيَّا خُذِي مِنِّي الهُيامَ يَؤُجُّ في صَدرِي وجُوعِي
وتَمَتَّعِي بِالزَّهرِ فَوَّاحًا، فَيَحلَولَى رَبِيعِي
فَتَشُكُّ في صِدْقِي، وفي أَلَمِي، وتَطفِئُ لِي شُمُوعيِ
وتَمُدُّ إِصبَعَها إِلى جُرحِي، لِتُوقِنَ مِن وُلُوعِي
يا حُلوَتِي طالَ الغِوَى، وتَمَزَّقَت عَنِّي قُلُوعِي
أَرَمَيتِ، يا «تُوما»(2)، لِجَسِّ مَواجِعِي، وَجَوَى ضُلُوعِي؟!
حَوَّاء… هل مِن ذِمَّةٍ تُرعَى لَدَيكِ، ومِن دُمُوعِ؟!
***
(1): النَّجِيعُ: دَمُ الجَوْف
(2): «أَمَّا تُوما أَحَدُ الاِثنَيْ عَشَرَ الَّذِي يُقالُ لَهُ التَّوْأَمُ فَلَم يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جاءَ
يَسُوعُ. فَقالَ لَهُ التّلامِيذُ الآخَرُون: قَد رَأَينا الرّب. فَقالَ لَهُم: إِنْ لَم أُبصِرْ
في يَدَيهِ أَثَرَ المَسامِيرِ وأَضَعْ إِصبِعِي في أَثَرِ المَسامِيرِ وأَضَعْ يَدِي فِي
جَنْبِهِ لا أُومِنْ» (إِنجِيل يُوحَنَّا، 20: 24، 25)