وَلَكِنَّهَا الأَيَّام!      

     
أَعُوْدُ إِلى الماضِي، وَقَد ذُبتُ تَحْنانا،     إِلى أَيْكِ حُبٍّ، طَالَما اخضَلَّ، أَلوانا
فَلا الأَيْكُ يَلقَانِي، كما كان، دافِئًا،          ولا الوَجْدُ يَحلُو ضَوْعُه، مِثلَما كانا

فَأَرجِعُ، والغُصَّاتُ تَجرِي لَآلِئًا،            تَراءَى، عليها، قابِلُ العُمرِ، أَشجانا
تُرَى أَينَها الغُرُّ اللَّيالِي، تَرَنَّحَت،                 كَغُصنٍ تَثَنَّاهُ النَّسِيمُ، لِمَلقانا
حَنانَيكَ، دَهرِي! لو رَفَقتَ، ولم تَجُرْ،        لَصُنْتَ هَوًى، عَفَّ المُلاءَةِ، نَديانا
وأَنقَذتَ، مِن غَدرِ البِلَى، شَوقَ أَنفُسٍ،      إِذا ما التَقَت فَالأَرضُ تَهزَجُ، أَلحانا
نَهِيمُ… ونَستَجدِي اللَّيالِي، صَفاءَها،        ونَسأَلُ! يا مَيْعَ الصِّبا، لَيتَكَ الآنَا
ولكِنَّها الأَيَّامُ، ما كَلَّ غَدْرُها،                 لَئِنْ بَسَمَت حِينًا، لَتَعبِسُ أَحيانا!

اترك رد