وحيدٌ وقد فارقتْني (شعر د. جميل الدويهي)      

 

لأمّي سكوتٌ بعيدٌ

كما يسكتُ الشمعُ حينَ الصلاةْ

وعينانِ من كلّ ماءٍ رقيقٍ

ومن أغنياتْ…

وأجملُ ما حدّثتْني به ضحكةٌ

من حريرٍ أنيقٍ

وعطْرٍ ترقرقَ من خدّها

في الدواةْ…

وهجّأتُ في حضنِها

البحرَ والشعرَ

والمعجزاتْ…

وكانت تقولُ:

اتبعوني إلى الخُبزِ

لكنّني قد أضعتُ المكانَ

وصرتُ على مركبٍ مُتْعبٍ

حيث لا شاطئٌ للنجاةْ…

وفي ذاتِ يومٍ

تخيّلتُ أنّي وحيدٌ وقد فارقتْني

فأمسكتُ ذيلَ الرداءِ الطويلِ

وحاولتُ أن أستردّ الحياةْ…

ولم يبقَ لي بعْدها

غيرُ  جرحٍ سحيقٍ

وسيفٍ عميقٍ

يحزُّ على الذكرياتْ…

اترك رد