الأديب صفاء محمد
(مصر)
غرفٌ وقصور وخيام، أنهارٌ وعيون، ثيابٌ من حرير وحليّ من ذهب، سندسٌ واستبرق، خدمٌ وولدان، حورٌ عين، خلّان وأهل، لحومٌ وفواكه ونخل ورمان، لبنٌ وعسل وخمر، آنيةٌ وكؤوس من الذهب والفضة… كل ذلك من الزينة والمتعة التي يحبها الإنسان ويسلك كل سبيل في الدنيا كي يصل إليه، وإن تغير كُنهه في الآخرة.
هذه الكتلة من الدم والجلد مرتبطة بتلك العضلة القلبية التي تتقلّب، مرتبطة بالهوى الذي نعتوه جهلًا بالحب! لذا، كل ما يحرّك النفس ليس مقتضىً للعشق، بل الهوى؛ لذلك ردّدوا شعارهم الجاهلي: “البعيد عن العين بعيد عن القلب”، لأن العين هي مسلك النفس والقلب، وهي أداة الهوى ومحرّك الشهوات والملذات.
أمّا الحب فمرتبطٌ بالرّوح، والروح غير مقيّد بمكان ولا زمان، الرّوح متحرّر من الحواس الخمس؛ فحين يعشق الروح، تتأجج نيران العشق في المُحِبّ يومًا بعد يوم، لا يرتبط ذلك باللقاء أو الفراق المادي؛ فأرواح العاشقين منصهرة للأبد.
وجنّة الرّوح هي نور وجه الله ورضاه.