مؤتمر “النهضة الاغترابية الثانية – لإبداع من أجل الحضارة والإنسان” مشروع الأديب د. جميل الدويهي أفكار اغترابية للأدب الراقي/ الورقة 29 : المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون -ديربورن أميركا: جسر ثقافي عربي

 

 

انطلق  مؤتمر “النهضة الاغترابية الثانية – لإبداع من أجل الحضارة والإنسان” الذي ينظمه  مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي-سيدني ، منتدى لقاء – لبنان، بستان الإبداع – سيدني. يصدر عن المؤتمر كتاب من جزءين او ثلاثة، يضم جميع الأوراق المشاركة، وترسل نسخ منه إلى المشاركين والمكتبات والكبرى. يعقد المؤتمر حضوريا في جلسة واحدة، فور انتهاء الأزمة الصحية، وتقرأ مختصرات الأوراق بالنيابة عن المشاركين المقيمين خارج أستراليا.

في القسم الأول من المؤتمر تم نشر عشرين ورقة لأدباء ومفكرين من لبنان وأنحاء العالم.

القسم الثاني يضم 12 ورقة، في ما يلي

الورقة 29 : المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون -ديربورن أميركا: جسر ثقافي عربي.

 

 

ليس غريباً أن تُسمّى مدينة ديربورن، في ولاية ميشيغان الأميركية، بالعاصمة اللبنانية أو حتى العربية، في الولايات المتحدة الأميركية. فقد تكون هذه المدينة، التي يتشكل غالبية سكانها من المهاجرين العرب، المدينة الأميركية الوحيدة التي لا تحتاج إلى التحدث فيها باللغة الإنجليزية من أجل قضاء حوائجك. فأينما تجولت في شوارعها تجد أسماء المحلات والمتاجر والمكاتب والعيادات الطبية والمختبرات مكتوبة أيضاً باللغة العربية. وفي ديربورن أيضاً تشعر وكأنك في قرية من قرى لبنان، أو أي بلدة عربية أخرى. فالناس هنا أحضروا معهم، من حيث هاجروا، عاداتهم وتقاليدهم ولم يتخلوا عنها، رغم مرور أكثر من قرن من الزمن على تواجدهم هنا.

مدينة ديربورن تختصر قصة نجاح المهاجرين، الذين وفدوا إليها في البدايات للعمل في مصانع فورد للسيارات. الصورة الآن باتت أوسع بكثير. وحكاية النجاحات باتت مثيرة للدهشة والإعجاب. قد يتفاجأ الزائر بالأعداد الكبيرة من الأطباء والمحامين والقضاة من أصول عربية. حتى أن معظم المستشفيات الكبيرة في المنطقة تغص بالكثير من هؤلاء الأطباء. كما قد يتفاجأ الزائر بأنه يندر وجود مؤسسة إدارية أو سياسية أو إدارة رسمية في المدينة إلا وفيها واحد أو أكثر من الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين العرب وأحفادهم. فرئيسة المجلس البلدي في ديربورن مثلاً هي من أصل لبناني. ولا يغيب عن البال أن نذكر أن المدينة أصبحت مقصداً للكثيرين ممن يتدفقون عليها من مدن وولايات أميركية أخرى ليتسوقوا من متاجرها ومحلات الحلوى اللبنانية الشهيرة، أو ليتذوقوا من مطاعمها أشهى المأكولات اللبنانية واليمنية والعراقية والسورية.

هذه المدينة، تشتهر أيضاً بالكثير من المؤسسات العربية الثقافية والدينية والإجتماعية. ومن أشهر معالمها المتحف الوطني العربي الأميركي، الذي يُعتبر المتحف العربي الوحيد في الولايات المتحدة الأميركية. ولقد بات في ديربورن معلم ثقافي آخر، إنطلق خارج حدود المدينة والبلد بكامله ليصل إلى حدود الكون القصية. إنه المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون.

هذا المركز أعلن عن ولادته قبل أكثر من أربع سنوات، وبالتحديد في العشرين من شهر نيسان (أبريل) 2017، تيمناً باليوم نفسه الذي تأسست فيه بشكل رسمي في مدينة نيويورك الرابطة القلمية، رابطة جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة… وغيرهم، وذلك سنة 1920. وكانت البدايات في إطلالات متواضعة عبر المنتدى الثقافي في ديربورن والميكروفون المفتوح في ديربورن. وبعد قمنا بتأطير هذه الأنشطة من خلال تأسيس هيئة موسعة، هي هذا المركز، الذي نحتفل اليوم بذكرى ولادته الرابعة.

المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون هيئة ثقافية عربية فاعلة، مقرها في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الأميركية. ونسعى من خلال أنشطتنا الثقافية إلى مد جسور التواصل بيننا وبين الشخصيات الفكرية والأدبية، والمنتديات والهيئات الثقافية في مختلف الدول، العربية وغير العربية، لإقامة تعاون بناء يجمعنا معاً، غايتنا الوحيدة تعزيز الثقافة العربية، وإبقاء تراثنا العربي، لغة وثقافة، حياً وفاعلاً ومؤثراً، والحفاظ على هويتنا العربية. ففي نهاية الأمر، هويتنا هي نحن. وإذا خسرناها خسرنا أنفسنا. ولا بد أن نتذكر على الدوام أنه لا يفيدنا في شيء أن نربح العالم كله ونخسر أنفسنا. إننا نعمل بجد وجهد حتى لا تنسى أجيالنا الجديدة لغتنا الأم، ونصوّب نحو تراثنا الجميل والرائع كي لا يضيع.

صحيح أننا احتفلنا قبل عدة أشهر بالذكرى السنوية الرابعة لانطلاقتنا. لكننا كبرنا كثيراً في سنوات يسيرة. وقامتنا باتت شامخة تكاد تطاول السحاب. وساعدنا في ذلك فضاء إفتراضي مفتوح، مكّننا من إنجاز ما لم يكن ممكناً، أو ما لم يخطر ببالنا من قبل. وها نحن الآن يُشار إلينا بالبنان. ولو جربتم البحث عبر محركات البحث الإلكترونية عن الرابطة القلمية أو مؤتمر وادي الحجير على سبيل المثال، لكان اسمنا في الطليعة. بحوزتنا، أيها الأحبة، آلاف عدة من تسجيلات الفيديو للأنشطة التي قمنا بها، يمكنكم مشاهدتها عبر صفحتنا في اليوتيوب أو الفايسبوك.

قبل انتشار وباء كورونا كنا ننظم نشاطاً ثقافيا وفنياً كل أول أربعاء من كل شهر، وذلك في مسرح المتحف العربي الأميركي في ديربورن. لكن الوباء، رغم أنه زعزع أركان الدنيا بأسرها، فتح لنا فضاء وسيعاً نطل به على الكون كله. وقد اتسع نشاطنا بشكل ملحوظ. إذ صرنا ننظم، إضافة إلى ندوة الأربعاء الشهرية، أمسيات شعرية وثقافية متنوعة كل يوم سبت من كل أسبوع تقريباً.

ومن الإنجازات الرائعة التي حققناها حتى الآن، أننا استطعنا تنظيم أمسيات شعرية وندوات ثقافية على الهواء مباشرة من ثماني عشرة دولة عربية هي التالية: لبنان، سوريا، فلسطين، العراق، الأردن، الكويت، المملكة العربية السعودية، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، اليمن، جمهورية مصر العربية، السودان، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، وليبيا. ولا يتبقى أمامنا لإكمال العقد العربي سوى أربع دول هي قطر وجيبوتي والصومال وجزر القمر. ونتمنى التواصل مع شعراء ومثقفين من هذه الدول. ولا ننسى أن نذكر أيضاً أننا نظمنا أمسيات شعرية مباشرة من أوستراليا.

كما أقمنا احتفاليات ثقافية في الذكرى المئوية لولادة الرابطة القلمية، والذكرى المئوية لمؤتمر وادي الحجير، وحول الشيخ خليل بزي، وفي ذكرى رحيل الفنان الياس الرحباني، وتحية حب لبيروت على أثر انفجار المرفأ فيها، وتحية حب لفلسطين وللسودان.

كما نظمنا ندوات فكرية متسلسلة تحت عنوان الهوية العربية، باللغتين العربية والإنكليزية، استضفنا فيها العشرات من المفكرين العرب في الوطن العربي وفي المهجر، أبرزهم الدكتور زيد الفضيل والبروفسور طارق العريس والدكتور طارق رمضان والدكتور مصطفى تاج الدين والأستاذ عون جابر والدكتور هاني بواردي والدكتور أحمد سالي وأحمد سعد زايد والدكتور عبد الله السيد وأسامة السبلاني .

ولعل من أبرز الشعراء والمفكرين والفنانين العرب الذين استضفناهم في نشاطاتنا نذكر: الشاعر والمفكر المغربي الدكتور محمد بنيس، الشاعر اللبناني العربي الدكتور محمد علي شمس الدين، فنان الشعب ابن البلد أحمد الزين، الشاعر السعودي الكبير جاسم الصحيح، الفنان اللبناني جورج خباز، الشاعر اليمني ياسين البكالي، المخرج الكبير روجيه عساف، والإعلامي الكبير الدكتور سامي كليب، ومن مصر الدكتور جمال مرسي، والدكتور شكري صابر، والدكتور وسام المليجي، وأماني حسان، ومن الأردن الدكتور حكمت النوايسة، والدكتورة مها العتوم، والدكتور راشد عيسى، وعلي الفاعوري، وناديا حمدان، ومن عمان عائشة السيفي، ويوسف الكمالي، ومهدي اللواتي، والدكتور مشهور العصفور، ومن استراليا الدكتور جميل الدويهي، ومريم رعيدي الدويهي، ومن تونس المنصف الوهايبي، وامال موسى، ومحمد الغزي، ومن سوريا إباء إسماعيل، ومردوك الشامي، وديمة قاسم، وحسن الراعي، وصفاء رزوق، ومن الإمارات شيخة المطيري، وأحمد محمد عبيد، ونجاة الظاهري، والدكتور طلال الجنيبي، ومن لبنان الدكتور نبيل الخطيب، والدكتور حسن بزي، ووسام شرف الدين، وكامل بزي، ورائد شرف الدين، وعدنان بيضون، وعباس الحاج أحمد، ومحمد فرحات، ومحمد البندر، وأحمد وهبي، وعلي دهيني، والدكتورة كريستين عجروش، وحنان فرفور، وأسيل سقلاوي، وسارة الزين، والدكتورة يسرى البيطار ،وحنان شرارة، وآيات جرادي، وزينب عقيل، وفاطمة الساحلي، وتنديار الجاموس، وسوسن بحمد، وهيفاء الأمين، وكميليا يوسف، ومصطفى سبيتي، وفاروق شويخ، وبلال دياب، وأنطوان سعادة، والدكتور سلطان ناصر الدين، والدكتور مهدي منصور، وحسن الرفاعي، وحسن المقداد، والدكتور داود، مهنا وفؤاد دهيني، والدكتور هاشم نور الدين، وخليل عاصي،وابراهيم شحرور، ومارون أبو شقرا، ومارون الماحولي، ونعمان الترس، والدكتور عدنان جابر، ومحمد حمود، وياسر سعد، وعلي جواد، والدكتور عباس يوسف، وعبد النبي بزي، والدكتور يحيى الشامي، والدكتور محمد مسلم جمعة، والدكتور قاسم سمحات، ووليد مرمر، والدكتور علي حسن، وعلي السيد، ومايكل إبراهيم، وزياد نصر، وناصر الحاج، وهادي الدبق، وعلي الأتات، وفيكتور غنام، ونبيل حمود، وجمال بيضون، وصبحي سعد، ومحمد شرارة، ونبيل الشعار، وحسين هاشم، وزياد عقيقي، وندى أبي حيدر طربيه، والدكتورة إنعام الأشقر، والدكتور وجيه فانوس، وعلي سليمان، والدكتورة أميرة عيسى، ومحمد الديراني وكيلدا عيد، والدكتور عماد برو، ونديم شعيب، وجوزف عون، ويوسف قانصو، ووليد مرمل، وصبحي غندور، والدكتور نسيب فواز، والدكتور كمال شهيب، والدكتور علي الطقش، ورامي كنعان، ومريم خريباني، ويوسف زرقط، وسليم علاء الدين، والدكتور علي بري، ومروان فرج، والدكتور علي حرب، والدكتور رامز الحوراني، والدكتور عبد الكريم قبلان. ومن البحرين آلاء الغريفي، وناصر زين، وعلوي الغريفي، وأحمد العلوي، والدكتور قاسم عمران. ومن الجزائر الدكتورة زينب الأعرج، ومحمد أمين حجاج، وسمية محنش، وبشير غريب. ومن العراق الدكتور عبد الإله الصائغ، وعلي السندي، ومصطفى العمري، والدكتورة لبنى الجادري، والدكتور ناصر الحجاج، والدكتور فارس التميمي، وإسراء العكراوي، وخالد الحسن، ونجاح العرسان، وأسامة جمال الدين، وعلي أديب، والدكتور عباس كاظم، والدكتور قاسم عمران، وجليل خزعل، ومهدي البابلي، والدكتور فائق الأسدي، وقحطان المندوي، ويوسف القاموسي، والمصيفي الركابي، وجابر الشكرجي، وعماد القاموسي، والفنان نشوان فاضل، والفنان خالد قمر، والدكتور صبري مسلم حمادي، والدكتورة وجدان الصايغ، وروجيه إيلياز ومن السعودية يحيى العبد اللطيف، وحوراء الهميلي، وحبيب المعاتيق، وأمير المحمد صالح، وناجي حرابة، وإبراهيم حلوش، وتهاني الصبيح، وكاظم علي الخليفة، والدكتور رضى المبيوق. ومن السودان إبتهال تريتر، وأسامة تاج السر، ومناهل فتحي حسن سالم، والواثق يونس، وزكريا مصطفى أحمد الحسن، والدكتور محمد عبد الواحد، وبحر الدين عبد الله، وأسامة سليمان، وعماد البليك. ومن موريتانيا السفير محمد ولد الطيب، والدكتورة مباركة بنت البراء، وجاكيتي الشيخ سك. ومن الكويت الدكتور عبد الله السقاي، والدكتور محمد الصايغ، وحسين العندليب، وهاشم الموسوي، والدكتور عبد العزيز القطان، ومن فلسطين الدكتور هاني بواردي، وعامر زهر، وإسماعيل نور، وأحلام أكرم، وبشير شلش، ومروان مخول، وعفاف خلف، والدكتور عماد شبلاق. ومن اليمن علي بلعيد، وشايف الزوقري. ومن ليبيا غادة البشاري، والدكتور جمعة الفاخري، والدكتور جمعة عبد العليم، وعمر عبد الدائم.

إننا إذ ننظر الآن إلى أكثر من أربع سنوات مضت، نشعر بالفخر والدهشة على حد سواء. فخر بما تم إنجازه. ودهشة لأن حجم هذه الإنجازات أكبر بكثير من عمرنا الزمني. كأننا لسنا أبناء سنوات أربع، وإنما أربعين سنة. وفي هذا الإطار نوجّه نداءنا الحميم إلى الأدباء والمفكرين العرب، والمنتديات والهيئات الثقافية، كي نتواصل معاً، لنشبك أيدينا وقلوبنا وهممنا، ونعزز مكانة اللغة العربية وآدابها حيث نكون. ولنضع في اعتبارنا قناعة مفادها: إذا كانت السياسة عامل تفرقة، فإن الثقافة عامل جمع. فتعالوا إلى الثقافة. إن منصتنا الإفتراضية هي منبر مفتوح للمثقفين العرب أينما كانوا. تواصلوا معنا، ففي جعبتنا الكثير الكثير.

وأختم بالتعريف بهيئتنا الإدارية التي تتكون من: السفير الدكتور علي عجمي رئيساً، العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية الدكتور نبيل الخطيب نائباً للرئيس، السيد وسام شرف الدين أميناً للصندوق، السيدة حنان شرارة أمينة للسر، إضافة إلى الأعضاء: الدكتور هاني بواردي، الشاعر علي السندي، الأستاذ عبدالله العوامي، الدكتور وسام المليجي، السيدة إكرام زرقط، والأستاذ علي أديب.

وفي النهاية نقول: إذا كانت مدينة ديربورن عي العاصمة اللبنانية أو العربية في الولايات المتحدة الأميركية، وإذا كان المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون معلماً جميلاً من معالمها، فلدينا طموح جدي كي نجعل من هذه المدينة عاصمة للثقافة العربية في هذه الأصقاع النائية من الأرض.

السفير الدكتور علي عجمي

رئيس المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون

1 كانون الثاني 2022 

***

 

*غداً 14- 2-2022، ورقة الدكتور روني خليل – لبنان

اترك رد