في ذكرى انضمام دولة قطر الى اليونيسكو: خمسون عامًا من التعاون المثمر وإعلاء قيمة العلم والحوار وبناء السلام

 

عمم اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون  الاسلامي (يونا) تقريرا أعدته وكالة الانباء القطرية، لمناسبة ذكرى مرور خمسين عاما على انضمام قطر الى “اليونيسكو”، وفيه:

“خمسون عاما مضت منذ انضمام دولة قطر لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في 27 يناير من عام 1972، عمل خلالها الطرفان على تعزيز شراكاتهما محليا ودوليا في كافة المجالات التي تعنى بالتعليم وجودته، وفي مجالات عمل (اليونسكو) المختلفة المعنية بقطاعات التربية والثقافة والعلوم والاتصال والإعلام والتنمية المستدامة وغيرها.

وقد عزز توجه دولة قطر نحو ترسيخ ثقافة السلام والحوار من خلال التعليم والثقافة والتراث على المستوى العالمي، بناء شراكات ناجحة مع منظمة اليونسكو التي تأسست بهدف تعزيز مبادئ السلام الدائم عبر مجالات التعليم والثقافة وأن تكون مصنعا للأفكار ومنصة لحوار الثقافات المختلفة والتفاهم المشتركة من خلال قطاعاتها المختلفة.
وأسهم الدعم اللامحدود الذي قدمته قطر للمنظمة على مدى السنوات الخمسين الماضية، في شتى ميادين عملها، في تنفيذ العديد من الأنشطة والمبادرات الثقافية والعلمية والإنسانية والتنموية التي أطلقتها، ترجمة لرسالة مشتركة في ظل عالم مضطرب، يشهد حروبا ونزاعات وتهديدا للسلام والمجتمعات، وحالات تشريد وتهميش، وضياع للعلم ووجود ملايين الأطفال حول العالم خارج أسوار المدارس، بينما تقدم اليونسكو مختلف جوانب الدعم الفني للمؤسسات المعنية بالعلم والثقافة والتراث في الدولة وذلك في إطار رسالتها العالمية.

وكان انضمام دولة قطر لمنظمة اليونسكو كما يقول الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب مندوب قطر الدائم لدى المنظمة لوكالة الأنباء القطرية (قنا) مستندا إلى إيمانها المطلق بأهمية المنظمة في دعم خطط التنمية المستدامة وترسيخ السلام والأمن الدوليين، حيث تدعم دولة قطر القطاعات الرئيسة فيها، والقطاعات المعنية بالتعليم والثقافة والاتصال والمعلومات والعلوم، والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وأضاف: “شهد التعاون بين الطرفين تطورا مستمرا وبوتيرة متزايدة منذ 50 عاما على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، في العديد من البرامج والخطط التنموية، والتي من شأنها بناء مستقبل أفضل للمجتمعات، من خلال دعم التعليم والحفاظ على التراث الثقافي والإنساني”.
وتمتلك دولة قطر آليات فاعلة لتعزيز الشراكة مع منظمة اليونسكو، منها اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم التي أنشئت في العام 1962 وتسهم بدور فعَّال في تحقيق أهداف المنظمات الدولية ومنها (اليونسكو)، والتي تتسق مع أهداف التعليم في دولة قطر من ناحية ومع أهداف اللجنة من ناحية أخرى، وذلك من خلال تنفيذ العديد من برامجها ومشروعاتها وأنشطتها في المجالات المختلفة، من أجل تعزيز المواطنة وحقوق الإنسان والعدالة والكرامة الإنسانية.

وعلى هذا الصعيد تضطلع شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو في قطر، بدور متميز من حيث الاستجابة للمبادئ الأساسية التي حددها الميثاق التأسيسي لليونسكو، والذي خط في مذكرته عبارة “لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام”.
وقد انضمت دولة قطر إلى عضوية شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو عام 1983 بمدرسة واحدة هي مدرسة الدوحة الثانوية للبنين، وفي عام 1989 انضمت مدارس ثانوية وإعدادية للبنين والبنات، حتى بلغ عدد المدارس القطرية المنضمة للشبكة حتى الآن 80 مدرسة للبنين والبنات في المراحل التعليمية الثلاث (ابتدائي.. إعدادي.. ثانوي).

ومن أهداف انضمام مدارس قطر للشبكة العالمية لليونسكو زيادة معرفة الطلبة بالقضايا العالمية وتنشئتهم على المثل العليا، وعلى أهمية التعاون والتفاهم الدولي وإطلاعهم على ثقافات الشعوب الأخرى، وتعزيز فهم واحترام مبادئ وحقوق الإنسان، وكذلك تعزيز ودعم التواصل وتبادل المعلومات والخبرات بين المدارس المنتسبة على مستوى دول العالم.

وتتعاون اللجنة مع المنظمة في العديد من المبادرات والمشاريع التي تخدم أهداف الطرفين على المستويات كافة، لا سيما على الصعيد المحلي، من خلال تمكين ودعم المؤسسات والجهات الحكومية وغير الحكومية للاستفادة المُثلى من البرامج والأنشطة التي تقدمها هذه المنظمة وغيرها من المنظمات المماثلة.

ويظل التعليم واحدا من المجالات الأكثر أهمية على مستوى العالم، ويحتل المرتبة الرابعة في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة للعام 2030، وأحد الميادين لترسيخ ونشر ثقافة السلام والأمن الدوليين، ولهذا كان أحد أهم مجالات الشراكة بين قطر و(اليونسكو) على المستوى العالمي، إذ لم تدخر دولة قطر جهدا في دعم وتعزيز الجهود الدولية والإقليمية للإسهام في زيادة فرص التعليم في جميع بقاع الأرض، خاصة في ظروف النزاعات المسلحة وانعدام الأمن.

ويؤكد الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب مندوب قطر الدائم لدى المنظمة، أن دولة قطر تتصدر الدول الداعمة لمنظمة اليونسكو على جميع المستويات، “منذ عام 1976 تدعم دولة قطر جهود وبرامج اليونسكو على المستوى الإقليمي في دول الخليج واليمن، من خلال دعمها المستمر للمكتب الإقليمي لليونسكو بالدوحة، حيث تقوم بتوفير جميع الإمكانيات لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة لاسيما في قطاع التعليم والثقافة.

ويضيف في هذا السياق “لا شك أن مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة يقوم بدور أساسي في تنفيذ البرامج والخطط الاستراتيجية في منطقة الخليج واليمن، وهناك دعم وتعاون مستمر متمثل باللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم، واللجان المعنية في المنطقة”.

وعن دعم دولة قطر للمكتب، يؤكد علي زينل مستشار وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، مندوب قطر السابق لدى اليونسكو لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أن دولة قطر لم تدخر جهدا في دعم هذا المكتب المهم بالميزانيات اللازمة للتشغيل وتنفيذ البرامج منذ تأسيسه قبل ما يقرب من نصف قرن، بل ورفعت مؤخرا قيمة هذا الدعم، لتعزيز برامجه وأهدافه في منطقة الخليج واليمن.

ويعد المكتب الإقليمي لليونسكو في الدوحة نموذجا واحدا للشراكة والتعاون بين قطر وهذه المنظمة الدولية، إذ تغطي هذه الشراكة مناطق أخرى من العالم عبر مشاريع وبرامج ومبادرات في دول كثيرة، وتمتد إلى قطاعات التعليم والثقافة والتراث والتواصل الحضاري، ومواجهة التطرف والعنف من خلال التعليم الذي حظي باهتمام الطرفين لاسيما خلال العقدين الأخيرين.

ومما لا شك فيه، فإن التزام قطر بالتعليم، الذي هو من صميم اهتمامات اليونسكو، لا حدود له، ويتضح ذلك من خلال الدعم الذي توفره الدولة لتطويره وتحديثه محليا وفق أعلى المعايير الدولية، كما أن هذا الالتزام يتجلى دوليا من خلال مبادرات ومشاريع نوعية، مثل مؤتمر القمة العالمي من أجل التعليم (وايز) و(علم طفلاً) و(التعليم فوق الجميع)، الأمر الذي أتاح الفرصة لأكثر من 10 ملايين طفل وطفلة للالتحاق بالتعليم في المناطق الأكثر هشاشة وتهميشا في العالم، لاسيما مناطق النزاعات.

وقد مثل العام 2003 منعطفا مهما لهذه الشراكة بين الجانبين مع تعيين صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر مبعوثا خاصا للتعليم الأساسي والعالي في منظمة اليونسكو، وذلك اعترافا وتقديرا لجهود سموها الواضحة في دعم التعليم على المستوى العالمي، من خلال المبادرات العالمية التي أنشأتها في قطاع التعليم مثل مؤسسة التعليم فوق الجميع والتي شمل نطاق عملها أكثر من 55 دولة حول العالم.

ويوضح السفير الحنزاب أن مؤسسة التعليم فوق الجميع والبرامج التابعة الها، وبدعم من صندوق قطر للتنمية، تقوم بدور فعال في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لليونسكو في مجال التعليم على المستوى العالمي.

وبدوره، يقول علي زينل إن دولة قطر تعد من الدول المتميزة في دعمها لبرامج ومشاريع المنظمة، وشهد هذا الدعم ارتفاعا ملحوظا بعد العام 2003 في ظل المبادرات والبرامج التي أطلقتها الشيخة موزا بنت ناصر في مجالات التعليم والتعليم العالي، إلى جانب الدعم المقدم من خلال صندوق قطر للتنمية، الذي يتولى تنفيذ مشاريع دولة قطر في الدول الشقيقة والصديقة، وكذلك مع المنظمات الدولية والإقليمية.

وتحفل قائمة المشاريع التعليمية الإقليمية والدولية المشتركة، بعشرات المشاريع التي نفذتها دولة قطر عبر مؤسساتها المختلفة، ففي العراق بدأ العمل منذ العام 2018 على مشروع يهدف إلى تحسين الوصول إلى تعليم جيد وشامل مع المساواة بين الجنسين بالنسبة لنحو 150 ألف طفل خارج أسوار المدارس، وسبقه في العام 2017 ومن خلال مؤسسة التعليم فوق الجميع بالشراكة مع اليونسكو مشروع يسعى لتوفير فرصة التعليم النوعي لأطفال المدارس الابتدائية، مستهدفا نحو 75 ألف طفل.

وتواصل مؤسسة التعليم فوق الجميع كذلك عطاءها في الفلبين وتايلاند وإندونيسيا وكمبوديا ولاوس وكوريا الديمقراطية الشعبية وماليزيا وميانمار وفيتنام وتيمور الشرقية لتوفير فرص تعليمية للأطفال خارج المدراس وبما يزيد عن 50 ألف طفل.

وكانت دولة قطر من أوائل الدول التي تعاونت مع اليونسكو، لدعم التعليم في لبنان من خلال مبادرة صندوق قطر للتنمية ومؤسسة التعليم فوق الجميع، لبناء المدارس المتضررة، وإعادة العملية التعليمية إلى مسارها، وذلك استجابة لحملة (لبيروت) التي انطلقت بعد انفجار ميناء بيروت في أغسطس 2020.

ولم تقتصر جهود دولة قطر في الدعم المادي لقطاعات التعليم حول العالم، لكنها تبذل جهودا موازية لتذكير العالم بخطورة التهديدات والاعتداءات التي تطال المؤسسات التعليمية في مناطق النزاعات، وتحرم الملايين من حق التعليم، وقد نجحت الديبلوماسية القطرية في إقناع العالم بضرورة اتخاذ إجراءات لحماية هذا الحق في أوقات الطوارئ، حيث اعتمدت الأمم المتحدة في يونيو من العام 2020، المقترح القطري بهذا الخصوص، وأعلنت عن اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، الذي يوافق 9 سبتمبر من كل عام، معتمدة قرارا يؤكد حق التعليم للجميع وأهمية ضمان بيئات تعلم آمنة ومواتية في حالات الطوارئ الإنسانية، وهو ما يتفق مع استراتيجيات وأهداف اليونسكو.

ومتابعة وتعزيزا لهذه الجهود، نظمت مؤسسة التعليم فوق الجميع في 9 سبتمبر الماضي وبحضور السيدة أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو اجتماعاً مهماً بحث آليات حماية التعليم في ظل النزاعات، حيث أطلقت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر مشروعاً مشتركاً بين (مؤسسة التعليم فوق الجميع) و(اليونسكو) يهدف إلى وضع آليات رصد للهجمات على التعليم وجمع البيانات التي تثبت وقوع هذه الاعتداءات.

وعلى صعيد متصل بقطاع التعليم، تساهم دولة قطر في مبادرة نبذ العنف من خلال التعليم، وهو برنامجٌ أنشأته اليونسكو، بهدف طباعة إصداراتٍ إرشادية موجهة لدول العالم، توضّح طرائق مكافحة العنف بجميع أنواعه، من خلال المناهج الدراسية والتعليمية، وكذلك من خلال وسائل وبرامج التسلية للأطفال.

ويتواصل دعم دولة قطر لمنظمة اليونسكو في هذا الميدان في مختلف المناسبات، ومؤخرا قدمت الدولة دعما مهما للمنظمة لتنظيم المؤتمر الوزاري رفيع المستوى لمكافحة خطاب الكراهية من خلال التعليم، والذي عقد في أكتوبر من العام الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس.

وأكد ناصر الحنزاب في تصريح لـ(قنا)، أن ذلك الدعم جاء في إطار مساندة دولة قطر للجهود الدولية الرامية لمكافحة الكراهية وتعزيز السلام والتعايش بين الشعوب بمختلف ثقافاتها وأديانها.

ولم تقتصر مبادرات قطر مع (اليونسكو)، على مجال التعليم فقط، بل تعدّته إلى مجالات أخرى مشتركة، مثل الحريات الصحفية، والحفاظ على التراث، والمشاريع والمبادرات الثقافية، لتحقيق الهدف المشترك في أن تكون الثقافة جزءا أصيلاً في التنمية وجسرً للتواصل والحوار الحضاري بين الشعوب.

وفي هذا السياق يقول علي زينل في تصريحه لـ(قنا)، إن دولة قطر كانت أول دولة عربية تستضيف ندوة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وكان ذلك في مايو من العام 1999، والتي نظمت بالتعاون مع منظمة اليونسكو، بمشاركة عربية واسعة، في مؤشر على امتداد الشراكات بين الطرفين، وأنها لا تتوقف عند مجال معين في ضوء إيمان دولة قطر بدور هذه المنظمة على الصعيد العالمي.

وفي مجال التراث، الذي يعد ذاكرة الشعوب وجزءا مهما من تاريخها، كان لدولة قطر مساهمتها الفعلية في تعزيز جهود اليونسكو في هذا المجال، واعترافا بهذا الجهد رشحت دولة قطر لاستضافة أعمال اجتماع لجنة التراثِ العالمي، وهي من اللجان المهمة في منظمة اليونسكو، والتي تعنى بتسجيل المواقع الأثرية على لائحة التراث العالمي. وقد قامت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، برئاسة أعمال هذه اللجنة، التي امتدت اجتماعاتها لمدة 11 يوما في العام 2014، وتم خلالها الإعلان عن دعم قطري لصندوق الطوارئ للتراث العالمي بمبلغ عشرة ملايين دولار، حيث كانت دولة قطر هي أول المانحين لهذا الصندوق.

ومن المشاريع المهمة التي حظيت بالشراكة بين دولة قطر ومنظمة اليونسكو، في مجال الحفاظ على التراث، والتي أشار إليها علي زينل، مشروع إعادة بناء مدينة الموصل الأثرية في العراق، وهي مبادرة أنشأتها المنظمة، وقامت دولة قطر بدعمها، ضمن أطراف دولية أخرى.

ويضيف أن من المشاريع المهمة التي تدعمها دولة قطر سنويا، الأسبوع الأفريقي لدى اليونسكو، والذي تنظمه المجموعة الأفريقية لدى المنظمة والدول العربية الواقعة في أفريقيا. حيث يُبرز هذا الأسبوع ثقافات هذه الدول وتنوعها الإثني الثريّ، وكذلك الحِرَف اليدوية في مجمل الدول الأفريقية.

ويذكر سعادة السفير ناصر الحنزاب، أن دعم قطر لجهود اليونسكو في مجال الحفاظ على التراث العالمي وحمايته، ليس وليد اليوم، بل ممتد لسنوات عدة، مشيراً إلى أن العالم مازال يتذكر استضافة قطر في ديسمبر من العام 2001، ندوة دولية لليونسكو بعنوان (الإسلام والتراث الثقافي)، بالشراكة مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو)، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليسكو) بمشاركة وزراء الثقافة في الدول الإسلامية وفقهاء وعلماء ومسؤولي منظمات إقليمية ودولية معنية بالتراث.

ويشير زينل إلى أن تلك الندوة خرجت بإعلان الدوحة الذي نشر بثلاث لغات هي: العربية والفرنسية والإنجليزية، وينص على أهمية التراث الثقافي الإنساني والحفاظ عليه، كما بين رأي الفقهاء المسلمين في مسألة تدمير التراث الثقافي.

ومؤخرا، أعلنت مكتبة قطر الوطنية عن عقد اتفاقية تعاون مشترك مع اليونسكو لتنفيذ مشروع بعنوان (دعم مكتبات التراث الوثائقي في المنطقة العربية)، الذي يعزز دور الطرفين في الحفاظ على التراث الثقافي الغني الموجود في المكتبات في شتى أنحاء المنطقة العربية ويحظى بأهمية كبرى على مستوى العالم.

ويهدف هذا المشروع إلى حماية تاريخ المنطقة العربية وهويتها وأنواع المعارف فيها من خلال حفظ تراثها الوثائقي المهدد حاليًا بخطر الاندثار والضياع نتيجةً للإهمال، أو التدهور الطبيعي، أو استخدام تقنيات غير حديثة في حفظ التراث الوثائقي، أو حفظه في أماكن غير مناسبة، أو بسبب الإتلاف والتدمير العمدي.

ومع اقتراب موعد انطلاق كأس العالم FIFA قطر 2022، يؤكد سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى منظمة (اليونسكو) أن المنظمة، ممثلة بقطاع العلوم الإنسانية والاجتماعية، تنظر لتنظيم دولة قطر لهذا الحدث الكروي العالمي، باهتمام كبير حيث تشكل هذه المناسبة للمنطقة العربية وللشباب منصة مشتركة لتفعيل الحوار ومد جسور التواصل مع الثقافات المختلفة وترسيخ مفهوم العيش المشترك مع الآخر ومعرفة ثقافات الشعوب الأخرى.

لقد تميزت العلاقة بين دولة قطر ومنظمة اليونسكو، على امتداد خمسين عاما، بالتعاون الوثيق في مختلف المجالات التي تختص بعمل المنظمة: التعليم والثقافة والتراث، لتمتد إلى إقامة شراكات عالمية مهمة تخدم أهداف المنظمة في العالم، وتترجم جانبا مهما من التزامات قطر الدولية بما يخدم رفاهية الشعوب، ويضمن حقوقها في التعليم، ويحافظ على تراثها المادي والمعنوي، ويصون حرياتها، ويعزز من أهداف التنمية المستدامة، وصولا إلى عالم مزدهر ينعم بالعدالة والاستقرار والسلام.

ويتطلع الجانبان إلى توطيد هذا التعاون الوثيق والمتميز في غضون السنوات المقبلة، في سعيهما نحو دعم جهود ومبادرات بناء السلام، وتعظيم قيمة العلم والثقافة والمحافظة على التراث والوفاء بالقضايا الأخرى التي تهم المجتمعات وتندرج ضمن أجندة مهام وعمل الطرفين، فضلاً عن الاستمرار في مد جسور المحبة بين كل الحضارات

اترك رد