سامية خليفة

           ( لبنان)

يا طيورَ السّماءِ

لا يغرنَّكِ لونُ ثوبيَ الأسود

فإنَّ لونَ قلبيَ الناصع

ينافسُ لونَ أرياشِكِ البيضاءِ

لا تلاحقيني …لا تأسري خطوتي

دعيني أنطلق نحو الآفاقِ

ذهبيَّةٌ آثارُ الخطواتِ

أراها بعينِ البصيرةِ

تعكسُ الأنوارَ.

يا لائمي …أنا لا أمشي بزهوٍ

أنا أرفعُ الرأس لأني

إبنةُ الأمجادِ

منَ الفقرِ أغتنيْتُ

به تجلى الصَّبر

به سمتِ الروحُ

فاعتلتْ أرقى الدَّرجاتِ.

يا طيورَ السَّماءِ

علَّمتْني الحروبُ ألّا أشتكيَ

أن أضمِّد الجراحَ في صمتٍ

وأن أكتفيَ

بكسرةِ خبزٍ…

بحلمٍ  وليدٍ يكادُ

بعد صرختِهِ الأولى أن يختنقَ

مُصطدِمًا بجدارٍ من رفضٍ.

أنا ابنةُ الأمجادِ

رغمَ قلةِ حيلَتي

أظلُّ مرفوعةَ الرّأسِ

حتّى في أحلكِ النَّكباتِ

أسيرُ والطُّيورُ تتبعُني

أنا منْ زينت لها أفق التَّحليق

رسمتُ لها الغيومَ في دوائرَ

والشمسَ في برتقالةٍ

وفتحتُ لها كفّي

لينجلي المعنى

في روح السَّلامِ..