تَاهـتْ حُـروفي

   الـشـاعـرة نـسرين بـدر

                                            (مصر)

 

الـبـحـر الــطـويـل

 

أُصِـبْـتُ بِـرمـحٍ فِـي يَـدَيْهِ سِــهـامُ

يَــلُـفُّ بِـلــيـلـي مــا كَــفَـاهُ مَـــلامُ

وَعَـيْنُ حَـسُـودٍ قَـدْ أطـلَّتْ بِمكْرِها

فَـتَفْنَى زُهُـورُ الْحُسـنِ فَهْـوَ حِـمَامُ

أطَــلَّ بِـقُـبـحٍ مُــذْ رَآنِـي بصـفــوةٍ

تَــهَـاوَتْ بــه نـفـسي وعــزَّ قِـيَــامُ

فَقَالَ كَـلَامـاً زادَ فـي القلـبِ لوعـةً

وأثْــقَـلَ عَـقـلــي وَالْـهُـمُــومُ زِحَامُ

وَتِلْكَ الرُّؤَى تَدْنُـوْ مِـرَاراً وتَخْـتَفي

فَكَمْ مِـنْ نـدُوبٍ بِالسِـجَافِ عِـظَامُ

فَيَاوِيحَ نَفْسٍ لَـوْ تُحَـاكِي مُـرادهـا

تَـــذوبُ بِـصَــمْــتٍ وَالْـكَـلَامُ وئـامُ

فَتَاهَتْ حُـرُوفِي وَهْيَ تَعْدُو كئيبةً

فـكَـيْـفَ بـبــدرٍ قـدْ عَــلاه غَــمــامُ

أَصِـبْـتُ بِـعَـتْـمٍ فِـي لَـيَالٍ عَـددتُها

وخُـضتُ بِـحاراً والـسَـفِينُ حُـطَامُ

فَـتُـهْتُ بـسَـطْرٍ للْـنَـوى كانَ خافِياً

كــأنَّ الــنِـدَا لِـلـسَّـامِـعِـينَ غَــشَـامٌ

دَعوتُ إلهي كَي يُصافِحَـني المُـنى

وأحـظَى بِـعَـفْــو اللهِ وَهْــوَ خِـتـامُ

سَـكَنْتُ الثَّرى ماضٍ لأمركَ طـائـعـاً

دَعْـــوْتُــكَ رَبِّـــي فَـالـنِّــدَاءُ يُـــرَامُ

لِـتَشْفي قُـلُوباً مِنْـكَ تخْشَى مَـهابةً

فـلـيتَ فــؤادي لَــمْ يُـصـبـهُ سِـقَامُ

اترك رد