تضفي جاذبية الأشكال في لوحات الفنانة «فيفيان الصايغ» (Vivian Alsaegh) على التقنية نوعا من حداثة ثرية, تفرضها بالالتصاق بماضي وبفكرة التعتيق رغم اتجاهها الحداثي نحو الاغتراب البصري التشكيلي ومعناه الواسع من حيث فكرة التمثيلات اللونية، وفن «الديجيتال آرت» وشفافيته المثقلة بواقع اتخذت منه عدة عناوين للوحات من شأنها أن تقدّم رؤية مستقبلية لمن هم ينتمون إلى افتراضيات هي حقائق تحتضن الأزمنة من الخلل في العلاقات البشرية إلى الفن وتلاحم الألوان، إضافة الى الانتماء لمتطلبات الفن في زمن الانقلاب المفاهيمي على كل شيء من الأدب الى الفن التشكيلي والتجديد المستجيب لنظرة النقاد للفن.
والفنانة «فيفيان الصايغ» خرّيجة مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية قسم التصوير ولها معارض فردية ومشاركات في معارض جماعية داخل سوريا وخارجها, ولها معرض فردي وأقامت العديد من ورشات العمل الفنية وأعمالها مقتناة في كل من سوريا ولبنان والإمارات وفرنسا والكويت. ومع الفنانة فيفيان الصايغ أجريت هذا الحوار:
{ حداثة أو ما بعد الحداثة، على ماذا تؤكد الفنانة فيفيان الصايغ من خلال لوحاتها؟
-لست أنا من يحدد هوية أعمالي وإلى ماذا تنتمي، ما يهمني هو إيصال الفكرة بأي طريقة تخدم العمل، إن كان عمل تشكيلي أو مفاهيمي أو تركيبي أو حتى أعمال الديجيتال، لإيصال رسالة تعبّر عن هموم الإنسان وقضايا المجتمع.
{ تقنية حديثة في الرسم وبصمة تنافسية في الفن، هل هذا نوع من التحدّيات للتميّز أم هو محاكاة لجيل فني أنتِ منه؟
-التميّز يأتي من خلال موضوع العمل وقربه من المتلقّي، والفنان لا يبدع لحاضره، وإنما لأجيال وأزمان قادمة. يقدّم العمل كوثيقة لأحداث عايشها الفنان، وأنا بدوري أسعى من خلال أعمالي توثيق الواقع المليء بالمتناقضات وأجسّد حالة التوتر الدائم التي يعيشها الإنسان وهو يقف وجهاً لوجه أمام الدمار والموت والتعذيب والوحدة.
{ اللوحة السورية وهواجس قوتها أو ضعفها، هل فكرت في هذا أثناء الرسم أم ان للوحة هوية عالمية بصريا؟ وما الذي تنادي به الفنان فيفيان من خلال اللوحة؟
-بعد إنتشار وسائل التواصل لا يعنيني أن أكرّس الفن السوري, وهذا ليس تقليل من أهميته، فالفن السوري متجذّر يملك هوية خاصة عربياً وعالمياً، ولكن في السنوات الأخيرة أصبح مقيّداً لا يملك رفاهية التعبير، دائماً هناك قيود تمنعه من الإبداع بحرية، وأعتقد ما يميّزني أنني أغنّي خارج السرب، وأحتاج أن يصل صوتي إلى أبعد ما يكون دون الإلتزام ببلد معين أو أسلوب معين.
{ الفن الرقمي يحتاج للكثير من الوعي التشكيلي والوعي بهذا الفن الرقمي ما رأيك؟ وهل حققت هدفك في اللوحة أو ما زلت تبحثين عن هدف ما؟
-الفن ينبض ويتطلب الأستمرار، والفنان لا يستطيع الإستمرار بالخلق من دون البحث والتفكير لذلك يجب أن يتطوّر بلوحته من التجريب إلى المعرفة التي هي وسيلة أداة للفكر نفسه، فالفن حدسي ومنطقي يحتاج للذهن والمخيّلة، وفن الـ «ديجيتال آرت Digital art» هو من أشكال الفنون الحديثة، ويستهويني وأستخدمه عندما تتزاحم الأفكار في رأسي, ويصعب تنفيذها ضمن العمل التشكيلي، ويمكن أن يكون إستهزاء أو نقد أو طرح لقضية ما, وحاولت ضمن تجاربي المستمرة إحياء الأعمال العالمية وتقديمها بشكل يخدم الفكرة أكثر من الجمال.
{ ما هي فلسفة الفنانة فيفيان الصايغ ورؤيتها للحياة؟ وهل تتوسع مدارك الفنان من خلال الرسم؟
-الفن ليس مجرد ألوان نعبث بها، فهو مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الفنان كلما زادت خبرته في مجال الفن, وعند تقديم أي عمل فني يجب إحترام عقل المتلقي بالبداية, ثم تقديم حصيلة تفكير الفنان وما توصل إليه من تجارب التي تتطور تلقائياً بالعمل المستمر والتفكير.
***
(*) اللوحات من مجموعة متحف فرحات