“وشوشات”… ضجيج

 

ضجيج..ضجيج…امواج العصر تغتصب شطآننا. هي لا ترحم أفئدتنا الشرقية. تغتال قهوتنا الصباحية فلا نرصد مع صياحها تغاريد العصافير المهللة لصبح جديد.

زائر ثقيل الدم حقا. يتسرب كسارق مقنع إلى جناحك الطاهر. يفرد جناحاه السوداوان ويلون عيناك…

وإن لم تأذن له، فهو كالطاووس يزداد عهرا. ينهش دماغك، يغير اراؤك، ينفس لهب اكاذيبه ويزيد في شبقك المغرور وانت لست نادما غارق حتى النفس الأخير في الملذات.

عرفتم من أنا؟

أنا الوحش بثوب جديد، وجهي أيقونة الجمال، جسدي ازاهير العري في الواحات. تماثيل من كل صنف ولون (صباحات وردية، مساءات مخملية، معايدات ومجاملات، اوراق نعوة تدمي الفؤاد، أهازيج عرس وتبريكات، شهادات تفوق تبحث لإرضاء الذات، يبحث كل واحد منها في ثقوب الجوارب المهملة في جوارير الوديان. والأهم الشهرة، وهل من يرضي شهوتنا لنكون يوما قادة الرعية في كل زمان).

عرفتم من أنا؟

انا القصة التي لا تقرأ…انا الشعر المحترق من عذابات الشرق المتمادية من سيوف الصليبية وتسونامي قذاراتهم فوق الحقول النفطية. أنا الجوع الذي قهره الأغنياء بموائد فحشهم ورهطهم في الملذات. أنا المواعظ المنشرة كالذباب في مستنقعات الأشقياء. أنا المغرورة…إبليس جهنم على الأرض حيث الحلال والحرام يتحدان في نبؤة الأعور الدجال. أنا العقل الذي يسكن صمتكم، رفضكم وتمردكم فأكوي حرارتكم بجليد الشمال.

هل عرفتم من أنا؟

أنا وبكل فخر صديقكم في كل ثواني حياة الجماد …أنا التكنولوجيا…أنا الأنترنت ونتاجي صغيرات مدللات: فيسبوك، تويتر، انستغرام، تيك توك، واتس أب وغيرهم.

لا تحرموني من رؤيتكم على شاشاتي والتثبيت ب (لايك، حب، دهشة وبكاء وغضب مدفون تحت التراب).

***

*اللوحة للرسام سلفادور دالي

 

 

 

اترك رد