غُرُوب! 

 

(… وَهَل، في الغُرُوبِ، أَشهَى مِن قِرْمِزٍ في الأُفُقِ، وشِراعٍ يَتَهادَى مع النَّسِيمِ، وهَدأَةٍ في البال!)

 

هَل دَنا السِّندَبادُ، بعد رَحِيلِ،        مِن إِيابٍ إِلى سُكُونِ الخَمِيلِ؟!

هَل سَيَأتِي لِقِبلَةٍ كم تَشَهَّى            أَن يَراها بِبَحثِهِ المُستَحِيلِ؟!

هَل إِذا حَطَّ رَحْلَهُ، مُستَرِيحًا،          بَعدَما غَذَّ في المَسِيرِ الطَّوِيلِ

سَيَفِيضُ الجِرابُ نَدًّا، وطِيبًا،            وجُمانًا، مِن كَنزِهِ المَأمُولِ؟!

هَل تُراهُ، ولاحَ، يُومِي إِلَيهِ،                بارِقٌ مِن مَهامِهِ المَجهُولِ

سَوفَ يَلقَى مَصِيرَهُ، مُستَكِينًا،          أَم سَيَنهَدُّ، تَحتَهُ، في ذُهُولِ؟!

أَنا ذا السِّندَبادُ طالَ طَوافِي،            في فَيافٍ، وفي رِحابِ الحُقُولِ

أَزِفَ العُمرُ لِلغُرُوبِ فَهَل مِن               جُلَّنارٍ يَحنُو، وأُفْقٍ جَمِيلِ

ونَسِيمٍ، مع العَشايا، شَذِيٍّ،              وشَواطٍ نَدِيَّةٍ، ونَخِيلِ؟!

أَفَلَت شَمسُ خافِقِي، وكَبا العَزمُ،             فَآهٍ مِن كَبوَتِي، وأُفُولِي

أَينَ مِن فَورَةِ الصِّبا، وشَبابٍ،           وَهَنٌ دَبَّ في الكِيانِ النَّحِيلِ!

أَينَ مِن شَمخَةِ النُّسُورِ، بِعالٍ،          حُدْبَةُ الظَّهْرِ، وارتِعاشُ الذُّيُولِ

وانحِسارُ المَدَى، لِرُكنٍ كَئِيبٍ،          وقُصُورٌ مُرٌّ، بِلَحظٍ كَلِيلِ

وتَوانٍ، في هَيِّنٍ مِن شُجُونٍ،             وعَصًا تُرتَجَى لِخَطوٍ ثَقِيلِ!

لَيتَ شِعرِي! إِذا مَسائِي تَبَدَّى،           ودَنَت مَيعَةُ الهَوَى لِذُبُولِ

وتَتالَت، على الخَيالِ، نَجاوَى،         مِن رَبِيعٍ يَتِيهُ فَوقَ الفُصُولِ

يَهدَأُ اليَمُّ، والعَواصِفُ تَسرِي       سَرَيانَ الشَّمالِ بَينَ التُّلُولِ

وشِراعِي يَنسابُ، في نَغَمِ المَوْجِ،          كَحُلْمٍ حَبا بِجَفْنٍ عَلِيلِ

ثُمَّ أُلقِي عَن كاهِلِي ثِقْلَ عُمْرٍ،          حامِلًا في طَوِيَّتِي تَأمِيلِي!

 

اترك رد