جاؤوا إليّ مدجّجينَ…
وحاصروا بيتي
لأنّي ما دفعتُ لهم فواتيرَ المياهِ
ورسْمَ تجديدِ الهُويّهْ…
ولأنّني شاركتُ في يومِ احتجاجٍ
ضدّ مَن سرقوا البلاد…
فصرتُ متّهماً بأنّي خائنٌ
وقبضتُ مالاً من جِهاتٍ أجنبيّهْ…
وأنا أجوعُ
كما يجوعُ الناس في وطني
وأعطشُ مثلما عطشُوا
ويزعجُني انتظاري في محطّاتِ الوقودِ
من الصباحِ إلى العَشيّه…
ويغيظُني سعرُ الدواءِ
على رفوفِ الصيدليّه…
ويحزّ في نفسي بكاءُ الشمعِ
في عصْرٍ بدائيٍّ
كعصر الجاهليّهْ…
لكنّهم لم يأبَهوا لمشاعري…
فتنحنحَ القاضي وقالَ:
عليك دفعُ ضريبةٍ…
ورسومِ تأخيرٍ…
وأتعابِ المحامينَ
وأكلافِ القضيّه…
فأجبتُهم: من أين أدفعُ ما عليَّ
وليس عندي من حياتي كلِّها
إلاّ ثِيابي الداخليّه؟…
***
(*) مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني 2021