تحقيق علي داود
الجنوبيون بدأوا بتموين الحطب للتدفئة الشتوية كوسيلة بديلة عن المازوت للارتفاع الكبير في أسعاره، فانتعشت صناعة الصوبيات على الحطب.
في منطقتي النبطية واقليم التفاح اتجه المواطنون الى استبدال الصوبيات العاملة على المازوت وتحويلها لتعمل على الحطب، من خلال استبدال “بيت النار”، في المدفأة. واوضحوا ان كل بيت يحتاج الى 5 براميل من المازوت خلال فصل الشتاء وكلفتها 15 مليون ليرة، بينما يحتاج الى 5 امتار من الحطب وكلفتها 5 ملايين. اما الحصول على الحطب فهو ممكن من الاودية والتلال المحيطة بالبلدات ومن خلال القندول او تقليم أشجار الزيتون والمعمرة العاجزة عن الإنتاج، او شرائه من الزهراني من الصنوبريات واشجار الحمضيات. وقد تم تخصيص غرفة للحطب في المنزل لتكديسه فيها استعدادا لقدوم البرد والشتاء.
وقال عضو بلدية يحمر الشقيف واصف علي جابر لـ”الوكالة الوطنية للاعلام”: “ان المواطنين في البلدة ومعظمهم من المزارعين غير قادرين على التدفئة على المازوت لاسعاره المرتفعة ولا حتى على الغاز الذي هو في ارتفاع اسبوعي، لذلك اتجهوا نحو التدفئة على الحطب لسعره الارخص وهم يحصلون عليه من مصدرين، اما من خلال شرائه من أصحاب بساتين الحمضيات على الساحل والذين استبدلوا زراعة الليمون بزراعة الموز، او من خلال جمعه من تقليم الزيتون وتشذيبه او من الصرو والصنوبر والقندول”.
اضاف: “جمع الحطب في هذه الأيام كوسيلة للتدفئة بديلة عن المازوت والغاز نشط في بلدتنا، والمواطنون ينتشرون لجمعه من اطراف البلدة، ومنهم من يقومون بتشحيل التين والزيتون ويعودون في ساعات المساء حاملين الحطب الى البيوت، كل ذلك لانهم غير قادرين على مجابهة الصعاب الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الا بهذه الوسلية وان كانت مليئة بالمتاعب والمشقات، وأحوالهم غير ميسرة لاستخدام مدافىء المازوت او الغاز”.
وتابع: “نحن كبلدية نتشدد في حماية الثروة الحرجية على نهر الليطاني ونمنع قطع الأشجار من السنديان على جانبي النهر، وننسق مع المصلحة الوطنية لنهر الليطاني التي قمعت مؤخرا مجموعة من الأشخاص ارتكبوا مجزرة بيئية تحت عنوان التحطيب وقطع الأشجار للتدفئة مقابل بلدات زوطر وصير الغربية وقعقعية الجسر، فكان مصيرهم السجن بعد تدخل مباشر من رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصلحة الليطاني الدكتور سامي علوية، وقد تدخل وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن والمدعي العام في الجنوب القاضي رهيف رمضان”.
وقالت المواطنة عدلا الديراني: “نذهب مع العائلة في الصباح وحتى المساء لجمع الحطب من البرية والتلال والاودية المحيطة، ونحصل عليه من التحطيب من القندول ونجمعه من الصنوبريات والتين والعنب والزيتون من كرومنا، كي لا نشتري الحطب. فلا قدرة لنا على شرائه ايضا، فالاحوال سيئة وعلى “قد بساطك مد رجليك”. الوضع صعب، الناس تعيش في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار وهي متروكة لتواجه قدرها بنفسها”.
اما المواطن أبو حاتم، فقال: “أمتطي الدابة صباحا، واتوجه الى الكروم التي قلمها أصحابها واجمع ما يمكن جمعه من الحطب من مختلف الأحجام لاعود ظهرا بحمولتي الى البيت. وتشرين الأول هو شهر المونة، فنستخدام الحطب للتدفئة ولاعداد المونة البلدية. امام ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش وتدني سعر العملة اللبنانية امام الدولار والقضاء على مدخراتنا بات الجميع فقراء الحال، ولا من يسأل عن أبناء الطبقات الفقيرة.